عبدالله العقاد
غزة أجادت صناعة هذه المعادلة بشقيها (البطولة والفداء)؛ لتثبت للأمة كلها، أنها قادرة على أن تزيح عن كاهلها العجر إن ملكت إرادتها، وأن تخرج من ربقة الذلة والمهانة إن كسر قيودها، وأن تحقق الانتصارات في كل الميادين إن عملت له.
فغزة ليس إلا كحيّ من أحياء وعاصكم، انظروا لما انتزعت إرادتها، ونزعت عنها الأغلال كيف صنعت ما يسر أحراركم، ويتغيظ منه فجاركم، كما أبكت غزة عدوكم قهراً وهو يجد عاصمة عهنه المنفوش (تل أبيب) تحترق ناراً ويلفها الخزي والعار.
أيها الأخوة الأحباب، المقاومة وهي تصنع الانتصار، لا بد وأن يتخيّر الله منها الشهداء..
إكراماً واصطفاءً، وكأن دماء القادة منهم توقيع الشرف على لوحة البطولية، ملحمة سيف القدس، وقد دخلت التاريخ في أبهى، ومن أوسع أبوابه؛ لتخلد في سجلات الأبطال.
هنيئاً لنا بكم أيها الشهداء، وهنيئاً لنا بجهادكم وجهدكم وعطائكم، أصبتم في محياكم وتخيرتم لشهادتكم.