ارتفاع قتلى هجوم المسيرات على الكلية الحربية في حمص إلى 123 قتيلا و 150 جريحا (فيديو)

البابور العربي – متابعات

ارتفعت حصيلة القتلى هجوم مسيرات على الكلية الحربية في مدينة حمص السورية إلى 123، بينهم 54 مدنياً، ضمنهم 39 طفلاً وسيدة من ذوي الضباط. وأحصى كذلك إصابة 150 آخرين بجروح. حسب المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة، فيما أحصى الإعلام الرسمي السوري، صباح الجمعة، مقتل 89 شخصاً، وإصابة 277 آخرين بجروح.

يثير الهجوم الدامي على الكلية الحربية في حمص وسط سورية، والذي اتهمت دمشق مجموعات “إرهابية” بتنفيذه، تساؤلات عدّة حول الجهة القادرة على استهداف مقر عسكري بهذا الحجم والأسلوب في محافظة يسيطر عليها الجيش بالكامل.

ما المعلومات المتوفرة عن الهجوم الذي لم يتبن أي طرف تنفيذه بعد، وما دلالاته بعد أكثر من 12 عاماً من نزاع مدمر؟

كيف وقع الهجوم؟

فور انتهاء حفل تخرّج ضبّاط من الكلية الحربية في مدينة حمص في وسط البلاد، وبينما كانت عائلات الضباط تحتفي بهم في باحة الكلية، وجد الحاضرون أنفسهم يتعرضون لرشقات نارية تبيّن لاحقاً أن مصدرها طائرات مسيّرة.

ويستعيد سليمان عساف (69 عاماً) الذي كان يحضر حفل تخرّج ابن شقيقه تلك اللحظات بالقول لوكالة فرانس برس: “كان الناس يضحكون ويلتقطون الصور.. وفجأة دوى صوت انفجار. لم نعرف ماذا حدث”.

ويضيف: “بدأ الجميع يركضون كالمجانين والجثث ملقاة على الأرض، ثم فقدت الوعي لأستيقظ داخل غرفة المشفى وحولي أناس يبكون وينتحبون وقد فقدت ابن شقيقي”.

وبتأثر شديد، يقول عساف على هامش مراسم التشييع في المستشفى العسكري في حمص: “لم يسمحوا لنا بإلقاء نظرة الوداع عليه لأن الجثة تشوّهت بشكل كبير. لا أصدّق ما جرى، أتمنى أن يكون كابوساً وأستيقظ منه”.

وأظهرت مقاطع فيديو، جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الذعر والفوضى وضحايا أرضا وجرحى يستغيثون، بينما تُسمع في الخلفية أصوات رشقات نارية خلال الهجوم.

من يقف خلف الهجوم؟

لم تتبن أي جهة المسؤولية عن الهجوم الذي طال الكلية الحربية، وهي أكاديمية تخرّج منها أركان النظام وقياداته على مرّ عقود، بدءاً من الرئيس السابق حافظ الأسد مروراً بابنيه الرئيس الحالي بشار وشقيقه ماهر وقادة عسكريين.

سارع الجيش السوري إلى اتهام “التنظيمات الإرهابية المسلحة” بتنفيذ الهجوم “عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة”. وأكد أنه “سيردّ بكل قوة وحزم”.

وبدأ على الفور حملة قصف مدفعي على مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، وفصائل متحالفة معها في محافظة إدلب (شمال غرب) ومحيطها، أودت بحياة 16 مدنياً على الأقل، وفق المرصد.

وانضمت القوات الروسية إلى الحملة الجمعة بتنفيذها غارات عدة في المنطقة، ما يعني عملياً توجيه دمشق، وداعمتها موسكو، أصابع الاتهام إلى الفصائل في منطقة إدلب الحدودية مع تركيا.

إذا صحّ أن تلك الفصائل قد نفّذته، فسيكون الأول بهذا الحجم وبهذا الأسلوب.

ويوضح الباحث في الشأن السوري في مركز “سنتشوري إنترناشونال” آرون لوند أنه لا تتوفر حتى اللحظة “تفاصيل كافية للتكهن” حول هوية الجهة المنفّذة.

ويقول لـ”فرانس برس”، “رأينا في السابق هجمات كثيرة بطائرات مسيّرة انطلاقاً من إدلب، بما في ذلك استهداف الطائرات الروسية في قاعدة حميميم على الساحل، لكن التفاصيل حول من شغّل تلك المسيّرات كانت دائماً غامضة نوعاً ما”.

ويضيف: “هل هي هيئة تحرير الشام أم تركيا أم خليط من الاثنين؟” لافتاً إلى أن كلاً من هذه الأطراف من المحتمل أن يكون قد نفّذ الهجوم.

وتستخدم فصائل جهادية عدة، بينها هيئة تحرير الشام وتنظيم “داعش” أحياناً طائرات مسيّرة، لاستهداف مواقع عسكرية تابعة للقوات الحكومية أو حلفائها.

ووقع الهجوم بعد دقائق معدودة من مغادرة وزير الدفاع علي محمود عباس حفل التخرّج.

وتحدّث الائتلاف الوطني السوري، أبرز تشكيلات المعارضة السياسية في المنفى، في بيان، عن مسؤولية النظام عن عمليات “إجرامية وإرهابية” في مناطق سيطرته.

لكن لوند يستبعد تماماً هذا السيناريو انطلاقاً من أن “هذا النوع من الفوضى والخسائر في الأرواح يجعل القيادة السورية تبدو سيئة في دائرة ناخبيها الأساسيين”.

ويرجّح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن يكون “تجميع المسيرات قد جرى في حمص وأطلقت من مكان قريب، ما يفسر سبب عدم رصدها من رادارات أو تصدي الدفاعات الجوية لها”، من دون أن يتوفر لديه في الوقت ذاته تصور حول هوية الجهة المنفذة”.

لماذا استهداف الكلية الحربية؟

جاء استهداف الكلية الحربية ذات الأهمية العسكرية البالغة بعد 12 عاماً من نزاع دام أنهك الاقتصاد والبنى التحتية وشرّد وهجّر ملايين السكان.

ويشرح لوند: “الجيش هو العمود الفقري للنظام السوري، والكلية الحربية في حمص هي حيث يتدرّب ضباطه منذ نشأة الدولة السورية”، مشيراً إلى أن كل الذين “يمسكون بزمام الأمور في سورية” عسكرياً، تخرجوا منها.

ولا يستبعد “بالنظر إلى كيفية عمل النخبة الأمنية في سورية، مع مقدار روابط الدم والزبائنية التي تبقيها متماسكة، أن بعض من قتلوا هم بلا شك من عائلات عسكرية من الجيل الثاني أو الثالث، أي من أبناء كبار الضباط وأبناء أشقائهم”، وأقاربهم.

ومنذ سنوات، يردّ محللون قدرة الأسد على الصمود خلال سنوات النزاع في جزء كبير منها إلى تماسك ضباط الجيش وولائهم.

وانطلاقاً من أن الهجوم وقع قرب “عقر دار النخبة الحاكمة في سورية”، يقول لوند “أعتقد أن ردات الفعل الرسمية القوية يجب أن يُنظر إليها من هذا السياق”.

أم الكليات العسكرية في سوريا.. من يسيطر على محيطها؟

يسلّط “هجوم المسيّرات” الذي أوقع حصيلة ثقيلة من القتلى المدنيين والعسكريين يوم الخميس الضوء على “الكلية الحربية” بمدينة حمص والمكان الذي تتواجد فيه، والثقل الذي تحظى به ضمن خريطة الثكنات العسكرية التابعة للنظام السوري في سوريا. 

وعلى مدى السنوات الماضية نادرا ما تردد اسم “الكلية الحربية” على مشهد العمليات العسكرية، سواء تلك التي أطلقتها قوات النظام أو “المضادة” التي كانت تنفذها فصائل المعارضة، عندما كانت بالقرب منها في حي الوعر، قبل عام 2017.

لكن “هجوم الطائرات المسيّرة المحملة بالذخائر” كما أعلن النظام السوري حرف الأنظار إليها، خلال الساعات الماضية، كونه أسفر عن أكثر من 80 قتيلا من مدنيين وعسكريين، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ200، حسب آخر إحصائية أعلن عنها وزير الصحة السوري، حسن الغباش. 

وحصل “الهجوم” في الساعة الثانية من ظهر الخميس بالتوقيت المحلي، وجاء في أعقاب الانتهاء من تخريج دفعة طلاب ضباط، واتجاه ذويهم لالتقاط الصور التذكارية معهم على منصة أشيدت على حائط “مهاجع الضباط”، وأمام الساحة الشهيرة داخل الكلية، والمعروفة باسم “ساحة القادسية”.

واتهمت وزارة دفاع النظام السوري في بيان “التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة” بالوقوف خلف الاستهداف “عبر مسيرات تحمل ذخائر متفجرة وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة”.

ومع ذلك، لم تحدد حتى الآن جهة بعينها، في وقت نشرت وسائل إعلام مقربة منها، بينها صحيفة “الوطن” شبه الرسمية تسجيلات مصورة عبر مواقع التواصل، وثقت من خلالها قصفا نفذته قوات الأسد على مناطق بريف إدلب، “ردا على الهجوم”، وفق تعبيرها. 

“أم الكليات”

تقع “الكلية الحربية” في حمص في منطقة المحاذية لحي الوعر الحمصي، ولم تكن قد تعرضت لأي عمليات عسكرية أو هجمات، منذ تحول الحراك السلمي إلى مسلح بعد 2011، رغم أنها كانت محاذية لمناطق سيطرة فصائل المعارضة، قبل 6 أعوام.

ويورد موقع “وزارة الدفاع السورية” أن “الكلية تضم سبعة أقسام رئيسية هي: المشاة، المدرعات، الإشارة، مضادات الدروع، الشؤون الإدارية، الشؤون الفنية والتسليح.

وهذه الأقسام تخرّج طلاب ضباط بالاختصاص الموافق لها، بينما تعتبر كليات المشاة والمدرعات أهمها على الإطلاق وأكثرها عددا.

تصف الوزارة “الكلية” بأنها “قبلة النظام والانضباط”، ويوضح ضباط منشقون عن النظام السوري لموقع “الحرة” أنها تأسست في حمص عام 1932، و”هي مركز أكاديمي عسكري لإعداد وتدريب المنتسبين وتخريجهم ضباطا في الجيش السوري”.

ويقول العقيد المنشق عن جيش النظام، إسماعيل أيوب إنها “توصف بأم الكليات الحربية في سوريا، سواء فيما يتعلق بالمجاورة لها أو المنتشرة في باقي المحافظات السورية”.

وتجاور “الكلية الحربية” كلية المدرعات أي الدبابات، ومن جهتها الشمالية الغربية تقع “كلية الشؤون الفنية وكلية الإشارة”، ويوجد فيها مدير جميع “الكليات الحربية” في البلاد، أو ما يعرف باسم “القيادة”.

ويلتحق الطلاب الضباط بـ”الكلية الحربية” في حمص أولا، ويخوضون “دورة أغرار” ويخدمون فيها لعام واحد، وبعد ذلك يبدأون بتعلم النظام المنضم والأمور العسكرية، إلى أن تبدأ عملية فرزهم إلى “كليات اختصاصية أخرى”، حسب علامات القبول، كما يضيف أيوب لموقع “الحرة”. 

العقيد المنشق عن جيش النظام السوري، خالد مطلق كان قد خدم في الكلية لمدة ثلاثة سنوات، ويوضح لموقع “الحرة” أن العديد من “الثكنات العسكرية تحيط بها” في منطقة حي الوعر.

ومن الداخل هي عبارة عن “كلية ترحيل للمستجدين من الطلاب الضباط”، و”يجري فيها دورات طالب ضابط مستجد ومتقدم ومتوسط”، ويتخرج هؤلاء منها بعد 4 سنوات برتبة “ملازم تحت الاختبار”، ولعامين.

وتضم “الكلية الحربية” في حمص ساحات تدريب وبناء “القيادة والإدارة”، بالإضافة إلى أبنية مهاجع الطلاب المستجدين والمتوسطين والمتقدمين”.

كما تضم ساحتين رئيسيتين، والبارزة منها هي “ساحة القادسية” التي حصل فيها الهجوم، ويوضح العقيد المنشق مطلق أن “الساحة شبه مربعة ومساحتها بحدود 1 ونصف كيلومتر. يحدها من الشمال فنادق التدريس ومن الجنوب مهاجع الطلاب الضباط”.

ويوجد في الكلية أيضا “حقل تدريب على الأسلحة ومناطق أخرى للتمارين التكتيكية والمشاريع”، وتعتبر مساحتها كبيرة جدا، كما يضيف مطلق. 

من يسيطر في محيطها؟

ولم يسبق أن شهدت حمص وهي مدينة تقع وسط سوريا وبعيدة عن خطوط الجبهات مثل هذه الهجمات على مدى السنوات الماضية، رغم أنها شهدت في مطلع أحداث الثورة مواجهات عسكرية بأسلحة خفيفة ومتوسطة، داخل أحيائها القديمة. 

وتضم محافظة حمص عدة كليات فرعية، بينها “كلية الدفاع الجوي” في منطقة مسكنة وكلية المدفعية القريبة منها، بالإضافة إلى مطارات عسكرية، مثل “مطار الضبعة” الواقع في منطقة القصير والشعيرات و”تي فور” شرقا. 

وقبل انطلاقة الثورة في عام 2011 كان النظام السوري يضرب طوقا أمنيا لا يقل عن 10 كيلومتر، في أثناء احتفال تخريج دفعة من طلاب “الكلية الحربية”، كما يقول العقيد المنشق، إسماعيل أيوب. 

ويضيف: “الطوق الأمني كان يفرض بسبب حضور شخصية هامة في الحفل، ربما الرئيس أو وزير الدفاع، الذي يستلم مهمة التخريج”.

و”ما بعد القضاء على المسلحين في حمص كما يعتبر النظام باتت حماة وطرطوس ودمشق وحمص حتى مدينة تدمر خاضعة لسيطرته بالكامل”، ويتابع أيوب: “هذه المناطق تخضع لسيطرة قواته بشكل كبير جدا، وبرعاية حزب الله والميليشيات الإيرانية”.

وتحاذي “الكلية الحربية” قرى وبلدات تقطنها الغالبية الشيعية، ويتواجد فيها حسب ما تؤكد تقارير محلية عناصر موالين لإيران ولـ”حزب الله”، وعلى رأسها المزرعة التي كانت تنطلق منها هجمات باتجاه حي الوعر، عندما كانت تسيطر عليه فصائل معارضة، قبل 2017.

ومن الجهة الشمالية ورغم أن فصائل المعارضة كانت تسيطر على المنطقة هناك قبل 2018، خرجت إلى الشمال السوري بموجب اتفاق رعته موسكو، وأتاح بعد ذلك سيطرة كاملة عسكرية وأمنية للنظام السوري. 

و”لا يمكن أن يكون هناك فصيل مسلح مضاد أو مناهض للنظام موجودا في هذا العمق على أقل تقدير أي بشكل تقريبي 100 كيلومتر”، في إشارة من العقيد المنشق أيوب عن موقع “الكلية الحربية” في حمص. 

ويقول: “لا يوجد في محيط مجمع الكليات أي فصائل مناهضة للنظام. من يتواجد عناصر حزب الله من الشمال وفي القصير، كما ينتشرون أيضا في مطار الضبعة والشعيرات وفي تي فور، وصولا إلى جبل زين العابدين في حماة ومطار المدينة هناك”.

وتغطي السيطرة المذكورة للميليشيات دائرة واسعة تحيط بحمص حتى عمق أكثر من 100 كيلومترا باتجاه الجنوب والشمال وأكثر من ذلك. 

ويوضح أيوب: “العمق من حمص حتى الساحل 90 كيلومتر ويخضع لسيطرة النظام، بينما العمق المتاخم للحدود اللبنانية يسيطر عليه حزب الله”، ويتابع متسائلا: “كيف استطاعت طائرات مسيرة أن تخترق كل هذا العمق والحراسات كي تصل إلى حفل التخرج وتضرب الطلاب الضباط الخريجين؟”.

كيف حصل “الهجوم”؟ 

وفي أعقاب الإعلان عن الهجوم فتحت وسائل الإعلام الرسمية تغطيات لمتابعة آخر المستجدات المتعلقة بالحادثة، واستضافت محللين تباينت آراؤهم كما هو حال بيان “وزارة الدفاع السورية”. 

كما وضعت وسائل الإعلام الرسمية شريطة سوداء على شاشاتها تعبيرا عن “الحداد” الذي أعلنت عنه حكومة النظام السوري، على أن يستمر لثلاثة أيام.

وفي مداخلة على “شام إف إم” استعرض مراسل الإذاعة المحلية حيدر رزوق اللحظات الأولى لحصول الانفجار، وقال مساء الخميس: “بعد ساعات الظهر سمعت عدة انفجارات مصدرها حي الوعر وتزامنت مع أصوات للطيران الحربي أثناء تحليقه خلال حفل تخريج الضباط”.

وتحتفل “الكلية الحربية” بتخريج عدد من ضباطها في مثل هذا اليوم من كل عام، ويضيف رزوق: “الأصوات أولا كانت مجهولة المصدر، وبعد ذلك علم أنها جراء عدوان استهدف الساحة التي كانت تضم الطلاب وذويهم”.

“توقيت الانفجار كان مجرد الانتهاء من الاحتفال وخلال اجتماع الضباط مع ذويهم لالتقاط الصور التذكارية والتهنئة”، وأظهرت تسجيلات مصورة نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي كيف أن الحادثة حصلت بشكل مركّز في منصة التخريج الواقعة في ساحة “القادسية”.

وتمكنت وحدات الجيش من إسقاط طائرتين مسيرتين، لكن إحداهما تمكنت من إلقاء القنابل المتفجرة في ساحة الكلية، حسب ما يوضح مراسل الإذاعة المحلية رزوق، مشيرا إلى أن “الاستهداف كان مخطط له بدقة وبشكل مسبق”، وأنه “جاء على مراحل”.

بدوره أشار العقيد المنشق أيوب إلى “معلومات وصلت إليه من أحد الضباط في الكلية أن وزير الدفاع كان موجودا قبل الحادثة، وأن الأخير لم يلقي كلمته واختصر الحفل وغادر، بعد وصول تحذيرات بوجود طيران مسيّر في الأجواء”. 

ويقول أيوب بناء على ما شاهده من التسجيلات المصورة: “رأيت إطلاق نار وتفجير عبوات ناسفة حارقة. الناس كانت تشتعل. يمكن أن يكون ما حصل عبارة عن تفجير عبوات مزروعة”.

ويضيف: “العمل مدبر ومخطط له. لو كان هناك جهة أخرى تريد تنفيذه لكانت استهدفت قيادات الجيش على المنصة الرئيسية”.

وكتب المحلل السياسي المقرب من النظام السوري، كمال جفا عبر حسابه الشخصي في “فيسبوك” أن “الهجوم على الكلية الحربية بحمص خطير جدا، ويحمل تطورا في تقنيات استخدام المسيرات من قبل المجموعات المسلحة ويسقط كل الخطوط الحمراء”.

وقال: “المسيرات المستخدمة ليست صناعة أو تجميع محلي وليست من الأنواع التي اعتدنا على مشاهدتها او إسقاطها خلال الأشهر الأخيرة، لأن المسافة التي قطعتها هذه تفوق الـ 120 كيلومترا، من أقرب نقطة تسيطر عليها المجموعات المسلحة في مناطق ريف إدلب وريف اللاذقية”.

وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الاستهداف “بانتظار تجميع حطام هذه المسيرات لتحديد نوعها ومصدرها”، كما يتابع المحلل السياسي. 

لكن العقيد أيوب يتهم “النظام السوري والميليشيات الإيرانية والتابعة لحزب الله بالوقوف وراء الحادثة”، ويقول إن “النظام يملك سربين أو ثلاثة أسراب من الطائرات المسيرة، وكذلك الميليشيات الإيرانية والتابعة لحزب الله”.

ويعتبر أن “النظام بحاجة لحدث أمني كبير يكون له صدى دولي على المستوى  الغربي سواء في أميركا أو أوروبا وعلى المستوى الشرقي سواء الصين وروسيا وكل الدول التي تتعاطى مع مثل هذه الحالات”.

“النظام قتل أكثر من مليون بري ودمر البنية التحتية وهجر أكثر من نصف الشعب. هو لا يكيل اهتماما لضباطه، ويعتبرهم وسيلة لكي يجذب بعض التعاطف الدولي الذي خفت قليلا أو ربما لم يعد هناك من يدعمه”، كما يتابع العقيد المنشق عن الجيش السوري.

في المقابل قال المحلل السياسي المقيم في دمشق، غسان يوسف لموقع “الحرة”، يوم الخميس، إن “بيان وزارة الدفاع السورية لم يحدد جهة بعينها لأن الدولة لم تتأكد بعد” من تفاصيل الهجوم كاملا. 

وأضاف أن “الهجوم تقف وراءه دول باعتبار أنه وصل إلى مقر تخرج الطلاب في الكلية”.

وأوضح الباحث في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، نوار شعبان أنه “وفي أيام ذرورة ضعف النظام السوري لم تفكر أي جهة بالاقتراب من مجمع الكليات العسكرية الواقعة في محيط مدينة حمص”.

وقال شعبان الخميس لموقع “الحرة”: “هذه المنطقة وهيكليتها وتفاصيلها التقنية عند النظام السوري حصرا”، ومن “سيُقدم على هذا الهجوم سيكون على اطلاع ومعرفة كاملة بتفاصيل مجمع الكليات الحربية في المدينة”، حسب تعبير الباحث السوري.

وتلقى وزير الخارجية، فيصل المقداد، اتصالا من نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أعرب الأخير من خلاله عن تعازيه بالقتلى وإدانته لما وصفه بـ”الاعتداء الإرهابي”، كما تلقى رئيس النظام السوري، بشار الأسد تعازي من حليفه ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. 

واعتبر “حزب الله” اللبناني، في بيان نشرته قناة “المنار” أن “هذه الجريمة النكراء والمدانة تؤكد على طبيعة المعركة المتواصلة مع الجماعات الإرهابية ومشغليها الإقليميين والدوليين، وعلى خطورة المؤامرة الكونية ضد سوريا وشعبها الصامد”.

وبعد “الهجوم” في الكلية الحربية في حمص، صعّدت قوات النظام السوري من هجماتها ضد مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا.  وتسببت هجمات النظام بمقتل 13 مدنيا وإصابة 62 آخرين، جراء استهدافها الأسواق الشعبية والأحياء السكنية وأربعة مدارس ومسجد ومركز إسعافيا، ومرفق للكهرباء، ومحطة للمحروقات، وفق بيان لـ”الدفاع المدني السوري”. 

العربي الجديد + الحرة + مواقع

Comments (0)
Add Comment