داعم للسيسي ، ويعمل بأحد أهم البنوك العشرة بأمريكا.. ما نعرفه عن “الجاسوس المصري” الذي اعتقلته واشنطن
أثار إعلان وزارة العدل الأمريكية إلقاء القبض على مصري يتخابر مع السلطات في القاهرة للتجسس على المعارضة في الولايات المتحدة تساؤلات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول هوية جاسوس القاهرة.
وبحسب ما أفادت به الحكومة الأمريكية في بيانها الرسمي، فإنها اكتفت بذكر معلومات قليلة عن بيير جرجس، وأوردت أن الرجل يبلغ من العمر 39 عاماً واسمه “بيير جرجس”، يقطن في مانهاتن بولاية نيويورك، مضيفة أن الرجل زعم أنه موجود في الولايات المتحدة كوكيل للحكومة المصرية، “دون إخطار المدعي العام الأمريكي كما يقتضي القانون”، وفق بيان الوزارة.
داعم للسيسي ونشيط في فعاليات مصرية
فور انتشار الخبر بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تداول صور وفيديوهات لبيير جرجس، والتي تحمل تفسيرات عدة لتوجهاته والأماكن التي ينشط بها بأمريكا.
وتظهر الفيديوهات جرجس وهو يهنئ المصريين والجيش المصري بمناسبة احتفال لم تتضح طبيعته، كما تكشف عن قربه ونشاطه من فعاليات الجالية المصرية في نيويورك، ومشاركته بنشاطات تقيمها السفارة المصرية أيضاً.
أما عند البحث عن جرجس على محركات البحث، فقد أظهرت العديد من الصور أن جرجس كان داعماً للحكومة المصرية، وذلك من خلال مشاركته لوقفات في أمريكا داعمة للرئيس المصري السيسي.
وعند الرجوع لصفحته على موقع لينكد إن يعرف جرجس نفسه على أنه يعمل كنائب لرئيس بنك “كابيتال وان”؛ وهو أكبر عاشر بنك في الولايات المتحدة.
كما تبين من أحد المنشورات له على صفحته بفيسبوك أنه عضو نشيط في منظمة “تمثل ضباط الشرطة والأفراد المدنيين ذوي الأصول التركية والشرق أوسطية في إدارة شرطة نيويورك”.
كما اتضح أنه عضو ناشط بجبهة “سند مصر” وهي منظمة داعمة للحكومة المصرية في أمريكا من خلال مشاركته لصور لنشاطات المجموعة، فيما قال رواد مواقع التواصل الإجتماعي أن جرجس مسيحي وتمكن من دخول أمريكا عن طريق تقديم اللجوء الديني إليها.
اتهامات أمريكية لجرجس
يواجه جرجس الآن اتهامات خطيرة، فقد ذكرت وزارة العدل الأمريكية أن جرجس عمِل بتوجيهات من قِبل العديد من المسؤولين بالحكومة المصرية؛ في محاولة لتعزيز مصالح حكومة بلاده بالولايات المتحدة.
وبحسب البيان الرسمي للوزارة الأمريكية، فإن جرجس قام “بتعقب وجمع معلومات عن المعارضين السياسيين للسيسي، بناء على توجيهات مسؤولين من القاهرة”.
أما بخصوص لائحة الاتهامات، فقد أشارت الوزارة إلى أن جرجس استفاد أيضاً من علاقاته مع ضباط إنفاذ القانون الأمريكيين المحليين لجمع معلومات غير عامة “بتوجيه من المسؤولين المصريين”.
ووفقاً للدعوى القضائية بحقه، قالت الوزارة إن جرجس قام بترتيب مزايا للمسؤولين المصريين الذين كانوا يزورون مانهاتن، وتنسيق الاجتماعات بين سلطات إنفاذ القانون الأمريكية والمصرية في الولايات المتحدة، وضمن ذلك ترتيب حضور المسؤولين المصريين تدريبات الشرطة
وحسب موقع سي ان ان الامريكي
أعلنت وزارة العدل الأمريكية القبض على رجل في منهاتن بمدينة نيويورك، الخميس الماضي، اتهمته السلطات بالعمل كـ”عميل أجنبي” لصالح الحكومة المصرية من أجل التجسس على معارضي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الولايات المتحدة.
وحسب لائحة الاتهام، عمل بيير جرجس، 39 عامًا، بتوجيهات من العديد من المسؤولين في الحكومة المصرية دون إخطار النائب العام الأمريكي بموجب القانون.
وتلقى جرجس توجيهات من المسؤولين المصريين، لتعقب والحصول على معلومات بشأن المعارضين السياسيين للرئيس المصري، وفقا للائحة الاتهام.
واستفاد جرجس من علاقاته مع ضباط إنفاذ القانون الأمريكيين المحليين لجمع معلومات غير عامة بتوجيه من المسؤولين المصريين، وترتيب مزايا للمسؤولين المصريين الذين كانوا يزورون مانهاتن، وتنسيق الاجتماعات بين السلطات (إنفاذ القانون)الأمريكية والمصرية في الولايات المتحدة، بما في ذلك ترتيب حضور المسؤولين المصريين تدريبات الشرطة.
وقال مساعد المدعي العام للأمن القومي، ماثيو جي أولسن: “لن تسمح وزارة العدل لعملاء الحكومات الأجنبية بالعمل في الولايات المتحدة لملاحقة وجمع المعلومات حول منتقدي تلك الحكومات”.
وأوضح داميان ويليامز المدعي الأمريكي عن المنطقة الجنوبية في نيويورك: “بناءً على طلب المسؤولين المصريين، تضمن سلوك جرجس المحظور المزعوم محاولة جمع معلومات استخبارية غير عامة سرًا حول أنشطة المعارضين السياسيين للرئيس المصري، ومحاولة الوصول للمسؤولين الأجانب لحضور تدريبات لإنفاذ القانون فقط في مانهاتن”.
وأشار مايكل دريسكول، من مكتب نيويورك الميداني التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أنه “يُطلب من وكلاء الدول الأجنبية التسجيل لدى حكومتنا لسبب وجيه – فهم غالبًا ما يتصرفون لصالح بلدانهم وضد مصالح الولايات المتحدة. ونزعم أن السيد جرجس أرسل معلومات غير عامة إلى مصر لصالح الحكومة المصرية”.
وحاول موقع CNN بالعربية التواصل مع العديد من المسؤولين المصريين للحصول على تعليق ما في هذا الشأن، دون الحصول على رد.
وفقًا للائحة الاتهام، في 7 مايو/ أيار 2018، جرت مراسلات عبر تطبيق مشفر بين جرجس ومسؤول مصري. وخلال المحادثة، أعرب المسؤول المصري عن شعوره بالاحباط للقاء جرجس مع موظفين من جهاز حكومي مصري آخر خلال رحلة قام بها (جرجس ) مؤخرًا إلى مصر. وحذّر المسؤول جرجس من أنه “لا يمكن أن ينفتح مع جميع الأجهزة”.
لاحقًا في تبادل الرسائل المشفرة، نصح المسؤول المصري جرجس بأن الوكالات الحكومية المصرية الأخرى “تريد مصادر لأنفسها، وأنت (جرجس) أصبحت مصدرًا مهمًا لهم لجمع المعلومات”. وأجاب جرجس: “أنا أعلم وأرى وأتعلم منك”، ثم أبلغ المسؤول المصري بأن ذلك “لن يتكرر مرة أخرى”.
بعد مرور عام تقريبًا، في 8 مارس/ أذار 2019، في سياق عمليات جرجس المستمرة، ناقش جرجس والمسؤول المصري رحلة قادمة لبعض المسؤولين المصريين إلى الولايات المتحدة. لاحقًا في نفس المحادثة، سأل (جرجس) فيها مرة أخرى، “ماذا تريد مني أن أفعل؟”، قام المسؤول المصري بتوجيه جرجس، قائلاً: “قم بالمتابعة، أوك”، ووافق جرجس بالرد “حسنًا”.
ويواجه بيير جرجس احتمال السجن لمدة 15 عامًا في الاتهامات الموجهة إليه.
وحسب وزارة العدل الأمريكية، يحقق قسم مكافحة التجسس التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب نيويورك الميداني في القضية.
عربي بوست + سي ان ان