ملامح توتر دبلوماسي تلوح في الأفق بسبب “فضيحة بيغاسوس”

بدأت ملامح توتر دبلوماسي بين الدول  تلوح في الأفق؛ بسبب عمليات التجسس الواسعة بواسطة البرنامج الإسرائيلي “بيغاسوس” التي نفذتها أجهزة أمنية واستخباراتية ضد صحافيين ونشطاء حقوقيين وسياسيين.

وانفجرت الفضيحة العالمية الجديدة للتجسس الأحد الماضي بفضل التحقيقات التي قامت بها مجموعة “فوربدين ستوري” بدعم 17 صحيفة عالمية منها لوموند والغارديان وواشنطن بوست ثم أمنستي إنترناشيونال التي حصلت على لائحة تضم 50 ألف رقم هاتف من شتى أنحاء العالم قامت أجهزة استخبارات بالتجسس عليها. وحسب المعطيات التي تم نشرها يوم أمس، انفردت المكسيك بالصف الأول بالتجسس على 15 ألف رقم، تليها المغرب والإمارات بعشرة آلاف رقم، ثم دول عربية أخرى مثل السعودية والبحرين وكذلك من الاتحاد الأوروبي مثل هنغاريا.

وعمليا، يفترض استعمال بيغاسوس للتجسس فقط على الإجرام المنظم والإرهاب كما تؤكد الشركة المصنعة في ميثاقها، لكن ومنذ سنة 2016، تقوم الدول بالتجسس على هواتف السياسيين والصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان. وجرى نشر أسماء صحافيين جرى التجسس عليهم بواسطة بيغاسوس من المغرب وإسبانيا وفرنسا والإمارات والمكسيك والهند والسعودية ضمن دول أخرى.

وبدأت عملية التجسس تشير إلى وقوع توتر دبلوماسي، فقد كانت ردود فعل بعض الدول قوية ضد التجسس مثل فرنسا التي انتقدت تعرض مواطنيها للتجسس من طرف جهات أخرى، في إشارة إلى المغرب. ثم هنغاريا التي تعرضت لانتقادات الاتحاد الأوروبي. ورغم نفي بعض الدول التجسس، سيتفاقم بدون شك التوتر، بعدما بدأ القضاء في دول أوروبية والبداية مع فرنسا يحقق في الجهات التي تجسست على الصحافيين والسياسيين الفرنسيين، حيث من المحتمل توجيه اتهامات إلى مسؤولي دول أخرى.

ومن ضمن المعطيات المثيرة، أن بداية التجسس كانت سنة 2016، وانفجرت فضيحة كبرى سنة 2019 عندما جرى اكتشاف تجسس هذا البرنامج على الهواتف التي تستعمل تطبيق واتساب، وتقدمت الشركات الرقمية الكبرى فيسبوك ومايكروسوفت وأمازون وغوغل بدعوى في محكمة سان فرانسيسكو ضد الشركة الإسرائيلية. ويعتقد أن هذه الدعوى كانت وراء اتخاذ الشركة الإسرائيلية قرارا بعدم تسهيل عملية التجسس على الهواتف التي تحمل أرقاما أمريكية ثم بريطانية، أي أن محاولات التجسس على هذه الهواتف يكون مآله الفشل باستثناء من تستهدفه إسرائيل لمصالحها القومية شخصيا وليس دول أخرى.

وكشف مصدر من الذين جرى التجسس عليهم لـ”القدس العربي” تعرض “هاتفه وهاتف زوجته وهاتف السكرتيرة وهاتف السائق الذين يحملون أرقاما محلية (في بلد عربي) للتجسس، لكن لم يتم اختراق رقمه الأمريكي”. ويضيف: “لمّا سألت، أخبروني أن الشركة الإسرائيلية برمجت بيغاسوس لكي تفشل الدول التي اقتنت البرامج في التجسس على الأرقام الأمريكية، والاحتمال الكبير بإضافة إن إس أو الأرقام البريطانية إلى لائحة الدول التي يصعب التجسس عليها بعد فضيحة 2019 وتفادي القضاء الأمريكي والبريطاني، ولكن يجب انتظار الإفراج عن التقرير ومعرفة على من جرى التجسس وأين فشلت محاولات الاختراق”. خاصة أن عددا من الصحافيين البريطانيين والأمريكيين كانوا ضمن عشرات الألاف التي تعرضت هواتفهم للتجسس.

ومن ضمن المعطيات المثيرة في الوقت ذاته، هي تعرض بعض الأرقام التي تعود إلى صحافيين ونشطاء حقوقيين للتجسس من طرف عدد من الدول العربية في آن واحد خاصة بين 2017 إلى 2019.

القدس العربي

Comments (0)
Add Comment