رئيس الوزراء الأردني الأسبق: انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة مصلحة أردنية

أبو الراغب: المقاومة في غزة انتصرت بصرف النظر عن النهايات وما سيحصل لاحقا. هذه حقيقة واقعية ومن يحاول إنكارها اليوم قد لا يستطيع تأسيس محاولته في إعادة بناء ما يسمى بالمشروع الوطني الفلسطيني.

أبو الراغب: حماس وشقيقاتها في فصائل المقاومة عنوان للتضحيات الكبيرة التي قدمت مؤخرا ويكفينا ان حماس قادت بمن تمثلهم من الفصائل المواجهة مع العدو لوحدها ولأول مرة من 70 عاما.

أبو الراغب: شئنا أم أبينا.. أعجبنا الأمر أم لم يعجبنا سواء في العالم العربي أو في العالم حركة حماس جلست اليوم على الطاولة وجلست أيضا في عمق المعادلة السياسية الوطنية الفلسطينية، وهي موجودة لا يمكن إنكارها ولا تقويضها.

أبو الراغب: حركة حماس موجودة وبقوة. والواقع على الطاولة وفي الميدان يقول إنها ينبغي ان تتواجد عند التفكير في أي تسوية سياسية.

أبو الراغب: أي خطة دولية أو عربية أو حتى أردنية تقتضي تجنب فكرة اجتثاث حماس

أبو الراغب: بعد طوفان الأقصى.. القول بأن التعامل سيتم فقط مع السلطة كلام فارغ لن يقود لأي نتيجة أو إنجاز في ظل يمينية إسرائيل المحسومة الآن»

أبو الراغب: إبعاد الإدارة الحمساوية يعني إبعاد الخبرات المؤثرة القادرة على الإنتاج والإنجاز وبالنتيجة وإبعاد لأهل قطاع غزة عن المشاركة في إعادة بناء قطاعهم وبالتالي مستقبلهم…تلك بكل حال اتجاهات عدمية إذا كنا في النظام الرسمي العربي جادون في رفض التهجير.

أبو الراغب: خبرات السلطة (في رام الله ) المقدرة في الإدارة والبناء في الكثير من التفاصيل «قد لا تعمل بكفاءة» داخل قطاع غزة وعند إعادة إعماره إذا تم استبعاد أبناء القطاع وخبراء حماس وبقية الفصائل

أبو الراغب: الإسرائيلي الخبيث يستعين بمن هو أخبث منه ( نجم التهجير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق توني بلير) لتطبيق هذه الوصفة في التهجير الناعم للفلسطينيين، وجعل قطاع غزة مكانا غير قابل للحياة ثم يتقدم شخص مريب مثل بلير بخطط ويتواصل باسم الإسرائيليين مع عدة دول في العالم الغربي لكي تستقبل أهالي قطاع غزة.

أبو الراغب: المقاومة يمثلها رجال صادقون وجديون ومن يحارب ويقاتل العدو ويحمي بلاده وأرضه لنا بالتأكيد كأردنيين مصلحة مباشرة معه قياسا بإقامة علاقات ومصالح مع من لا يحاربون بالمقابل لأغراض تمرير التوازن السياسي”.

أبو الراغب: التوازن السياسي في الحالة الأردنية قد يتطلب التحرك المدروس من مستوى الأدوات الدبلوماسية الناعمة إلى الخشنة في الرد على المعتدي الإسرائيلي وخطط وطموحات اليمين الإسرائيلي

أبو الراغب: ان تكسب المقاومة الفلسطينية المعركة الحالية، ، يعني أن الأردن يكسب في النهاية بالمسار الاستراتيجي.

أبو الراغب: “لا بد من تحذير كل الأطراف من أن سياسة اجتثاث المقاومة الفلسطينية من المعادلة وإخراجها عن الطاولة السياسية قد تؤدي إلى نفس نتائج اجتثاث البعث في الإدارة العراقية.

البابور العربي – متابعات

أكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق المهندس علي أبو الراغب ان انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة مصلحة أردنية وقال: “قناعتي راسخة وبصورة قطعية بأن مصلحة الأردن الأساسية والمفصلية اليوم تقتضي بأن لا تخسر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
هذه المقاومة يمثلها رجال صادقون وجديون ومن يحارب ويقاتل العدو ويحمي بلاده وأرضه لنا بالتأكيد كأردنيين مصلحة مباشرة معه قياسا بإقامة علاقات ومصالح مع من لا يحاربون بالمقابل لأغراض تمرير التوازن السياسي”.

وأضاف: “اليوم التوازن السياسي في الحالة الأردنية قد يتطلب التحرك المدروس من مستوى الأدوات الدبلوماسية الناعمة إلى الخشنة في الرد على المعتدي الإسرائيلي وخطط وطموحات اليمين الإسرائيلي ثم الاتجاه نحو الأدوات الدبلوماسية المنيعة أو العنيدة والجريئة ان شئتم. ولاحظنا جميعا سيموريتش وهو يعرض في باريس خريطة تشمل المملكة الأردنية من دون أن يستدعي سفير الكيان الإسرائيلي ويتم توبيخه على الاستعراض المخبول لوزير مالية حكومته.
وقال: المطلوب الآن حزمة إجراءات وبالتأكيد ان تكسب المقاومة الفلسطينية المعركة الحالية، بمعنى الصمود وليس الكسب بهزيمة الطرف الإسرائيلي الغادر والمجرم، يعني أن الأردن يكسب في النهاية بالمسار الاستراتيجي.
وعلينا أن نذكر هنا أن جلالة الملك عبد الله الثاني ونحن نلحقه دوما، هو أول من وصف ما يجري ضد الأهل في قطاع غزة باعتباره حرب إبادة إسرائيلية. علينا كأردنيين أن نفهم ذلك ونبدأ بالتصرف على أساسه وحسبي أننا في الموقف الرسمي نفعل”.

اجتثاث حماس .. واجتثاث العراق

وفي معرض حديثه عن الشرعية الفلسطينية قال ابو الراغب: الحديث عن إعادة بناء الشرعية الفلسطينية بمعنى الاستثمار في الظرف الراهن والعودة للمربع الأساسي والمفصلي وتجنب تكرار أخطاء الماضي هو ما حصل معنا جميعا في العراق.
كلنا يعرف أن المؤسسات العراقية لا تعمل ولم تحقق انجازا بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين بالرغم من كل ما قيل ويقال عن العراق الديمقراطي الجديد والإصلاح. وهذا درس مهم لأن سياسة اجتثاث حزب البعث دفعت باتجاه فساد القطاع العام في العراق وتحول العراق عمليا إلى دولة فاشلة.
وقال: “لا بد من تحذير كل الأطراف من أن سياسة اجتثاث المقاومة الفلسطينية من المعادلة وإخراجها عن الطاولة السياسية قد تؤدي إلى نفس نتائج اجتثاث البعث في الإدارة العراقية.
والقصة لا علاقة لها بالمعركة العسكرية ولا حتى بالعسكريين، وما نتحدث عنه حكومة تضم البيروقراط وأصحاب الكفاءة والمهارة الفنية. والبيروقراط من سنوات طويلة في قطاع غزة يشكلون حكومة حماس.
وبالتالي علينا أن نفهم أنه لا يمكن عمليا إعادة بناء المستشفيات ومواجهة الدمار ونتائج العدوان وإنقاذ القطاع الصحي مثلا في قطاع غزة لأغراض نجاح أي عملية سياسية بعد الآن بدون الاستعانة بخبرات أبناء حماس في القطاع الصحي والإداري. هنا حصرا لا نتحدث عن «العسكري» في المشهد بل عن السياسي والإداري بالمقام الأول.


تجنب خطط اجتثاث حماس

واكد انه على “أي خطة دولية أو عربية أو حتى أردنية تحت عنوان الربط أو منع عدم الربط بين قطاع غزة والضفة الغربية تقتضي تجنب فكرة اجتثاث حماس وإبعادها تماما عن مسرح العمليات الإدارية، ونجاح تلك الخطط مرتبط بحجم الاستفادة من خبرات حماس ورجالها البيروقراطيين الذين يعرفون كل زقاق وكل متر وكل زاوية في قطاعهم ولديهم خبرات عريضة في التعامل مع مجتمعهم.
إبعاد الإدارة الحمساوية يعني إبعاد الخبرات المؤثرة القادرة على الإنتاج والإنجاز وبالنتيجة وإبعاد لأهل قطاع غزة عن المشاركة في إعادة بناء قطاعهم وبالتالي مستقبلهم…تلك بكل حال اتجاهات عدمية إذا كنا في النظام الرسمي العربي جادون في رفض التهجير.
وقال: ان خبرات السلطة (في رام الله ) المقدرة في الإدارة والبناء في الكثير من التفاصيل «قد لا تعمل بكفاءة» داخل قطاع غزة وعند إعادة إعماره إذا تم استبعاد أبناء القطاع وخبراء حماس وبقية الفصائل من أولاد البلد.
والمطلوب مزيج وطني يمثل السلطة وحماس وكل المكونات في منظمة التحرير وبطريقة إطارية ديمقراطية لإعادة البناء لأن التضحيات ستصبح مجانية إذا لم يحصل ذلك.

المقاومة انتصرت وحماس في عمق المعادلة السياسية
وقال أبو الراغب: شئنا أم أبينا.. أعجبنا الأمر أم لم يعجبنا سواء في العالم العربي أو في العالم حركة حماس جلست اليوم على الطاولة وجلست أيضا في عمق المعادلة السياسية الوطنية الفلسطينية، وهي موجودة لا يمكن إنكارها ولا تقويضها. وبالتالي لإنجاز حالة فلسطينية تعيد بناء المرجعية ينبغي أن تبقى حماس وفصائل المقاومة معها في الحضور الحيوي بأي معادلة مستقبلية أو سياسية.
وللإنصاف نقول: حماس وشقيقاتها في فصائل المقاومة عنوان للتضحيات الكبيرة التي قدمت مؤخرا ويكفينا ان حماس قادت بمن تمثلهم من الفصائل المواجهة مع العدو لوحدها ولأول مرة من 70 عاما.
لا بل تمكنت من مواجهة وإيذاء العدو عندما أعطبت أكثر من 1000 دبابة وآلية وواجهت جيشا مجرما وقتلت وأصابت الآلاف منهم في معركة أرى أن المقاومة انتصرت فيها بصرف النظر عن النهايات وما سيحصل لاحقا. هذه حقيقة واقعية ومن يحاول إنكارها اليوم قد لا يستطيع إعادة بناء “المشروع الوطني الفلسطيني”.
وأضاف: الواقع يقول إن حركة حماس موجودة وبقوة. والواقع على الطاولة وفي الميدان يقول إنها ينبغي ان تتواجد عند التفكير في أي تسوية سياسية.
وإذا كنا نريد إقصاء حركة حماس وعدم إنصافها وإبعادها عن الحوار السياسي على أساس معادلة التمسك بالسلطة الفلسطينية التي بالمناسبة قوضها وأجهز عليها وأضعفها جدا بنيامين نتنياهو أكثر من غيره.. إذا كنا نريد أن نفعل ذلك أعتقد أن النتائج لن تكون كما نتأمل بعد الآن.
وعليه يمكن القول وبضمير مرتاح بان أي محاولة لإبعاد حركة حماس وحرمانها من المشاركة في المكاسب السياسية لمعركة طوفان الأقصى لا تنتمي لأصل وجذر الواقع.
عندما نتحدث بميزان سياسي دقيق أقولها بوضوح: إبعاد حماس يخدم الإسرائيليين فقط ولا يخدم حل الدولتين ولا مصالح الأردن.
المزيج الوطني الفلسطيني هو جوهر وأساس أي مشروع لإعادة بناء المرجعية الفلسطينية حيث يمكن للسلطة الفلسطينية ان تبقى في الواجهة والإدارة والقرار لكن بوجود «غطاء مرجعي» تمثله منظمة التحرير الفلسطينية بعد «دمج جميع القوى» فيها وتجديدها وهو الوضع الوحيد الذي يكفل عملية إصلاح إدارية وسياسية شاملة.
«بعد طوفان الأقصى.. القول بأن التعامل سيتم فقط مع السلطة كلام فارغ لن يقود لأي نتيجة أو إنجاز في ظل يمينية إسرائيل المحسومة الآن».

توني بلير نجم التهجير

وعن هدف العدو من التدمير الكامل لقطاع غزة قال ابو الراغب: ما يحاول التخطيط له الإسرائيلي ويفعله هو تطويق أهل القطاع أملا طبعا في تهجيرهم ودفعهم للمغادرة والخروج. ولا يخفى على الجميع تلك التقارير التي تتحدث عن مشاريع عملاقة للاستثمار في الطاقة وغاز غزة ولا يخفى عن الجميع أيضا أن نجم وبطل سيناريوهات التهجير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يدخل على الخط بموجب ما قرأناه في وسائل الإعلام.وقد ظهر اسم بلير في سياقات محددة خلال العدوان وبصيغة ينبغي الانتباه لها والحذر منها.
والإسرائيلي الخبيث هنا يستعين بمن هو أخبث منه لتطبيق هذه الوصفة في التهجير الناعم، بمعنى الاندفاع باتجاه جعل قطاع غزة مكانا غير قابل للحياة ثم يتقدم شخص مريب مثل بلير بخطط ويتواصل باسم الإسرائيليين مع عدة دول في العالم الغربي لكي تستقبل أهالي قطاع غزة.

وأرى بأن أهل القطاع يمكنهم إظهار تمسكهم بالبقاء في بلادهم وترابهم وقناعتهم راسخة بانه لا يوجد إلا الجنة أفضل من قطاع غزة بالنسبة إليهم، وقد سمعنا وقرأنا العديد من أبناء القطاع يجهرون بذلك في رسالة مضادة لمخطط التهجير خلافا طبعا لاستمرار الصمود وأداء المقاومة.
وعن مخاطر التهجير من وجهة نظر اردنية قال ابو الراغب: التهجير ملف مفتوح ولم يغلق بعد وهو بكل حال من أبرز المخاطر التي ينبغي لنا كأردنيين الانتباه لها دوما.
جلالة الملك أبلغني قبل 22 عاما بأنه لن يسمح بمسألتين وسيعتبرهما فعلا من الخطوط الحمراء التي تستدعي كل قواعد الاشتباك والمواجهة والتصدي. والحديث هنا عن التهجير في الضفة الغربية ثم عن القدس والمسجد الأقصى والحسم بخصوصهما.
تلك خطوط حمراء أردنية «معلنة» بكل حال ونعلم جميعا كأردنيين أن جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورث ذلك عن والده الملك حسين رحمه الله.
وبالتالي طبعا موقف الأردن ضد التهجير أساسي ومفصلي خلافا لأن الموقف الرسمي والملكي هو الأنقى والأنظف والأعمق وهو الذي يحاور ويناور في اتجاهات تثبيت ودعم وإسناد أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية وتعزيز صمودهم. وهي منهجية أوافق عليها ولو كنت رئيسا للوزراء لاعتبرتها الأولوية الأساسية لكل طاقمي وللمؤسسات الحكومية، ومن هنا تقفز أهمية الاعتبارات التي تنادي بدعم صمود المواطن الفلسطيني في أرضه لأن في ذلك بدون شكوك ومزاودات مصلحة مباشرة للأردن والأردنيين.

إعادة إعمار غزة
وعن اعادة اعمار غزة قال ابو الراغب: أعمل في المقاولات منذ عام 1972 وأعرف يقينا بحكم خبرتي كمقاول سابقا ونقيب للمقاولين ما هي الامكانات الفنية التي يتميز بها الفني والتقني والعامل الغزي تحديدا.
و أشهد بأن العمال من أبناء قطاع غزة هم الأفضل بالمستوى العربي تقنيا وفنيا والأكثر جدية وقدرة على الابتكار والإبداع. لذلك وفي الجانب الفني هنا لا أخشى وجود نقص في العمالة عندما يتعلق الأمر بإعادة إعمار قطاع غزة، فطبقة العمال من الغزيين المهرة خبراء في الإنشاءات والمقاولات ولديهم أفضلية عن غيرهم خلافا لجديتهم الكبيرة وقدراتهم الإبداعية في التنفيذ وبسرعة وبدون كلل أو ملل.
ومن هنا يمكن القول لست قلقا على مستقبل أبناء قطاع غزة الذين لديهم القدرة على التكفل بإعادة إعمار بلادهم.

القدس العربي


Comments (0)
Add Comment