قاد الرئيس الكوري الشمالي، كيم يونغ أون، تدريباً لوحدة العمليات النووية التكتيكية في البلاد في الفترة من25 سبتمبر/أيلول إلى التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري. فقد ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، الاثنين، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون أشرف على التدريبات، وتعهد بتعزيز العمليات العسكرية في البلاد في المستقبل، مضيفًا أنه ليست هناك حاجة لإجراء حوار مع أعدائه.
كما أضاف تقرير الوكالة أن الصاروخ الباليستي الذي أطلق فوق اليابان في 4 أكتوبر الجاري، كان مطوراً وحديثاً، ويهدف إلى توجيه تحذير أقوى وأكثر وضوحاً لأعداء كوريا الشمالية. وقالت بيونغ يانغ إن تجاربها الأخيرة كانت اختبارات “نووية تكتيكية”، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”.
وكانت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية قد أعلنت أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً باتجاه الساحل الشرقي لشبه الجزيرة في ساعة مبكرة من صباح الأحد بالتوقيت المحلي، لكنها لم تذكر تفاصيل أخرى.
فيما كانت كوريا الشمالية قد دافعت يوم السبت عن السلسلة الأخيرة من تجاربها الصاروخية، مؤكدةً أنها “رد مشروع” على “تهديدات عسكرية أميركية مباشرة”، بينما اعتبرتها واشنطن وطوكيو وسيول “تهديداً خطيراً للأمن والسلم”. وأطلقت بيونغ يانغ 7 صواريخ في أقل من أسبوعين. وتأتي عمليات إطلاق الصواريخ في عام شهد عدداً قياسياً من تجارب على أسلحة أجرتها كوريا الشمالية التي أعلن زعيمها كيم يونغ أون أنها قوة نووية، وأن هذا الوضع “لا رجعة عنه”، واضعاً بذلك حداً لاحتمال إجراء محادثات لنزع السلاح النووي. المصدر / وكالات
قالت صحيفة Financial Times البريطانية، الأحد 9 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن خبراء حثوا الولايات المتحدة على الإقرار بالهزيمة في مساعيها لإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية، والاكتفاء بالتركيز على تدابير تحد من مخاطرها وتسلُّحها.
يأتي ذلك بعد إطلاق كوريا الشمالية الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول صاروخاً باليستياً فوق اليابان لأول مرة منذ عام 2017، وردّ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة وإطلاق صواريخ في بحر اليابان.
لكن محللين قالوا إن هذه الإشارات العسكرية والتصريحات العدائية الصادرة عن واشنطن وسيول وطوكيو تتنافى مع حقيقة استنفاد الدول الثلاث جميع الأفكار والخيارات لاحتواء برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، حسب الصحيفة.
الاتفاق مع كوريا الشمالية!
ويرى الخبراء أن على الولايات المتحدة وحلفائها التركيز على الاتفاق مع بيونغ يانغ للحد من خطر نشوب حرب في شبه الجزيرة الكورية، حتى لو اقتضى ذلك قبولاً ضمنياً بأن كوريا الشمالية ستواصل امتلاك أسلحة نووية.
يقول أنكيت باندا، خبير الأسلحة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن، إن “الإصرار على نزع السلاح النووي لم يعد فشلاً فقط، بل تحول إلى مهزلة”، مضيفاً أن “كوريا الشمالية انتصرت بالفعل. إنها حبة دواء مرة، لكننا سنضطر إلى ابتلاعها يوماً”.
وتقول جيني تاون، مديرة برنامج 38 نورث في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن، إن “نافذة نزع السلاح النووي أُغلقت”.
وأضافت في إشارة إلى تصاعد سباق التسلح في شرق آسيا وتزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين: “ليس منطقياً أن نتصور أن كوريا الشمالية ستفكر في نزع سلاحها النووي في حين يتسلح الجميع حتى كوريا الجنوبية”.
كوريا الشمالية ستحتفظ بأسلحتها النووية
كما نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن أندريه لانكوف، أستاذ التاريخ في جامعة كوكمين في سيول والخبير البارز في شؤون كوريا الشمالية، قوله إن “رسالة كيم هي: (لدينا أسلحة نووية، سنحتفظ بها للأبد وسنستخدمها بالطريقة التي نراها مناسبة)”.
وقال لانكوف إن بيونغ يانغ لن توافق على خوض محادثات طالما أن واشنطن تسعى إلى نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية حتى ولو على المدى البعيد، وفي الوقت نفسه لن يقبل الكونغرس والشعب الأمريكي بما هو أقل من استسلام كوريا الشمالية.
وقال لانكوف: “الشعب الأمريكي يرغب في أن تسعى حكومته إلى تحقيق حلم خطير لا يمكن تحقيقه، لكن الكوريين الشماليين قالوا بوضوح إنهم لن يلعبوا هذه اللعبة. والطريقة الوحيدة لإقناعهم بالتفكير في فرض قيود على أسلحتهم النووية هي أن تقدم لهم ثمناً باهظاً”.
عواقب وخيمة
على أن مسؤولين أمريكيين وكوريين يؤكدون أنه حتى القبول الضمني بأسلحة كوريا الشمالية النووية ستكون له عواقب وخيمة على جهود حظر الانتشار النووي العالمية.
لكن باندا يرى أن مكاسب جهود الحد من المخاطر في شبه الجزيرة الكورية تفوق تلك الخاصة بحظر الانتشار النووي.
وقال إنه كلما تلكأت واشنطن في التسليم بواقع تمسك كوريا الشمالية بأسلحتها النووية، ازدادت ترسانة بيونغ يانغ حجماً وتطوراً، وارتفع الثمن الذي سيتمكن كيم من انتزاعه في مفاوضات مستقبلية لا مفر منها. مضيفاً: “ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن تترك هذه المشكلة تتفاقم”.
المصدر: فلسطين اون لاين + عربي بوست