كلّف الملك المغربي، محمد السادس، الجمعة، رجل الأعمال، عزيز أخنوش بتشكيل الحكومة، بعد فوز حزبه التجمع الوطني للأحرار بأغلبية مقاعد مجلس النواب، خلال انتخابات الثامن من سبتمبر الجاري.
وبموجب الفصل 47 من دستور عام 2011، يعين الملك رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب، وعلى أساس نتائجها.
وغداة إعلان فوز التجمع الوطني للأحرار بـ102 مقعدا، أعلن أخنوش استعداده للعمل بثقة ومسؤولية مع كل الأحزاب التي تتقاطع مع حزبه في المبادئ والبرامج. وقال إن النتيجة التي حصل عليها حزبه تعد انتصارا للديمقراطية ولروحها وقواعدها.
وكان حزب التجمع الوطني للأحرار، وعد بخلق مليون فرصة عمل، لتعزيز الاقتصاد بعد جائحة كورونا، والتوسع في التأمين الصحي لكل المغاربة، وزيادة رواتب المعلمين وتقديم معاش للمتقاعدين وكبار السن.
وأكد الحزب بمناسبة هذه الانتخابات صدارته المشهد السياسي، وذلك بتحقيقه المرتبة الأولى في المجالس المحلية (9995 مقعدا) والجهوية (196 مقعدا)، ما يؤهله لرئاسة المدن الكبرى ومجالس الجهات الـ12، يليه حزبا الأصالة والمعاصرة والاستقلال.
ومني حزب العدالة والتنمية الإسلامي بهزيمة قاسية في الانتخابات التي جرت، الأربعاء، في المغرب، أرجعها مراقبون إلى “تليين خطه السياسي” منذ إعفاء الملك زعيمه السابق عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة قبل خمسة أعوام وإلى الانقسامات الداخلية.
وبعد توليه رئاسة حكومتين ائتلافيتين لعشر سنوات في أعقاب الربيع العربي العام 2011، انهار الحزب الإسلامي المعتدل مكتفيا بـ12 مقعدا برلمانيا مقابل 125 في البرلمان المنتهية ولايته، وفق النتائج التي أعلنت ليل الأربعاء الخميس.
أخنوش الذي يوصف بالمقرب من القصر،، لعب دورا أساسيا في تشكيل الحكومة المنتهية ولايتها وتولى فيها حزبه وزارات أساسية مثل الاقتصاد والمالية والصناعة والسياحة. كما شارك في الحكومات المتعاقبة منذ 23 عاما، باستثناء فترة قصيرة بين 2012 و2013.
وكان حزب التجمع الوطني للأحرار جزءا من ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية في الحكومتين السابقتين.
أخنوش (وسط) ضمن قائمة فوربس للأثرياء العرب لعام 2021
ومنذ عام 2007 وحتى الآن، يتولى رئيس الحكومة المرتقب، منصب وزير الزراعة، بتعيين من العاهل المغربي.
وأخنوش هو رجل أعمال وملياردير، وتعتبره مجلة “فوربس” أغنى شخص في المغرب، بحسب ما تنقل فرانس برس.
وقد صنفته “فوربس” ضمن قائمة الأثرياء العرب لعام 2021، وتحديدا في المرتبة 13 بالشرق لأوسط، و1664 عالميا.
وبحسب “فوربس”، وصلت ثروة أخنوش (60 عاما) إلى 1.9 مليار دولار عام 2021، وهو صاحب الحصة الأكبر في مجموعة “أكوا” التي أسسها والده وشريكه عام 1932. وتقدر قيمة المجموعة بمليارات الدولارات، ولديها استثمارات عدة منها في قطاعات الغاز، البترول، والكيماويات.
وولد أخنوش في مدينة تافراوت (جنوبي المغرب) عام 1961، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، بحسب موقع وزارة الفلاحة والصيد البحري. ويشغل منصب عضو في المجلس البلدي لمدينة تافراوت، كما أنه رئيسا لجهة سوس ماسة درعة منذ 2003.
وحصل على شهادة في التسيير الإداري بجامعة شيبروك الكندية عام 1986، ومن ثم عاد إلى المغرب ليترأس بعدها مجموعة والده “أكوا”.
وإلى جانب مهامه الوزارية، يتمتع أخنوش بعضوية مجموعات مهنية واجتماعية في كل من مكتب الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مجلس إدارة “البنك المغربي للتجارة الخارجية”، مؤسسة “أكاديميا”، مجلس إدارة “بنك المغرب”. كما كان رئيسا لتجمع النفطيين المغاربة.
وشارك أخنوش في اللجنة التي أسسها الملك الراحل الحسن الثاني عام 1999، لتحديث وإصلاح الاقتصاد المغربي، وعرفت حينها بـ”مجموعة 14″.
وعلى صعيد الجمعيات، يرأس جمعية “حفل التسامح” التي تنظم سنويا حفلا ينشر قيم التسامح بمدينة أكادير، كما أنه عضو في كل من مؤسسة محمد الخامس لحماية البيئة، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. وعبر أخنوش عن استعداده “للعمل بثقة ومسؤولية مع كل الأحزاب التي تتقاطع معنا في المبادئ والبرامج”
كان العنوان الأبرز للانتخابات المغربية النكسة الكبيرة التي مني بها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، تصدر التجمع الوطني الأحرار النتائج وبات الحزب الذي سيبدأ المشاورات لتشكيل الأغلبية الحكومة المغربية القادمة، أغلبية يقول مراقبون إنها ستكون مريحة في غياب الإسلاميين.
وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 50.35 في المئة وفق وزير الداخلية المغربي، علما أن الاقتراع شمل للمرة الأولى في تاريخ المملكة في اليوم نفسه الانتخابات البرلمانية (395 مقعدا) والمحلية والجهوية (أكثر من 31 ألفا)، ما ساهم في رفع نسبة المشاركة.
المصدر: الحرة