البابور العربي – متابعات
في مشاهد غير مسبوقة، نشر الاعلام الحربي في المقاومة الاسلامية فاصلاً بعنوان “جبالنا خزائننا” يحاكي منشأة عماد وما تحتويه من العديد من الراجمات الصاروخية والتجهيزات العسكرية .
واللافت في المقطع المصور، حجم المنشأة ومداها تحت الارض وما تحمله من رسائل للعدو الاسرائيلي بأن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات، وتنقّل راجمات الصواريخ وعناصر “حزب الله” بدرّاجاتهم النارية بين الأنفاق.
وظهر مقاتلو حزب الله داخل الأنفاق، التي تحتوي على شبكة إضاءة بالكامل، فضلاً عن أماكن بها أجهزة كمبيوتر واتصالات، خلال نقل شاحنات الصواريخ، إلى بوابات إطلاق تفتح بشكل آلي، تصطف عندها راجمات الصواريخ قبل استخدامها في القصف.
وتلوح بالأفق الكثير من التساؤلات، أبرزها: ما رسائل المقاومة في كشفها عن هذه المنشأة وعن بعضٍ مما تتضمّنه من لقطات قوية وفريدة، في وقتٍ تستنفر به “إسرائيل” تحسبًا لرد حزب الله ومحور المقاومة، على اغتيال القائد إسماعيل هنية، والقيادي في الحزب اللبناني فؤاد شكر؟ وكيف قرأها الإعلام العبري؟.
من جهته، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العميد منير شحادة إن هذا الفيديو يؤكد أن المقاومة اللبنانية ليست مردوعة ولا تخشى الحرب بل تستطيع قلب الطاولة في حال كانت تلعب أميركا على الوقت.
وأوضح شحادة، في حوار تلفزيوني، أن رد حزب الله على اغتيال شكر ليس له علاقة بالمفاوضات الجارية، في إشارته إلى زيارة هوكشتاين.
وأما الرسائل العسكرية، فيؤكد شحادة أن هذا العمق والحجم من الأنفاق بالجبال يعني أنها محمية جدًا ولا تستطيع إسرائيل الوصول إليها ولا جدوى من أي ضربة استباقية إسرائيلية.
وأضاف أن حزب الله يمتلك أكثر من منشأة من هذا الطراز، إلى جانب أن ترسانة الصواريخ لدى الحزب ضخمة وتستطيع الوصول إلى كل كيلومتر من شمال فلسطين المحتلة حتى جنوبها.
الفيديو مرتبط بالمرحلة الجديدة التي ارتقت إليها المواجهة وبشأن الفرق بين الفيديوهات السابقة والجديد، يوضح الخبير الإستراتيجي أن فيديوهات “هدهد 1″ و”هدهد 2” كانت لإبراز قدرات المقاومة التجسسية والاستطلاعية ولأهداف إستراتيجية إسرائيلية.
من جانبه، يعتقد الخبير بالشؤون الإسرائيلية علي حيدر أن الفيديو الجديد حمل رسالة تحذير للاحتلال مفادها عدم تجاوز الحد المعين في أي رد على رد حزب الله المتوقع، مشيرا إلى أن حزب الله أراد القول إن قدراته الصاروخية تمكنه من دكّ عمق إسرائيل الإستراتيجي.
وأكد حيدر، أن الفيديو مرتبط بالمرحلة الجديدة التي ارتقت إليها المواجهة، لافتا إلى أن المقاومة توظف أوراق القوة مقابل التهويل الأميركي.
وخلص إلى، أن الكشف عن هذه الأوراق يعني أن حزب الله انتقل من مرحلة القرار إلى التمهيد العملياتي، مضيفا أن الفيديو حسم محدودية قدرة إسرائيل على الرهان على الضربات الاستباقية.
وصفت وسائل إعلام عبرية، فيديو منشأة “عماد 4” بـ”التحذير الاستثنائي لحزب الله من داخل الأنفاق”، واستنفرت للتعليق والتعقيب على الفيديو، قائلةً: “انتهبوا لشبكة الأنفاق”.
ولفتت إلى أنّ الصاروخ يحمل اسم مغنية، مشيرةً إلى أنّ الصاروخ دقيق، وفق ما يقوله الحزب.
موقع “سروغيم” الإسرائيلي تعجّب من هذه القدرات الصاروخية، متسائلاً: “سلاح يوم القيامة؟”، مشيراً إلى أنّ حزب الله ينشر لمحة عن منشآته السرية.
الإعلام الإسرائيلي يستنفر
موقع “يديعوت أحرنوت” رأى أنّ حزب الله نشر فيلم تهديدات جديداً كشف فيه عن منشأة تحت الأرض: “أنفاق ضخمة، هكذا تبدو، مزودة بحواسيب وأضواء بحجم وبعمق يسمحان بمرور شاحنات بسهولة، وبالطبع دراجات نارية”.
وأضاف في وصفه المنشأة وراحة العمل فيها: “متاهة طويلة ومضاءة وشاحنات مرقمة تمر واحدة تلو الأخرى من دون إزعاج. وفي نهاية الفيلم، يمكن رؤية منصة إطلاق الصواريخ التي تطلق من تحت الأرض واسم المنشاة”.
فيما قال موقع “يديعوت أحرونوت”، إن المقطع “يظهر السرية التي تحيط بموقع القدرات الصاروخية لحزب الله، والمنشأة العميقة تحت الأرض البعيدة عن القدرات الاستخباراتية المعادية، كما توفر الحماية ضد الأهدف”.
بدورها، أقرّت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بأنّ “حزب الله يكشف للمرة الأولى مدينته تحت الأرض: شاحنات جاهزة لإطلاق صواريخ”.
وعلّق إعلام إسرائيلي آخر بالقول: “في قسم كبير من الفيلم، يُكشف جزء من شبكة الأنفاق الحقيقية للحزب التي يمكن استخدام أي وسيلة نقل ممكنة داخلها، باستثناء طائرة ركاب كبيرة”.
وسائل إعلام إسرائيلية أخرى ركّزت على “الأرض الصخرية الواسعة التي حُفرت فيها المنشأة”، وإرفاق كلماتٍ للسيد نصر الله، إضافة إلى الترجمة الواضحة لها باللغة العبرية، واصفةً الفيديو بـ”الدعائي المتقن”.
منصة إعلامية إسرائيلية قالت: “عدا الصاروخ نفسه الذي يظهر في فيديو حزب الله، يمكن أيضاً رؤية مسارات متشعبة تحت الأرض يتم فيها تخزين الصواريخ”.
واعتبرت وسائل إعلام للاحتلال أنّ ظهور عناصر حزب الله في منطقة واسعة تحت الأرض، مع إلصاق صور السيد نصر الله والشهيد مغنية وقائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية قاسم سليماني على الجدران هو جزء من الحرب النفسية.
المصدر: وكالة شهاب