تواصل الاحتجاجات في فرنسا تنديدا بمقتل الشاب نائل لليوم الخامس على التوالي

السلطات الفرنسية ضغطت على اسرة الشاب الجزائري القتيل للطلب من وسائل الاعلام عدم تغطية مراسم الجنازة والدفن

45 الف عنصر من الشرطة وقوات الدرك والعمليات الخاصة انتشروا في المدن الفرنسية معززين بالمدرعات والمروحيات والطائرات المسيرة

فرض حظر التجول في 20 مدينة فرنسية ومنع الشباب من دخول شارع الشانزليزيه واعتقال اكثر من 1330 شخص

صدامات عنيفة لليوم الخامس على التوالي في مدن مرسيليا ومونبيلييه وليون ونيس وستراتسبورغ وران ومونليسون

زجت السلطات الفرنسية بمزيد من القوات الامنية في الشوارع لمواجهة الاحتجاجات المتواصلة المنددة بقيام شرطي فرنسي بقتل الشاب الجزائري نائل المرزوقي بدم بارد من مسافة صفر.

نشرت فيه السلطات الفرنسية 45 الفا من قوات الشرطة والدرك المعززين بالمدرعات والمروحيات والطائرات المسيرة لمواجهة الاحتجاجات التي جرت لليلة الخامسة على التوالي وطبقت نحو 20 مدينة حظرا ليليا للتجول للحد من أعمال الشغب. واعتقلت اكثر من 1330 شخصا.

ونزل الالاف من عناصر الشرطة والدرك والإطفاء إلى الشوارع، مع وحدات النخبة المتخصصة وعربات مدرعة وطائرات مروحية لتعزيز الأمن في أكبر 3 مدن؛ باريس وليون (شرقا) ومارسيليا (جنوبا). وساد التوتر وسط مدينة باريس، وجرت اشتباكات متفرقة في مدن مارسيليا ونيس (جنوبا) وستراسبورغ (شرقا).

في حين أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت اتصالات هاتفية مع عدد من رؤساء البلديات القلقين من اتساع دائرة أعمال العنف. وفرضت السلطات الفرنسية في وقت سابق حظرا للتجول الليلي في نحو 20 مدينة، ومنها كلامارات، وكومبيين، وكلوس دي روز، ونويي-سور-مارن. وشمل الحظر بعض المدن برمتها، في حين طُبق في بعض الأحياء بمدن أخرى.

وضع مارسيليا

وكانت النقطة الأكثر سخونة في مرسيليا، حيث أطلقت الشرطة الغاز المدمع لتفريق مثيري شغب، وخاضت اشتباكات مع شبان في محيط وسط المدينة في ساعة متأخرة من الليل.

فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن الشرطة نفذت -مساء أمس السبت- حملة اعتقالات في جادة الشانزليزيه (وسط باريس)، إثر صدامات مع متظاهرين كانوا يحتجون على قتل شرطي الفتى نائل (17 عاما) الثلاثاء الماضي بضاحية نانتير (غربي العاصمة). وطلبت الشرطة من الشبان دون 18 عاما عدم التوجه إلى شارع الشانزليزيه.

كما أفاد مراسل الجزيرة باندلاع صدامات عنيفة مساء أمس السبت في مونبلييه (جنوبا)، مشيرا إلى أن الشرطة دخلت وسط المدينة لوقف عمليات النهب.

وفي ستراسبورغ، وقعت مناوشات عنيفة واستخدمت الشرطة الغاز المدمع لتفريق المحتجين، حسب المراسل أيضا.

وبالتزامن، شهدت مدينة نيس توترات أمنية، حيث تدخلت قوات الأمن بالمدرعات واستخدمت قنابل الغاز ضد المتظاهرين.

وتجددت المواجهات في ليون، وتحديدا في ضاحية فينيسيو (جنوب شرقي المدينة)، حيث ألقى شبان المفرقعات على الشرطة، وفقا لمراسل الجزيرة.

كذلك أفاد المراسل بوقوع مناوشات بين الشرطة ومتظاهرين في مدينة ران (شمال غربي فرنسا) وصدامات عنيفة ونهب وحرق لمتاريس في مدينة مونليسون (وسط البلاد).

اعتقالات وتعزيزات

وأعلنت وزارة الداخلية اعتقال 55 شخصا في مارسيليا، في حين قرر وزير الداخلية إرسال 200 شرطي إضافي للمساعدة في حفظ الأمن بالمدينة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في الشرطة قوله إن مارسيليا ومنطقة ليون بأكملها الأكثر تضررا من أعمال العنف الليلة الماضية.

وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إنها أوقفت 719 شخصا الليلة الماضية خلال أعمال العنف في عدة مناطق بالبلاد، وأضافت أن 45 عنصرا من الشرطة والدرك أصيبوا بجروح، وأن النيران أضرمت في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقا على طرق.

وصباح اليوم الأحد، قال رئيس بلدية لاي-لي-روز (جنوبي باريس) فنسان جانبران إن “مشاغبين” اقتحموا فجرا بسيارة منزله أثناء وجود زوجته وولديه فيه، ثم قاموا بإضرام النيران في المنزل. وأوضح جانبران -على تويتر- أن ما جرى “محاولة اغتيال جبانة بدرجة لا توصف”.

تشييع الضحية

وشُيع ظهر أمس السبت جثمان الفتى نائل الذي قتله شرطة فرنسي بدم بارد وسط موجة غضب شعبي واتهامات للشرطة بالعنصرية. ومنعت السلطات الفرنسية وسائل الاعلام من تغطية الجنازة والتشييع، من خلال الضغط على اسرة الشاب القتيل، التي طالبت وسائل الاعلام بعدم المشاركة في تغطية الجنازة والدفن

وشارك مئات الأشخاص في تشييع الفتى الراحل من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير بباريس.

ونقل الجثمان من دار جنازات نانتير إلى المسجد وسط أجواء متوترة للغاية بين مجموعات من الشباب والصحافة التي طلبت عائلة نائل عدم حضورها، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ونقلت الوكالة عن شاهد عيان أن التشييع انتهى في “هدوء شديد، في خشوع ومن دون تجاوزات”.

المصدر : الجزيرة + وكالات

Comments (0)
Add Comment