50 الف شخصية في العالم من بينهم رؤساء وملوك وصحفيين ورجال اعمال وشخصيات عامة قد استهدفوا بالتجسس
جهاز أمني مغربي استخدم برنامج “بيغاسوس” للتجسس على الملك وزوجته وابنه وابن عمه وحارسه الشخصي
هواتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء فيليب وأعضاء في حكومته على قائمة الأهداف برنامج “بيغاسوس”
التجسس على هاتف الرئيس العراقي والمكسيكي والجنوب افريقي وكل الزعماء اللبنانيين
الامارات والسعودية تجسست على هواتف 300 مسؤول لبناني وشخصيات لبنانية
السعودية طلبت من شركة NSO “بيغاسوس” الإسرائيلية التجسس على الطبقة السياسية في لبنان نيابة عن المملكة.
البابور – متابعات
فجر تحقيق استقصائي لتحالف من المؤسسات الإعلامية فضيحة تجسس عالمية استهدفت رؤساء دول وحكومات، وصحفيين ونشطاء وحقوقيين ببرنامج خبيث للهواتف الخلوية طورته شركة إسرائيلية. وقال التحقيق ان 50 الف شخصية في العالم من بينهم رؤساء وملوك وصحفيين ورجال اعمال وشخصيات عامة قد استهدفوا بالتجسس
وأفادت صحف “واشنطن بوست” و”غارديان” و”لوموند” وغيرها من وسائل الإعلام ومنظمة “فوربيدن ستوريز” غير الحكومية بأن برنامج “بيغاسوس” الذي طورته مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية قد استخدم لأغراض التجسس.
ومنذ نشر التقرير توالت المعلومات تباعا وزادت الأمور تعقيدا، فبعد الحديث عن استهداف الصحفيين والنشطاء والحقوقيين، تفجرت يوم الثلاثاء معطيات جديدة تفيد باستهداف قادة دول ورؤساء حكومات ومؤسسات سيادية في بعض الدول.
وفي التفاصيل، قالت منظمة “فوربيدن ستوريز” إن أرقام هواتف للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأعضاء في حكومته على قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج “بيغاسوس” الذي يشتبه باستخدامه من بعض الدول للتجسس على شخصيات مؤثرة. وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن هاتف ماكرون استهدف بعملية مراقبة “محتملة” لصالح المغرب.
كما كشفت الصحيفة أنه بين الأرقام التي اختارها جهاز أمني تابع للحكومة المغربية يستخدم برنامج “بيغاسوس” للتجسس، أرقام رئيس الوزراء إدوار فيليب و14 عضوا في الحكومة. وبحسب ما جاء في التقرير، فقد تم أيضا استهداف الرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور باستعمال البرنامج نفسه.
وتعليقا على ذلك، صرح الرئيس المكسيكي بأن التقرير الإعلامي الذي أشار إلى أنه وحلفاؤه كانوا هدفا لبرنامج التجسس “بيغاسوس”، تقرير “مخجل”.
وأشارت صحيفة “غارديان” البريطانية إلى أن “ما لا يقل عن 50 شخصا مقربين من لوبيز أوبرادور بين آخرين كثيرين، من المحتمل أن يكونوا مستهدفين من قبل الإدارة السابقة للرئيس إنريكي بينيا نييتو التي اشترت برنامج “بيغاسوس” من مجموعة NSO ومقرها إسرائيل”.
كما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن رقم هاتف الرئيس العراقي برهم صالح كان على قائمة تضم 50 ألف رقم تم اختيارها للتجسس عليها باستخدام برنامج “بيغاسوس” الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه لم يكن من الممكن تحديد ما إذا كان برنامج التجسس قد أصاب هاتف صالح أو ما إذا كانت هناك أي محاولة للقيام بذلك.
السعودية والامارات تتجسان على المسؤولين اللبنانيين
وفي مقال نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، أفادت باستهداف شخصيات لبنانية من قبل برنامج التجسس الإسرائيلي لصالح السلطات السعودية والإمارات خلال العامين 2018 و2019، وتشمل طيفا واسعا من الأسماء بدءا من رئيس الدولة ميشال عون ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري، وعدد كبير من الوزراء والصحفيين والسفراء مرورا بمدير الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، ورئيس البنك المركزي رياض سلامة، ومسؤولين تنفيذيين من “حزب الله”.
من جهتها ذكرت صحيفة “غارديان” أن قاعدة البيانات المسربة في قلب برنامج “بيغاسوس” تتضمن أرقام الهواتف المحمولة لكل من رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من 13 رئيسا بالإضافة إلى مسؤولين دبلوماسيين وقادة عسكريين وسياسيين كبار من 34 دولة.
وكشف تحقيق استقصائي نشر يوم الأحد، أن “نشطاء وصحفيين وسياسيين حول العالم استهدفوا بعمليات تجسس بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طورته شركة NSO الإسرائيلية”.
وأفاد التحقيق بأنه “يتم استخدام برامج ضارة من الدرجة العسكرية من مجموعة NSO ومقرها إسرائيل للتجسس على الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين”.
ويقول اتحاد 17 مؤسسة إخبارية، إنه “حدد أكثر من ألف فرد في 50 دولة اختارهم عملاء “إن إس أو” منذ 2016 للمراقبة المحتملة، بينهم قرابة 200 صحفي”.
من جهتها أفادت وحدة التحقيق في إذاعة فرنسا بأنه “من المحتمل أن يكون ملك المغرب محمد السادس ومقربون منه على قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج “بيغاسوس” الذي استخدم للتجسس على صحافيين وسياسيين”.
وذكرت الإذاعة في مقال نشرته على موقع “فرانس إنفو تي في” الإلكتروني أن “رقم هاتف الملك محمد السادس من الأرقام التي تم تحديدها كأهداف محتملة لبرنامج بيغاسوس”.
وأضافت: “لقد تمكنا مع شركائنا في الكونسورتيوم الذي أسسته “فوربيدن ستوريز” التي تتبع لها وحدة التحقيق التابعة لراديو فرنسا، من إثبات أن أحد أرقام الهواتف المدرجة على قائمة أجهزة الاستخبارات المغربية يعود للعاهل محمد السادس”. وتابعت أن “أرقام الهواتف الخليوية تشمل أرقام عدد كبير من أفراد العائلة المالكة مثل سلمى بناني زوجة الملك ووالدة ولي العهد”. وأشارت إلى أنه “تم استهداف الأمير مولاي هشام، أحد أبناء عمومة الملك، الذي يقع في الترتيب الرابع لخلافته”.
ولفتت إلى أنه “تم اختيار جميع مقربي الملك كهدف لبيغاسوس، وهم زوجته وابنتاهما وأخوه الأصغر الأمير مولاي إسماعيل وحتى مستثمر المزرعة التي يملكها”.
وأضافت أنه “من المحتمل أن يكون رجل الأعمال والصهر السابق للحسن الثاني فؤاد الفيلالي من المستهدفين أيضا، حيث تم إدخال أرقام هواتفه المحمولة الثلاثة (…) في النظام بالإضافة إلى رقم أخته وابنته (ابنة أخت الملك محمد السادس) بالإضافة إلى مهندسين معماريين فرنسيين مقيمين في الرباط كانا يعملان حينها في موقع بناء قصر بوزي كورسو، وهو فندق فاخر يقع في ليتشي بمنطقة بوليا في إيطاليا الذي كان يملكه فؤاد الفيلالي”.
وأكدت أنه “تم تحديد رقم محمد المديوري حمو محمد السادس والحارس الشخصي السابق للحسن الثاني الذي أعفاه الملك الحالي من مهامه في مايو 2000 وعضو في الشركة التي تدير أموال العائلة المالكة”.
التجسس على الرئيس العراقي
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن رقم هاتف الرئيس العراقي برهم صالح كان على قائمة تضم 50 ألف رقم تم اختيارها للتجسس عليها باستخدام برنامج “بيغاسوس” الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه لم يكن من الممكن تحديد ما إذا كان برنامج التجسس قد أصاب هاتف صالح أو ما إذا كانت هناك أي محاولة للقيام بذلك.
وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة “الغارديان” أن قاعدة البيانات المسربة في قلب برنامج “بيغاسوس” تتضمن أرقام الهواتف المحمولة لكل من رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من ضمن 13 رئيسا بالإضافة إلى مسؤولين دبلوماسيين وقادة عسكريين وسياسيين كبار من 34 دولة.
نددت الرباط بما وصفتها “الادعاءات الزائفة” حول استخدام أجهزتها الأمنية برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي للتجسس على هواتف الصحفيين، معربة عن استعدادها لتقديم أدلة “واقعية علمية”.
من جهتها أعلنت الحكومة المغربية أنها “ترفض هذه الادعاءات الزائفة، وتندد بها جملة وتفصيلا”، مؤكدة أنه “لم يسبق لها أن اقتنت برمجيات معلوماتية لاختراق أجهزة الاتصال، ولا للسلطات العمومية أن قامت بأعمال من هذا القبيل”.
بدورها، نفت الحكومة الهنغارية استخدام استخباراتها برنامج “بيغاسوس” للتجسس وأي تعاون لها على هذا الصعيد مع إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو: “المدير العام للاستخبارات أبلغني بأنه لم يحصل أي تعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية” على هذا الصعيد.
وقال بنجامين بارت، الثلاثاء في مقال تحت عنوان “في لبنان تراقب ممالك الخليجي أصدقاء وأعداء لها على حد سواء”، إلى أن قائمة الشخصيات اللبنانية المستهدفة من قبل برنامج التجسس الإسرائيلي لصالح السلطات السعودية والإمارات خلال العامين 2018 و2019، تشمل طيفا واسعا من الأسماء – بدءا من رئيس الدولة ميشال عون ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري وانتهاء بعدد كبير من الوزراء والصحفيين والسفراء مرورا مدير الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، ورئيس البنك المركزي رياض سلامة، ومسؤولين تنفيذيين من “حزب الله” اللبناني.
وبحسب المقالة فقد طلب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان من شركة “بيغاسوس” الإسرائيلية استهداف الطبقة السياسية في لبنان نيابة عن المملكة.
وذكر بارت أن القائمة تشمل حوالي 300 رقم هاتفي يبدأ ب، +961، مفتاح خط الجمهورية اللبنانية، مع أنه أشار إلى عدم إمكانية تحديد ما إذا كانت جميع هذه الهواتف تم اختراقها بواسطة ببرنامج “بيغاسوس” الخبيث.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز” إسرائيل سمحت لشركات رقابة الكترونية بالعمل لصالح السعودية وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في وقت سابق من هذا الأسبوع أن هذه المساعدة تم تقديمها في المملكة العربية السعودية، من بين دول أخرى.
من جهته، أكد وزير الدفاع بيني غانتس أمس الثلاثاء أن إسرائيل تعمل بشكل كامل ضمن القانون الدولي، مشيرا إلى أنه “يقوم حاليا بدراسة المعلومات المنشورة حول هذا الموضوع”. لكن مسؤولين آخرين في إسرائيل قالوا إن خطورة القضية وانعكاساتها المحتملة تستلزم “إجراءات وتصريحات أوضح” من الحكومة.
لكن مسؤولين آخرين قالوا إن مثل هذا التحقيق قد يعقد العلاقات مع العديد من الدول الحساسة، مثل السعودية والإمارات والمغرب والبحرين.
من وجهة نظرهم، لدى إسرائيل مصلحة راسخة وواضحة في التعاون مع حكام هذه الدول ضد التهديدات المشتركة، مثل إيران و”الإرهاب الإسلامي”، وفق تعبير الصحيفة، وقالوا إن مثل هذا التحقيق قد يحرج البعض منهم ويضر بشكل مباشر بالعلاقات الدبلوماسية.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها، أن إسرائيل سمحت سرا لمجموعة من شركات المراقبة الإلكترونية بالعمل لصالح حكومة المملكة العربية السعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة جاءت رغم المخاوف الدولية المتعلقة بقيام السعودية باستخدام برامج التجسس الإسرائيلية “لسحق” المعارضة في الداخل والخارج، خاصة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وأضافت الصحيفة أن مجموعة “NSO” الإسرائيلية ألغت عقودها مع السعودية بعد مقتل خاشقجي في 2018، لكن الحكومة الإسرائيلية شجعتها مع شركتين أخريين على مواصلة العمل مع المملكة، كما منحت الحكومة الإسرائيلية ترخيصا جديدا لشركة رابعة من أجل العمل مع السعودية، متجاوزة المخاوف المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، وفقا لمسؤول إسرائيلي كبير وثلاثة أشخاص مرتبطين بتلك الشركات.
وباعت الشركة باعت برنامج “بغاسوس” إلى السعودية عام 2017، وقامت المملكة بدورها باستخدامه في “حملة قاسية لسحق المعارضين في الداخل، ومطاردة أولئك الذين يعيشون خارج البلاد”.
وقالت الصحيفة، إن وزارة الأمن الإسرائيلية سمحت لشركة أخرى تدعى “كانديرو” للعمل مع السعودية، وكانت شركة “مايكروسوف” قد اتهمت “كانديرو” بتطوير برنامج معلوماتي استخدمته عدة حكومات للتجسس على أكثر من 100 صحفي وسياسي ومعارض ومدافع عن حقوق الإنسان حول العالم.
كما منحت إسرائيل تراخيص لشركتين أخريين على الأقل، Verint، التي تم ترخيصها قبل مقتل خاشقجي، وشركة Quadream، التي وقعت عقدا مع المملكة العربية السعودية بعد ذلك.
وبحسب صحيفة هآرتس، قامت شركة خامسة، وهي شركة Cellebrite ، التي تصنع أنظمة قرصنة مادية للهواتف المحمولة، ببيع خدماتها للحكومة السعودية، ولكن دون موافقة الوزارة.
المصادر: واشنطن بوست+ نيويورك تايمز + غارديان + لوموند + روسيا اليوم