” سيف القدس” .. والحقائق الجديدة !!

رجا طلب


فرضت معركة ” سيف القدس ” التى اطلقتها حماس وفصائل المقاومة من غزة لنصرة القدس واهالي حي الشيخ جراح عددا من الحقائق المهمة على صعيد الصراع مع اسرائيل منها ما هو استراتيجي ومنها ما هو ظرفي ومتغير ، واستطيع القول ان من ابرز هذه الحقائق ان القضية لم تمت مثلما كان يعتقد العديد من المسؤولين على مستوى العالم وهي حقيقة استراتيجية كبرى تؤكد ديمومة الصراع مع اسرائيل طالما ان الشعب الفلسطيني لم يحصل على الارض والسلام معا اي دولة كاملة المواصفات على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهي حقيقة تثقب غرور نتنياهو الذي كان يشيع وفي كل تحركاته السياسية انه لا توجد قضية فلسطينية .
على الصعيد السياسي الفلسطيني فان حماس اليوم شئنا ام ابينا باتت عنوان القضية الفلسطينية ، فهي التى تقرر وهي التى ترفض فيما تهاوت وضعية السلطة والقيادة الفلسطينية الى مستوى متدنى ، وهو ما عبر عنه جبريل الرجوب حين صرح قبل ايام ” إن أيًّا من الزعماء العرب لم يتصل بالرئيس محمود عباس خلال العدوان الإسرائيلي الحالي ” ، وفي المقابل فان نتنياهو سقط سقوطا مدويا بعدما اصبحت تسميته المتداولة في الاعلام العبري ووسائل التواصل الاجتماعي ” بالكارثة ” ” والجبان ” و ” الاناني ” .
ومن ابرز النتائج التى افرزتها عملية ” سيف القدس ” على الصعيد الفلسطيني ايضا توحيد الشعب الفلسطيني في الشتات وفي الضفة وغزة وفي مناطق الخط الاخضر بالاضافة لاعادة احياء الروح القومية لدى الشعوب العربية تجاه القضية الفلسطينية بعد ان غابت بصورة شبه كاملة عن اهتمامات هذه الشعوب ، وفي المقابل فجرت هذه المعركة مخزن البارود المنسى داخل دولة الكيان ، والمتمثل بالتراكم التاريخي للاضطهاد الديني والقومي والسياسي الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد المواطنيين العرب ، اصحاب الارض والسكان الاصليين ، فقد طرا بسبب هذه المعركة تحول تاريخي في صيرورة العلاقة بين العرب ودولة الكيان ، واحس المواطنون العرب ولاول مرة منذ احداث يوم الارض قبل 45 عاما بهويتهم العربية وفقدانهم لحقوقهم القانونية والسياسية ، حيث راكمت العقود الماضية وبخاصة خلال حقبة نتنياهو ( 2009 – 2021 ) المزيد من اسباب التمييز ضدهم وضد حقوقهم وبخاصة بعد اقرار قانون القومية ( يعتبر إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي اقر في 19 يوليو 2018 ) .
اما حماس ذاتها فقد حدث فيها تحول جذري ايضا حيث حسم التنافس الداخلي بين تياراتها لصالح غزة فهي اليوم واكثر من اي وقت مضى ” حركة وطنية فلسطينية خالصة ” لا تاثير للخارج على قرارها العسكرى والنضالي وهو احد اهم اسباب الانتصار في غزة ، فالقرار بات في يد محمد ضيف ويحى السنوار ، واسرائيل تدرك ذلك وتعمل قصارى جهدها لاغتيالهما او لاغتيال اي منهما لانهاء ” فلسطينية حماس ” وهي قضية اساسية في العقلية الامنية الاسرائيلية .
Rajatalab5@gmail.com

Comments (0)
Add Comment