عمان:
كشف البنك الدولي، مؤخرا، أن 52 % من الأطفال في الأردن في صفوف الابتدائي يعانون من “فقر التعلم”.
ويعرف “فقر التعلم” بأنه “النسبة المئوية للأطفال في سن العاشرة ممن لا يستطيعون قراءة قصة بسيطة وفهمها”؛ أي عدم القدرة على القراءة والفهم لنص قصير ومناسب في عمر العاشرة، وهو يحسب ضمن معادلة وضعها البنك تضم مجموعة من العوامل.
وكشف البنك، في تقرير صدر مؤخرا، أن 4 % من أطفال الابتدائي غير مسجلين في المدارس، ومستبعدون من التعلم في المدرسة.
وعن الفجوة الجندرية في الأردن لهذا المؤشر، أشار البنك الى أنه، وكما هو الحال في معظم البلدان، فإن فقر التعلم أعلى بالنسبة للذكور مقارنة بالإناث؛ إذ إن 55.3 % من أصل الذين يعانون من “فقر التعلم” من الذكور، و48.2 % من الإناث.
وأشار التقرير الى أن نفقات التعليم الابتدائي في الأردن لكل طفل تقدر بحوالي 1372 ألف دولار (972.74) سنويا؛ أي أقل بنسبة 75.3 % من متوسط منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و38.9 % أقل من متوسط البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى.
ووفقا للبنك، يجب أن يكون جميع الأطفال قادرين على القراءة بحلول سن العاشرة. كمسهم رئيسي في عجز رأس المال البشري، تقوض أزمة التعلم النمو المستدام والحد من الفقر. ويلخص هذا الموجز بعض الجوانب المهمة لمؤشر اصطناعي جديد، “فقر التعلم”، مصمم للمساعدة على تسليط الضوء على العمل وحفزه على معالجة هذه الأزمة.
ويشير إلى أن القضاء على فقر التعلم أمر ملح مثل القضاء على الفقر النقدي المدقع، التقزم، أو الجوع، وتظهر البيانات الجديدة أن أكثر من نصف جميع الأطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل يعانون من “فقر التعلم”.
ولعلاج “فقر التعلم”، يتم التركيز على القراءة؛ لأن كفاءة القراءة هي معيار سهل القياس في التعليم، كما أن القراءة هي بوابة الطالب للتعلم في كل المجالات الأخرى، وهي أساس للتعلم التأسيسي في مواضيع أخرى.
ويتم حسابه ضمن معادلة وضعها البنك الدولي، وقد طرح البنك المؤشر الجديد ضمن مؤشر رأس المال البشري؛ حيث وضع هدفا طموحا جديدا، وهو خفض معدل “فقر التعلم” إلى النصف على الأقل بحلول العام 2030.
وباستخدام قاعدة بيانات تم إنشاؤها بالاشتراك مع معهد الإحصاء التابع لليونسكو، يقدر البنك الدولي أن 53 % من الأطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل لا يمكنهم قراءة قصة بسيطة وفهمها بنهاية المرحلة الابتدائية.
وفي البلدان الفقيرة، تصل هذه النسبة إلى 80 %، وتعد هذه المستويات العالية من “فقر التعلم”علامة إنذار مبكر على أن جميع الأهداف التعليمية العالمية وأهداف التنمية المستدامة الأخرى ذات الصلة في خطر.
وفي كانون أول- ديسمبر 2013 قال وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات إن 100 ألف طالب على مقاعد الدراسة لا يستطيعون قراءة الحروف العربية أو الإنجليزية. حسب وكالة الانباء الاردنية (بترا)
وبين الذنيبات خلال مناقشة اللجنة المالية في مجلس النواب الاردني ، إن طلاب المدارس ممن يدرسون في الصفوف الثلاثة الأولى لا يستطيعون قراءة الحروف العربية أو الانجليزية وهم يشكلون نحو 22 بالمائة من إجمالي عدد الطلاب، أي ما يقارب 100 ألف طالب، مشيرا إلى أن الوزارة بصدد رفع السلم التعليمي إلى 13 عاما بدل 12 عاما من خلال النص على إلزامية مرحلة تعليم رياض الأطفال لحل هذه الإشكالية.
وبين الذنيبات أن رفع السلم التعليمي بحاجة إلى 160 مليون دينار لبناء مدارس جديدة وتعيين معلمين، لافتا إلى أن وزارة التربية بحاجة إلى 450 مدرسة خلال السنوات الخمس المقبلة بكلفة تقدر بنحو 450 مليون دينار.
وحول أوضاع المدارس بين الذنيبات، أن المدارس تعاني أوضاعا سيئة جدا في الأثاث والصيانة حيث لا يوجد في عدد من المدارس أبواب أو شبابيك وألواح دراسية، بينما يوجد في الوزارة نحو 10800 آذن بمعدل 3 أذنة لكل مدرسة.
وأضاف الوزير أن تعديل قانون التربية والتعليم من خلال النص على تسمية معلم المدارس وإلغاء مديرات التربية بالألوية من خلال إنشاء مديرات تربية مركزية في المحافظات وتحويل المديرات الحالية في الألوية إلى مراكز صيانة.
وأضاف أن القانون بحاجة إلى تعريف المعلم، حيث إن الإداريين في الوزارة يتمتعون بوضع أفضل من معلمي الميدان، وهذا ما أدى إلى هجرة المعلمين من الميدان إلى الوزارة.
وقال الذنيبات إن الوزارة ستعيد النظر بمديرية التدريب، وطالب بإخراج سلك التعليم من ديوان الخدمة المدنية من خلال إصدار نظام خاص لتعيين المعلمين من خلال امتحان تنافسي وهو ما يتطلب تعديل نظام الخدمة المدنية، مشيرا إلى أن الوزارة تستقبل نحو 300 معلم يتم تعيينهم وفق نظام الحالات الإنسانية وهم غير قادرين على أداء مهامهم.
وبين الوزير أن هناك 18 ألف جهاز حاسوب معطلة في وزارة التربية بسبب انتهاء عمرها التشغيلي، مشيرا إلى أن عملية أتمتة المدارس توقفت بسبب توقف المخصصات.
المصدر: الغد + رؤيا+ مواقع اردنية محلية