الدوحة: البابور
حذر أمير قطر السابق، الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من خطورة انسداد الافق السياسي في العالم العربي وعدم الاستماع لصوت الشعوب العربية والتباطؤ في قبول مطالبهم المشروع، وان ذلك قد يؤدي الى وقوع احداث جسيمة” مؤكدا ان الشعوب العربية لم تقل كلمتها الاخيرة بعد، وان روح الربيع العربي ما تزال حية في قلوب الشعوب العربية.
هذا التحذير الواضح من الشيخ حمد بن خليفة ليس الاول من نوعه، فلطالما حذر من المستقبل في ظل الانسداد في الحالة السياسية العربية،
لكن التحذير الاخير جاء في كلمته في احتفال شبكة الجزيرة في الاول من نوفمبر تشرين ثاني بمناسبة مرور 25 عاما على تاسيسها، وقال بوضوح: “كنا ولا نزال نؤمن بأن الإصلاح السياسي السلمي الذي يلتقي فيه الجميع على كلمة سواء هو الذي يخدم الحاكم والمحكوم والشعوب والأوطان وهو الذي يجنب المنطقة آلام الانتقال والحروب الأهلية المهلكة”.
“لكني أخشى أن يأتي اليوم الذي تغطي فيه الجزيرة أحداثا أليمة وجسيمة أخرى في العالم العربي بسبب انسداد الأفق السياسي وعدم الاستماع لصوت الشعوب العربية والتباطؤ في قبول مطالبهم المشروعة”.
قال الأمير الوالد: “إن دولة قطر أطلقت قبل ربع قرن شبكة الجزيرة الإعلامية لتكون هدية للباحثين عن أخبار العالم وشؤونه.. كنا على إدراك تام منذ البداية بأن هذا المشروع الإعلامي سيواجه عقبات كبرى وأن الخط التحريري للجزيرة سيكون تحديا لدولة قطر وقد كان”.
وتابع “الجزيرة شقت طريقها في بيئة غير مواتية وكأنما كانت تنحت من صخر”.
وأشار إلى أن الجزيرة سعت منذ انطلاقتها للعمل على “خدمة المشاهد العربي والعالمي وتمكين المشاهد العربي كي يكون طرفا في الحوار وليس متلقيا سلبيا فقط”. وان “التحدي الأكبر عند إطلاق الجزيرة هو بناء نموذج فريد على غير مثال سابق في العالم العربي”.
وأضاف “المنطقة العربية لم تعرف قبل هذا النموذج الإعلام الذي يجمع بين صدق الخبر وجراءة التحليل والتقيد بأدق المعايير المهنية والفنية المتعارف عليها في الصنعة الإعلامية الرصينة”.
وتابع “من خلال بناء هذا النموذج الرائد أصبحت الجزيرة منبر كل العرب بمختلف مشاربهم السياسية وألوانهم الفكرية وأصبحت نافذتهم على العالم وصوتهم الصادح في كل مكان”.
وقال الشيخ حمد “إن الجزيرة قدمت أسوة حسنة لكل من سار على هذا الدرب في هذه المنطقة، مضيفا أن هذه القيم هي رصيد الجزيرة ورأس مالها المعنوي الذي لا ينضب”.
وقال: إن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عبر عن عزيمة لا تتزعزع باستمرار شبكة الجزيرة منبرا حرا يخدم المشاهد في كل مكان، كما أنه قام بدعم الشبكة بكل ما تحتاجه لتحقيق رسالتها النبيلة ورفض بحسم أن تكون الجزيرة موضوع مساومة أو إملاء خارجي في أي ظرف من الظروف.
واضاف “إن دعم شبكة الجزيرة ليس انحيازا لرأي بعينه أو دفاع عن وجهة نظر محددة بل هو التزام بمبدأ الرأي والرأي الحر، مضيفا أن من حق الآخرين التنافس مع الجزيرة والاختلاف معها ونقدها، لكن ليس من حقهم السعي لإسكاتها أو حرمان الناس من مشاهداتها”. و“أن شبكة الجزيرة ليست مشروعا احتكاريا يسعى لسلب الناس حقهم في التعبير والتفكير بل هي مشروع تحريري يسعى للإسهام في الفضاء الإعلامي العالمي وترشيده وتسديده ليصبح أكثر تعددية وإنسانية”. وأشار إلى أن منابر الجزيرة “ظلت مفتوحة دائما للجميع بمن فيهم من يعارضون الجزيرة ومن يتحاملون على دولة قطر”.
وأوضح : “أن الجزيرة لم تصل إلى هذا الوضع إلا بتضحيات العاملين فيها، قائلا إن “مكاتب الجزيرة أغلقت في عدد من البلدان وأعتقد أنها ستغلق مرة أخرى”. وتابع أن الجزيرة “رفضت الخضوع لحملات الإسكات على الرغم من كافة أنواع التضييق التي مورست على مراسليها”.
وأشار إلى أن شبكة الجزيرة “واكبت جميع التحولات والمواقف الأليمة التي مرت بها المنطقة على مدى 25 عاما، وأوضح أنها تابعتها بعين الراصد الأمين والرائد الذي لا يكذب أهله فنقلت إلى العالم جراح الشعوب في المنطقة ومطامحها المشروعة في التنمية والسلام والازدهار”
وقال الشيخ حمد بن خليفة “كنا ولا نزال نؤمن بأن الإصلاح السياسي السلمي الذي يلتقي فيه الجميع على كلمة سواء هو الذي يخدم الحاكم والمحكوم والشعوب والأوطان وهو الذي يجنب المنطقة آلام الانتقال والحروب الأهلية المهلكة”.
واستدرك قائلا “لكني أخشى أن يأتي اليوم الذي تغطي فيه الجزيرة أحداثا أليمة وجسيمة أخرى في العالم العربي بسبب انسداد الأفق السياسي وعدم الاستماع لصوت الشعوب العربية والتباطؤ في قبول مطالبهم المشروعة”. وقال “إن روح الربيع العربي ما تزال حية في قلوب الشعوب، والشعوب العربية لم تقل بعد كلمتها الأخيرة”.
وانحازت قطر سياسيا واعلاميا في عهد الأمير الوالد إلى ثورات الربيع العربي، وتطلعات الشعوب في الحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية، ووقفت بجانب المظلومين والمضطهدين ودعمتهم لنيل حريتهم واستقلالهم.
المصدر: وكالات ومواقع قطرية