معجزات معركة “سيف القدس”

غازي الذيبة

يبدو أن تداعيات الـ11 يوما من معركة سيف القدس، لن تتوقف، وأن أهدافها تتحقق على نحو قد لا يعجب بعضنا، ولكنه في المحصلة يعجبني، ويعجب كثيرين مثلي، يروا بأن المقاومة، ولا سواها، هي من تمتلك الحق بأن ترمي لأهداف، ستتوالد على نحو عنقودي، لتضع العدو في سلة المهملات على نحو تدريجي، كما يحدث الآن.
دعك من القصص الغبية، لمنجعين بملابسهم الداخلية في منازلهم، ويصورون فيها منتج المقاومة، على أنه إبر مسممة، تضع الفلسطينيين مرة أخرى على كف عفريت.
أساسا الفلسطيني لم يولد وفي فمه ملعقة ذهب، ليعيش حياته منعما. الفلسطيني منذ أدرك مصيبته مع هذا العدو، ووجوده على كف عفريت، ولن يخسر شيئا إذا تمكن من إشعال حريق هنا أو هناك، أو تثبيط مشروع ضده هنا أو هناك.
لقد حدث ما يشبه المعجزة في هذه المعركة:

  • إجماع كبير من الفلسطينيين على أنها تمثلهم، وأنهم يقفون معها، لييقينهم أن ضرب العدو، هو الطريق إلى تحريرهم من العبث الذي ارتضاه سياسيون منهم، حولوا القضية إلى مجرد مستنقع لأهوائهم ومصالحهم وعمالتهم.
  • انهيار مريع لما يسمى بالسلطة الفلسطينية، وترد مؤلم لحركة فتح.
  • خوف وترقب عند مطبعين، لما ستسفر عنه نتائج هذه التداعيات، والتي تتوضح يوما بعد يوم، من أن نهاية الصحوة الفلسطينية، لن تكون على غرار ما انتهت إليه صحوتهم في ثورة 1936، وهذه المرة ستكون صحوة، لن تدع لأي مطبع، ينخر جسم العمل المقاوم.
  • ارتباك غربي قيمي، هذا الغرب الذي يتحرك باستسلام لكذبة الدفاع عن إسرائيل ظالمة وظالمة، بدأت تخرج منه جيوب مناهضة لهذا الاستسلام، تحطم جدار الانحياز الغربي للعنصرية الصهيونية.
  • ارتفاع منسوب التعريف بعنصرية الصهيونية في العالم، وانسحاب الكثيرين من مؤيديها للخلف، وتقدم المناهضين لهذه الحركة الفاشية.
  • تصدع المشاريع التي انتجتها الصهيونية: صفقة القرن، والإبراهيمية، وما إلى ذلك من إيهامات بخلق عالم جديد، تكون الصهيونية فيه هي البطل، وفضح وحشيتها وتطرفها وعنصريتها.
    ** تعريف المطبع: هو ذلك الحيز الموجود بين الأسفل والأكثر سفالة، ويتنفس وينفد مهاما صهيونية، هي بالضرورة أفعال منحطة.

غازي الذيبة- صحفي وكاتب وشاعر فلسطيني

Comments (0)
Add Comment