“تكتيكات معقدة”.. كيف تستخدم طالبان وسائل التواصل الاجتماعي؟

كشفت صحيفة واشنطن بوست أن مؤيدي حركة طالبان الأفغانية يستخدمون “تكتيكات معقدة بشكل لافت” على منصات وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي لإثبات أن الحركة “مستعدة لقيادة دولة قومية حديثة”.

وتتحدى رسائل مؤيدي الحركة عبر منصات تويتر وفيسبوك وواتساب الصورة الذهنية التي وضعها الغرب عن الحركة باعتبارها “غير متسامحة وشريرة” بينما يظل محتوى هذه الرسائل متناسقا مع الحدود التي تسمح بها شركات التقنية التي تملك هذه المنصات والتطبيقات، وفقا للصحيفة. 

وتُظهر “التكتيكات” المستخدمة حاليا “درجة عالية من المهارة” ويشير محللون للصحيفة الأميركية إلى أن “هناك شركة علاقات عامة واحدة على الأقل تقدم المشورة للحركة، حول كيفية نشر الرسائل والصور والفيديوهات عبر المنصات على نطاق واسع تماما كما تفعل الحملات السياسية والشركات”.

وتمتلك طالبان وأنصارها أعدادا كبيرة من الحسابات المرتبطة بالعديد من المنصات بهدف الحفاظ على وجودها في حال قامت أي شركة باتخاذ إجراءات ضدها.

دارين لينفيل، خبير الإعلام بجامعة كليمسون قال لواشنطن بوست: “استنادا إلى الحجم الهائل من الإنتاج، يدير العديد من الحسابات أفراد قد تكون وظيفتهم الأساسية هي إدارة وسائل التواصل الاجتماعي”. 

ويضيف: “لا يتم تشغيل هذه الحسابات من قبل قادة طالبان أو مقاتليها، بل يديرها أفراد يتمتعون بإمكانية الوصول إلى الإنترنت طوال الوقت بواسطة أجهزة سطح المكتب والأجهزة المحمولة بالإضافة إلى امتلاكهم مهارات جيدة في اللغة الإنكليزية”.

وتظهر إحدى الصور من مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت في أفغانستان مقاتلين من طالبان يرتدون ملابس مموهة ويلوحون بمدافع رشاشة وهم واقفون تحت سماء وردية وزرقاء رائعة، فيما أرفق النص عبارة “في جو من الحرية” باللغتين الباشتو والإنكليزية.

وتقول الصحيفة إنه عندما أصبحت مغادرة الولايات المتحدة من أفغانستان أمرا واضحا، أضحت تكتيكات طالبان “أكثر تعقيدا”، مع نشر رسائل تبشر بالتقدم في المعارك وتعد بأن أفغانستان أفضل في المستقبل.

وتقول الصحيفة إن الحركة سعت، في الأشهر الماضية، إلى زيادة المحتوى الذي يقدمها كحركة “متسامحة”.

ووصفت إحدى الرسائل المنشورة على موقع طالبان باللغة الإنكليزية على الإنترنت، في أبريل، الحركة النسوية باعتبارها “أداة استعمارية” وادعت أنها “تهاجم مؤسسة الأسرة في مجتمع مسلم يتمحور حول الأسرة”.

 وفي الشهر التالي، أشارت رسالة أخرى إلى أهمية حرية الصحافة، ووصفتها بأنها “ضرورية لكل مجتمع وبلد”.

ويقول إيمرسون بروكينغ، من “المجلس الأطلسي” لواشنطن بوست إن الحركة ليست حديثة العهد بأساليب الدعاية عبر الإنترنت، فقد كانت تستخدم “المدونات” بعد طردها من الحكم في 2001.

ثم دخلت الحركة عالم تويتر في 2011، ثم تليغرام في 20104، وفي 2016، نشرت دعايتها عبر استخدام الهاشتاغات على نطاق واسع، وفق الباحث.

وقالت ريتا كاتز، المديرة التنفيذية لمجموعة “سايت” لمراقبة التطرف عبر الإنترنت: “تتمتع طالبان اليوم بذكاء هائل في مجال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. لا شيء يشبه الجماعة قبل 20 عاما”.

وأضافت “من الواضح أن طالبان تساير بمهارة سياسات محتوى وسائل التواصل الاجتماعي ولا تتجاوز الخطوط الواضحة”.

لكن فيسبوك يرفض السماح لمسؤولي الحركة باستخدام المنصة رسميا استنادا للعقوبات الأميركية عليها، ويعتبر الحركة “منظمة خطيرة”، حتى أن الشركة أغلقت خطا ساخنا، هذا الأسبوع، أنشأته الحركة لتلقي شكاوى المواطنين.


واتخذ موقع يوتيوب موقفا مماثلا لفيسبوك إذ أعلن أنه سيستمر في إزالة الحسابات “التي يعتقد أنها مملوكة ومدارة من قبل حركة طالبان”.

لكن موقع تويتر لا يفرض حظرا مسبقا على الحسابات التابعة للحركة، إلا إذا نشرت هذه الحسابات محتوى ينتهك قواعد الموقع المتعلقة بنبذ العنف والتلاعب بالمحتوى.

وفي مؤتمرها الصحافي الأول الذي بث مباشرة على الإنترنت، الثلاثاء، وجهت الحركة انتقادا شديدا إلى فيسبوك بسبب الحظر الذي يفرضه عليها.الحرة

Comments (0)
Add Comment