لا نسمح لأحد أن يتدخل في شؤوننا ولا نقبل الوصاية من أحد
شكل الحكم الذي تريده طالبان مطروح للنقاش مع الأطراف الأفغانية
نعتمد على الشعب فلدينا حاضنة شعبية كبيرة جدا
نسعى لإشراك كل الأفغان في تشكيل الحكومة والنظام السياسي
نرفض تقاسم السلطة وحصول كل مجموعة على حصة من الوزارات
الشعب الافغاني يبحث عن السلام، ونحن لم نختر الحرب
ليس لدينا اي نية لتصفية الحسابات مع الاخرين والعفو يشمل الجميع
الروس طلبوا منا ان لا تكون أفغانستان مصدر مشاكل لهم
لم نجتمع مع الحكومة الهندية واجرينا مباحثات في إيران وروسيا والصين
قدمنا تطمينات للجميع ان أراضينا لن تستخدم ضد أي دولة
لن نجعل بلدنا ميدانا للحرب بين القوى المتصارعة في الدول الأخرى
علاقاتنا ستبنى على أساسين: مبادئ الشريعة الإسلامية، ومصالحنا الوطنية
ملتزمون بأمن الدبلوماسيين والسفارات والمؤسسات الخيرية وتهيئة الظروف المناسبة لعملها
التوكل على الله ووجود عقيدة راسخة وطبيعة الشعب الأفغاني أسباب هزيمة كل الامبراطوريات في أفغانستان
لا نسمح لاحد ان يمس سيادة بلدنا وشعبنا وحريتنا وحرية بلدنا
رفضنا تسليم أسامة بن لادن وقاتلنا عشرين عاما لأن الأمر يتعلق بسيادة الشعب ومبادئ الإسلام
الدوحة – خاص البابور- سمير الحجاوي
قال الدكتور محمد نعيم، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان وعضو وفدها المفاوض، وممثل الحركة في الدوحة، ان حركته تفضل الدخول الى العاصمة بطريقة سلمية”.
وقال: اننا نقاتل مع أجل إقامة نظام إسلامي يطبق الشريعة الإسلامية وبناء مجتمع على أسس اسلامية، للدفاع عن الشعب الافغاني، وتخليص أفغانستان من الاحتلال والفساد المستشري في البلاد، وتوفير الخدمات للمواطنين بدون رشوة، ومكافحة جائحة كورونا”. واكد ان الحركة “نعتمد على الشعب فلدينا حاضنة شعبية كبيرة جدا وقاعدة شعبية كبيرة.. فالشعب معنا”
وقال نعيم في حديث خاص لموقع “البابور” الإخباري العربي، جرى عبر سكايب: ان حركة طالبان تقاتل من “اجل استقلال البلد وخروج جميع قوات الاحتلال الأجنبية وإقامة نظام حكم لا يشوبه الفساد.. فنحن لا نقاتل من اجل الوصول الى السلطة والحصول على بعض الحقائب الوزارية”
وأضاف ان حركته تسعى لإشراك كل الأفغان في تشكيل الحكومة والنظام السياسي وقال: ” نريد ان يكون جميع أطياف الشعب في الحكومة والنظام، وجميع افراد الشعب لهم حق لخدمة البلد”
واكد انه لن يكون هناك محاصصة في تقاسم السلطة: “نرفض تقاسم السلطة وان تحصل كل مجموعة على حصة من الوزارات.. لقد تقاسموا السلطة 20 فيما بينهم، فماذا كانت النتيجة. كل حزب يتصرف في وزارته وادارته كما يشاء، نحن نؤمن ان هناك شعب واحد وبلد واحد وبالتالي “نريد ان يكون الحكم في البلد حكما واحدا”.
وعن شكل الحكم الواحد الذي تريده طالبان قال الدكتور نعيم: “هذا مطروح على الطاولة لكي نتفاهم فيما بيننا على نوع الحكم والنظام، ونحن نريد مناقشة هذه الأمور مع الأطراف الداخلية الأخرى، لكننا لا نريد ان يكون الحكم مقسما كما هو الحال حاليا، فهذا غير وارد عندنا ولا في أي مكان في العالم، فلا بد ان يكون الحكم قويا مركزيا، أما ن نجعل لكل شخص نصيب يتصرف به كما يشاء في منطقته وقومه فهذا غير وارد، فشعبنا شعب واحد يجتمع على حكم واحد ونظام واحد، وهذا النظام مفتوح لكل الأفغان.
وأشار الى ان الشعب الافغاني يبحث عن السلام وقال: “نحن لم نختر الحرب، فالمحتلون هم الذين اختاروا الحرب، ونحن نعلم ان الحرب ليست هي الحل، ولذلك دعونا الى الحوار”
وعن المشاكل التي تواجهها أفغانستان قال: نعرف ان مشاكلنا لا تحل في شهر او شهرين، فمشاكلنا تختلف عن المشاكل في البلاد الأخرى، فنحن نعيش في حالة حرب منذ أكثر من 40 سنة، ولا نتوقع ان تحل هذه المشاكل خلال شهور، هذا يحتاج الى التفاهم والحوار بين كل الأطراف الأفغانية”
ونوه الى ان حركة طالبان “ليس لدينا اي نية لتصفية الحسابات مع الاخرين، ولو جاء مقاتل من خصومنا الينا، وقد قتل 200 من المجاهدين ووضع السلاح وانضم الينا فان الامر انتهى.. هناك عفو عام يطال الجميع.. اما اذا كان هناك اعتداء على حقوق شخصية فهذا امر اخر، لا يستطيع احد ان يتنازل عنه لأنه تجاوز على حقوق الناس وليس على أساس من شارك في الحرب.. فمن يضع السلاح يطوله العفو” مشيرا الى ان العفو يشمل المترجمين الذين عملوا مع القوات الاحتلال الامريكية والأجنبية شرط تسليم أنفسهم”.
وأشار نعيم الى ان كل العرقيات ممثلة في حركة طالبان، وقال: “نائب رئيس المكتب السياسي في الحركة من الاوزبك وهو عضو الوفد المفاوض وعضو مجلس القيادة وكان وزير للتعليم العالي في الامارة الإسلامية، كما لدينا قيادات أخرى من الطاجيك”
وعن العلاقات مع دول الجوار قال نعيم: “نحن نريد علاقات سياسية طيبة مع جميع الجيران باكستان واوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وإيران، اذ يجمع بيننا ثقافة مشتركة وعادات وتقاليد واعراف وعلاقات قربى وطريقة معيشة واحدة ومشتركات كثيرة”.
وقال: “علاقاتنا مع إيران واوزبكستان وطاجكستان وتركمانستان وباكستان عادية وليس هناك أي مشاكل والتواصل موجود بيننا وإذا وجدت مشاكل نستطيع ان نحلها من خلال الحوا، كما ان وفودنا سافرت الى إيران وروسيا والصين”.
وأضاف: “نريد ان يكون هناك تواصل بيننا وبين دول الجوا، ولن نجعل بلدنا ميدانا للحرب بين القوى المتصارعة في الدول الأخرى”
وقال: ” موقفنا هو اننا لا نتدخل في شؤون الاخرين ولا نسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا، وهذا يجب ان يكون واضحا للجميع، ولا نتوقع ان يكون هناك أي تدخل من دول الجوار في شؤوننا لان ذلك سوف يحدث ضررا عندنا وعندهم
وأضاف: “قدمنا تطمينات للجميع ان أراضينا لن تستخدم ضد أي دولة ولا نسمح لاحد ان يتدخل في شؤوننا
وفيما يتعلق بالهند قال نعيم: “لم يكن هناك اجتماعات بين طالبان والحكومة الهندية
وعن المطالب الروسية من الحركة قال: طلب منا الروس ان لا تكون أفغانستان مصدر مشاكل لهم، فقلنا لهم ان هذا الامر غير وارد.. لن يكون أي مشكلة من قبلنا ولن نلحق الضرر بأحد ولن تستخدم ارضنا ضد امن أي دولة ولا نسمح لاحد بالتدخل في شؤوننا
وقال: “نريد حل المشاكل من خلال الحوار وهذا ما نبحث عنه منذ 10 سنوات ولكن عملية السلام ليست من جهة واحدة وإذا كانت الجهات الأخرى لا ترغب بالحل وتخلق مشاكل معقدة عندها لا يستطيع أحد ان يحملنا المسؤولية، فالمسؤولية مشتركة للجميع فما يتعلق بنا سنقوم به”.
وعن مستقبل العلاقات بين أفغانستان التي تقودها طالبان وبين الولايات المتحدة الامريكية قال: “نريد علاقات حسنة مع دول الجوار ودول المنطقة والعالم بما في ذلك أمريكا.. نريد تحسين العلاقات مع الجميع دون تدخل في شؤوننا” وقال ان علاقاتنا ستبنى على اساسين: الأول: هو مبادئ الشريعة الإسلامية، والثاني: مصالحنا الوطنية”، وهذا يشمل أمريكا وغيرها اما التدخل في شؤوننا فهذا غير مقبول ومن يتدخل في شؤوننا عليه ان يتحمل تبعات ذلك”.
وعن إمكانية وجود سفارة أمريكية في ظل حكم طالبان قال نعيم:” الاتفاقية التي وقعت مع الأمريكيين تقضي “بسحب القوات الأجنبية، وهذا لا يشمل الهيئات الدبلوماسية لان الوجود الدبلوماسي شي طبيعي”.
وأضاف: “أعلنا أكثر من مرة اننا ملتزمون بأمن الدبلوماسيين والسفارات والمؤسسات الخيرية وتهيئة الظروف المناسبة لعملها وهذه مسؤوليتنا”.
وقال: “العلاقات الدبلوماسية شيء والاقتتال شي اخر وليس هناك أي مانع شرعي في ان يكون هناك تواصل دبلوماسي بين بلدين اقتتلا، وهذا لا يخالف الشريعة ولا مصالحنا الوطنية، شرط لا تتصرف السفارات أكثر من حقها (خارج الأطر الدبلوماسية)
وفيما يتعلق بوجود تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في أفغانستان قال نعيم: ” القاعدة وداعش غير موجودين في أفغانستان.. ولن نسمح لاحد ان يستخدم أراضينا ضد أي دولة”.
وعن الدول العربية التي شاركت في الحرب مع القوات الامريكية في أفغانستان قال نعيم: “نحن تصالحنا مع أمريكا وهي رأس الاحتلال وتوصلنا معها الى اتفاق فكيف لا نتصالح مع من جاؤوا تحت مظلة أمريكا، في المستقبل نريد علاقات جيدة مع الجميع، فما حدث ما حدث، وعفى عليه الزمن.. نحن نتطلع الى المستقبل ولكي نبني ما دمر، نريد ان تنفس الصعداء وان نتوقف عن القتال والحرب وان نبني بلدنا
وأضاف: “نريد علاقات حسنة مع جميع الدول والاخص الدول الإسلامية التي يوجد بيننا وبينهم روابط كثيرة ومشتركات وصلات، نريد ان نحافظ عليها وان نكون اخوة وان لا نتدخل في شؤون بعضنا البعض، وهناك مثل أفغاني يقول: “يمكن ان نكون اخوة شرط ان تكون الحسابات واضحة”
وفيما يتعلق بالقوات التركية قال: “الاتفاقية تنص على سحب جميع القوات الأجنبية وهذا يشمل كل القوات التي جاءت مع أمريكا، وعند توقيع الاتفاقية كان وزير خارجيا تركيا من بين الموجودين، والانسحاب يشمل الجميع، فنحن لا نسمح لاي قوات بالوجود على ارضنا.. القوات التي جاءت مع الاحتلال لن تبقى في البلد أيا كانت”.
وقال: “لا نسمح لاحد ان يمس سيادة بلدنا وشعبنا وحريتنا وحرية بلدنا، سواء كان اخا او ابن اخ او عما او ابن عم”.
وعن المستقبل في أفغانستان والمشاكل التي يواجهها الشعب الافغاني وكيفية معالجتها قال نعيم: ” هناك 5 ملايين شخص يعانون من الافيون (المخدرات)، الى جانب مشاكل الفساد المالي والإداري والأخلاقي الذي روج له الاحتلال في جميع المجالات، ومساعدة الارامل والايتام وتحسين المعيشة”
وأضاف: “نحن نواجه مشاكل كثير جدا ونريد ان نتفرغ لمواجهتها والقضاء عليها.. ولذلك يجب علينا ان يكون جميع الأفغان يدا واحدة.. نريد تحسين العلاقات مع الجميع من اجل بلدنا وشعبنا، ونريد حل المشاكل من خلال الحوار على الطاولة فشعبنا يحتاج الى الدعم ونحن نتوجه للدول الإسلامية لكي تساعد الشعب الافغاني”
وعن السر في قدرة الشعب الافغاني على هزيمة الإمبراطورية الامريكية وقبلها الاتحاد السوفيتي وبريطانيا قال الدكتور محمد نعيم: ان سبب هزيمة امبراطورتين خلال 40 عاما هو ” التوكل على الله ووجود عقيدة راسخة، إضافة الى طبيعة الشعب وطبيعة البلد الذي لم يستطع عليه الاسكندر الأكبر وجنكيز خان، فالشعب الافغاني يعيش على الكفاف ويسكن في الجبال ويكتفي بلقمة الخبز مع الماء، ولا يعيش مرفها.. المجاهدون قاتلوا الأمريكيين بشباشب ممزقة وقميص وازار وقليل من السلاح مثل الرشاشات وار بي جي”.
وعن رأيه بخوض حرب لمدة عشرين عاما رفضا لتسليم رجل واحد قال نعيم: “رفضنا تسليم أسامة بن لادن لان الامر يتعلق بسيادة الشعب ومبادئ الإسلام.. كيف يمكن ان يكون هناك شعبا مستقلا ويأتي اليه من يقول له: افعل كذا.. نحن طلبنا من أمريكا ان يقدموا ادلة ومستندات ضد أسامة بن لادن وسوف نقبل بها ولم يقدموا لنا شيئا وقدمنا تضحيات كبيرة لأجل ذلك، فنحن لا نقبل الوصاية من أحد”