فلسطين – البابور
كشفت الهيئة المستقلة ومؤسسة الحق لحقوق الإنسان ، أن نتائج تشريح جثمان المعارض السياسي نزار بنات أظهرت وجود إصابات تتمثل في كدمات في مناطق عديدة من جسده، وسبب وفاته “غير طبيعي”.
وأعلنت المؤسستان، خلال مؤتمر صحفي مشترك برام الله مساء الخميس، أن نتائج تشريح جثمان بنات، أظهرت إصابات بالرأس والعنق والصدر والظهر والأطراف العلوية والسفلية ووجود آثار تربيط في اليدين وكسور في الأضلاع.
أكد طبيب التشريح المشرف على تشريح جثة المعارض السياسي، نزار بنات، أن “سبب الوفاة غير طبيعي”. وأوضح أنه “يوجد كدمات بسبب الضرب المبرح في جميع أنحاء جسده ونزيف في الرئتين بسبب الضرب والاختناق”
وكان المعارض الفلسطيني المستقل، نزار بنات، قد لقي حتفه صباح الخميس، بعد وقت قصير من اعتقاله على يد قوة أمنية، دون أن تتضح ظروف وملابسات الحادث. وأعلن جبرين البكري، محافظ الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، عن وفاة بنات، في بيان مقتضب، قال فيه إن قوة أمنية فلسطينية اعتقلت بنات فجر اليوم، بناء على مذكرة توقيف من النيابة العامة، “وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية وتم تحويله إلى مستشفى الخليل الحكومي، حيث أعلن عن وفاته”.
من جهتها اتهمت عائلة نزار بنات قوات “الأمن الفلسطيني” التابع للسلطة برئاسة محمود عباس بـ “اغتيال” نجلها. وقال عمار بنات، المتحدث باسم العائلة،”ما جرى، هو اغتيال بحق نزار”.
وأضاف “تعرض نزار لعملية اعتقال عند الساعة الثالثة والنصف فجرا، من قبل قوة أمنية من جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة”. وتابع “القوة، اقتحمت منزل بنات بعد تفجير مدخله، وانهالت عليه بالضرب بواسطة هراوات حديدية وخشبية”. وأكمل بنات “رشت القوة بنات بغاز الفلفل، واعتقلته بعد تجريده من ملابسه، وبصورة فجة، واقتيد تحت الضرب، بينما كانت تسيل الدماء منه”.
وقال إن العائلة لم تتلق أي اتصال من قبل الجهات الرسمية حول ما جرى مع نجلهم، وعلمت بخبر وفاته من قبل وسائل الاعلام. وطالب بنات “بتشريح الجثمان بوجود طبيب من العائلة، وفتح تحقيق دولي، بمشاركة مؤسسات حقوقية محلية ودولية”.
وبنات، ناشط ومعارض “مستقل”، من بلدة دورا بمحافظة الخليل، وعُرف بانتقاداته اللاذعة للسلطة الفلسطينية، واعتقل من قبل الأجهزة الأمنية عدة مرات.
وشكّل بنات قائمة “الحرية والكرامة” لخوض انتخابات المجلس التشريعي، التي كانت مقررة يوم 22 مايو/ أيار الماضي، قبل صدور مرسوم رئاسي (في 30 إبريل/نيسان الماضي) بإلغائها.
وأثار بنات جدلا في الشارع الفلسطيني، إثر مطالبته الاتحاد الأوروبي بوقف الدعم المالي عن السلطة، عقب قرار إلغاء الانتخابات. وآنذاك، قال بنات في مقطع مصور على فيسبوك، إن مسلحين “بمرافقة الأجهزة الأمنية”، أطلقوا (يوم 2 مايو/أيار الماضي) النار بكثافة على منزله “وروّعوا ساكنيه”.
حملت عائلة بنات في مدينة الخليل رئيس السلطة محمود عباس ورئيس وزرائه محمد اشتيه المسؤولية الكاملة عن مقتل نجلها نزار بنات بعد اعتقاله صباحا والاعتداء عليه على يد أيدي أجهزة امن السلطة.
وقالت العائلة في بيان لها إنها وخلال جميع الاعتقالات السابقة لنزار كانت تحمل مسؤولية حياته لرئيس السلطة ورئيس الوزراء. وأضافت:” كنا نحذر من هذا اليوم الذي كان لنا يقينا أنه سيأتي نتيجة التهديدات التي كانت تصل لنزار خلال الفترة السابقة، وعليه فإن كلاهما يحملان الوزر الأول بدم ابننا والمسئولان الرئيسيان عن اغتياله.
وأوضحت العائلة أن القوة التي قامت بمداهمة واغتيال الشهيد نزار والمكونة من 27 عسكري معروف لديها بعضم، موجهة لهم رسالة بأن يتبعوا القانون الشرعي والعرف العشائري بعد أن اخترقوا القانون وداسوه ببساطيرهم كما داسوا حرية المغدور.
وأكدت العائلة أن لا مكان للقانون والسلطة في قضية نزار فهي الخصم والحكم والقاتل الجاني الذي غدر بابننا منتهكين حرمة البيوت التي كان لزاما عليهم حمايتها. وطالبت العائلة بشكل مبدأي بإقالة المحافظ جبريل البكري والعقيد ماهر أبو الحلاوة وحملتهم المسؤولية عنا ما سيحصل ما داموا في مناصبهم.
كما طالبت العائلة جماهير الشعب الفلسطيني بألا يذهب دم الشهيد المغدور هدرا متعهدة بالقصاص. وذكرت العائلة بأنه سيتم غدا الجمعة الصلاة على جثمان المغدور بنات بعد صلاة الظهر في مسجد وصايا الرسول بمدينة الخليل ومن ثم دفنه في مقبرة الشهداء.
وقالت العائلة : تم اغتيال نزار بنات بشكل متعمد من قبل الأجهزة الأمنية، وتعرض للضرب المبرح بالعصي وقطع حديدية على رأسه خلال الاعتقال. وأشارت إلى أن قوة أمنية مشتركة من الأمن الوقائي والمخابرات فجرت باب المنزل واقتحمته بوحشية، وانهالت بالضرب المبرح ضد نزار بنات وخرج وهو يمشي على أقدامه، قبل أن يتم اغتياله. وحملت العائلة مسؤولية اغتيال نزار بنات للسلطة الفلسطينية، والتي تعمدت قتله وليس اعتقاله.
وشددت على أن رواية محافظ الخليل كاذبة وما جرى عملية اغتيال واضحة مع سبق إصرار وترصد. وأضافت أن “هذه سلطة لا تتقن غير التسلط والتفنن في الإجرام مع أبناء شعبها، وأرادت باغتيالها نزار إسكات كل أصحاب الصوت العالي، وبقدر جبنها أمام عدوها، تستقوي على الشعب الأعزل”
وقال بيان صادر عن محافظ محافظة الخليل اللواء جبرين البكري إن “قوة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت الناشط نزار خليل بنات، بعد صدور مذكرة إحضار من النيابة العامة”.
وأشار البيان الذي نشر على صفحة المحافظة على فيسبوك إلى أن الحالة الصحية للناشط بنات تدهورت، ما استدعى نقله إلى مستشفى الخليل الحكومي، وبعد معاينته من الأطباء تبين وفاته، وتم إبلاغ النيابة العامة بذلك التي باشرت بإجراءاتها”، وفق البيان.
من جهته، نشر المحامي مهند كراجة ممثل منظمة “محامون من أجل العدالة” أن النيابة العامة في الخليل أكدت لرئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان المحامي فريد الأطرش وفاة الناشط نزار بنات بعد اعتقاله من الأجهزة الأمنية.
والناشط بنات من سكان دورا الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، يعمل في مجال النجارة منذ سنوات طويلة وهو مصمم ديكورات. وفي هذه الأيام لا يقيم بنات في بيته إثر ملاحقته من أجهزة أمن السلطة التي اقتحمت بيته ولم تجده.
الاناضول + فلسطين اون لاين+ الرسالة نت