مبعوث وزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب: الإعتراف بطالبان ليس أولوية

أكد الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني، المبعوث الخاصّ لوزير الخارجيّة لمُكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المُنازعات، أن دور قطر الحيادي وغير المنحاز والمحترم للقوانين الدولية، ساهم في تسهيل الوساطة وإنجاح المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان، مبرزا أن الدوحة لم تكتف باستضافة المحادثات ادراكاً منها بالاختلافات بين الطرفين، حيث تميزت الجهود الدبلوماسية القطرية بالمرونة والتكيف مع المتغيرات والمشاركة الدبلوماسية ليس فقط بين الطرفين الرئيسيين بل كذلك مع الدول المهتمة والأخذ بالعوامل الخارجية المؤثرة في المشهد الأفغاني.

دور قطر المحوري
بين د. القحطاني خلال مشاركته في جلسة جهود قطر السياسية والدبلوماسية في أفغانستان ضمن منتدى الأمن العالمي، أن أبرز الملفات التي تم التطرق لها بين الولايات المتحدة ودول اوروبا مع طالبان في المحادثات التي تحتضنها الدوحة، تتلعق بالمساعدات الانسانية وحقوق الانسان وحقوق المرأة وحقوق التنقل والعمل وتعليم الفتيات وجهود مكافحة الارهاب، مبينا ان المحادثات ناقشت تشكيل حكومة موسعة وجامعة.

واعتبر جهود قطر في الاجلاء من افغانستان، واجبا انسانيا تجاه شعب افغانستان، مبينا ان الاجلاء من افغانستان جاء انطلاقا من ادراك دولة قطر لهذا الواجب. وقال ” لقد قمنا باستغلال الثقة التي بنيناها مع طالبان من اجل خدمة الشعب الافغاني، وكان لزاما علينا مساعدته بسبب الظروف التي يمر بها خصوصا وان لدينا الامكانية لذلك ونتمنى ألا تتكرر مثل تلك الظروف”.

ووصف ظروف الاجلاء ” بالصعبة للغاية” مبينا ان دولة قطر نجحت في اجلاء ستين الف شخص سافروا عبر قطر لدول متعددة، مبينا ان الموجودين في الدوحة حاليا يحظون بمعاملة لائقة وان وجودهم في قطر مرتبط بظروف محددة وان العمل جار لتيسير نقلهم لوجهاتهم النهائية.

وقال، إن دور قطر في أفغانستان تبلور منذ اجتياح الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2001، مبيناً ان منظمة الامم المتحدة وبعض الدول الغربية طلبوا مشاركة دولة قطر في بناء عملية السلام في افغانستان واستضافة مؤتمر السلام، الامر الذي رحبت به القيادة القطرية على ان يكون هناك مؤتمر شامل يجمع كافة الاطراف الافغانية، الامر الذي تم رفضه في البداية.



وقال “بعد ذلك قررت الاسرة الدولية والولايات المتحدة الامريكية اجراء المؤتمر في المانيا في عام 2001 وبعد احد عشر يوماً تم فرض الحكومة ومنذ ذلك الوقت ادركنا ان العملية ليست شاملة، وانه ما من حل عسكري في افغانستان وان السبيل الوحيد لتحقيق السلام في افغانستان هو عن طريق المفاوضات”.


وبين المبعوث الخاصّ لوزير الخارجيّة، أن سياسة الولايات المتحدة الامريكية تغيرت خلال الاعوام من 2009 الى2011، حيث طلبت واشنطن من الدوحة المشاركة في تحقيق السلام في افغانستان، ووفقا لذلك فتحت دولة قطر قنوات التواصل مع افغانستان وفي عام 2013 تم افتتاح مكتب لطالبان في الدوحة، ولم تتبلور محادثات حتى عام 2018 مبينا انه في يناير من عام 2019 تم صياغة العناصر الاولى والتي تحولت لاحقاً الى اتفاق الدوحة للسلام الموقع في 2020 وفي سبتمبر من نفس العام بدأت المفاوضات بين الاطياف الافغانية مؤكدا ان دولة قطر مستمرة في لعب دور الوسيط في المفاوضات.

التزام طالبان
وذكر بعناصر اتفاق الدوحة، وهي الانسحاب من افغانتسان ومكافحة الارهاب والمفاوضات ووقف شامل لاطلاق النار، مبينا ان البند المتعلق بالمفاوضات الافغانية الافغانية واجه ترددا من قبل احد الاطراف حيث لعب الوسيط القطري دورا مهما في تسهيل المفاوضات التي كانت مستمرة حتى تفاجأ العالم بسيطرة طالبان وهروب الرئيس السابق من افغانستان. وأوضح أنه ولو لم تسقط المنظومة في افغانستان لكان من الممكن التوصل لاتفاق بين الاطراف الافغانية.

وقال إنه يتطلع الى استمرار كافة الاطراف بالتزاماتها. وحول وقف اطلاق النار الدائم والشامل بين أن هناك التزاما بالاتفاق مبينا انه بالنسبة للاطراف الافغانية الافغانية فان مغادرة الرئيس الأفغاني عرقل العملية.
وحول مدى التزام طالبان بما تضمنه اتفاق الدوحة فيما يخص القاعدة، أكد القحطاني، على التزام طالبان بمكافحة الارهاب والتصدي لداعش وعدم السماح باستخدام افغانستان كمنصة للكيانات الارهابية، مبيناً ان طالبان احترمت تعهدها بعدم الاعتداء على القوات المنسحبة.

كما دعا المبعوث الخاصّ لوزير الخارجيّة إلى أهمية الحفاظ على الانجازات المحققة عبر التفاعل والحوار من قبل الدول مع طالبان لتحقيق الهدف المشترك للجميع، داعيا حكومة افغانستان على أرض الواقع لعدم ممارسة الاقصاء والتهميش والتي لن تكون حلاً، مشيرا الى ضرورة تأسيس حكومة تأخذ بالاعتبار التنوع في افغانستان وتعمل على التفاعل مع الآخرين معتبراً ان هذا الأمر يعد شأنا داخليا وعلى الافغان ان يقرروا مصيرهم دون فرض الحلول من الخارج والتي وصفها بأنها من اخطاء الماضي.

وحول الاعتراف بحكومة طالبان، بين الدكتور مطلق القحطاني ان قضية الاعتراف بطالبان ليس اولوية في الوقت الراهن بالنسبة لقطر، مبينا ان الاولوية في الوقت الراهن تتركز على القضايا الانسانية والتعليم وحرية التنقل، وأضاف “ولكن وعلى ارض الواقع فان هناك سلطة في افغانستان اثبتت تعاونها فيما يتعلق بالسماح بتسهيل سفر الاجانب ولمن يريد الخروج من افغانستان وابدوا تعاونا واحتراما لايصال المساعدات الانسانية، وهناك دول تتعامل مع الوضع وفق الامر الواقع”. مشيرا الى ان “الاعتراف بالدولة ليس الاعتراف بالحكومة”.

المصدر: الشرق القطرية

Comments (0)
Add Comment