اتهامات شعبية للسلطة بأنها “مرشد” الاحتلال لكشف المقاومين عن عملية زعترة

بعد أيام قليلة من تنفيذ عملية إطلاق نار فدائية عند حاجز زعترة بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، برز دور مشبوه لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية من خلال وجودها بالقرب من سيارة منفذي العملية، ثم وصول قوات الاحتلال الإسرائيلي إليها ومعاينة المركبة التي تم العثور عليها في قربة عقربا. وظهر دور بارز لأجهزة أمن السلطة في تبليغ الاحتلال عن سيارة منفذي عملية نابلس، حيث ذكرت القناة 12 العبرية، أن أمن السلطة أبلغ سلطات الاحتلال بخط سير ومكان المركبة.

تنسيق أمني

القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس وصفي قبها، قال إن ما قامت به أجهزة أمن السلطة من تبليغ عن موقع سيارة منفذي عملية نابلس لسلطات الاحتلال “لم يعد أمرا غريبا عليها، بل يأتي ضمن التنسيق الأمني بينهما”. وأضاف قبها في حديث لصحيفة “فلسطين” أن أجهزة أمن السلطة تعمل على كشف ظهر المقاومة من خلال مساعدة الاحتلال بعد كل عملية فدائية في الوصول إلى منفذيها عبر إعطائه خارطة القرى ومعلومات أمنية تكشف أماكن وجودهم.

ولفت إلى أن أجهزة أمن السلطة سبق أن قدمت معلومات عن منفذي عمليات فدائية من خلال تقديم صور الكاميرات للاحتلال، وخط سير انسحاب المنفذين، وهو ما أدى إلى اعتقالهم.

ونبه إلى أن إبلاغ السلطة عن سيارة منفذي عملية نابلس شهد إشادة واسعة في الصحافة العبرية التي وصفت ما قامت به أجهزة أمن السلطة بأنها “جهود مخلصة وكبيرة ومهمة لصالح الأمن الإسرائيلي”. وأشار قبها إلى أن السلطة لا توقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال مطلقًا، وتواصل تقديم المعلومات الأمنية له ليل نهار.

وقال المختص في الشأن العبري سعيد بشارات إن أجهزة أمن السلطة هي من أبلغت الاحتلال عن مكان وجود سيارة منفذي عملية حاجز زعترة، مضيفا أن قنوات 11 و12 و13 العبرية وصحفيين إسرائيليين تحدثوا بشكل واضح أن السلطة هي من أبلغت جيش الاحتلال عن مكان السيارة في عقربا. وأوضح بشارات في حديث لـ”فلسطين” أن الإعلام العبري تحدث عن سرعة الشباب الفلسطينيين في إحراق المركبة، ووجود حملة شعبية لإزالة توثيق الكاميرات، لعدم كشف منفذي العملية، مبينًا أن الأمر لقي استجابة واسعة من المواطنين في إزالة ما وثقته الكاميرات بمنطقة تنفيذ العملية.

غضب شعبي

وعمّت حالة من الغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي إزاء وصول عناصر أجهزة أمن السلطة مكان سيارة منفذي العملية، ومن ثم وصول قوات الاحتلال إلى المكان. وأكد عدد من سكان قربة عقربا في منشورات عبر حساباتهم في “فيسبوك” أن أجهزة أمن السلطة أول من وصلت إلى السيارة، ثم قامت بإبلاغ جيش الاحتلال الذي وصل سريعًا إلى المكان.

وكتبت رغدة المقدسية عبر حسابها: “أجهزة السلطة تعثر على السيارة التي استخدمت في عملية زعترة داخل قرية عقربا جنوب شرق نابلس، وقاموا بتبليغ الاحتلال عنها عن طريق الارتباط العسكري”. ونشر الناشط حكيم جابر عبر حسابه مشاهد من أحد بيوت الشباب الذين اعتقلتهم أجهزة أمن السلطة، وقال: “مخابرات سلطة فتح اقتحمت بيتًا في بلدة ترمسعيا يعود لأقارب صاحب السيارة التي نُفذت فيها عملية زعترة وحققت معهم، والليلة (قبل الماضية) اقتحم الاحتلال منزلهم واعتقلوا الشاب أحمد شلبي الذي يبلغ من العمر (١٦) سنة”.

وقال ياسين عز الدين في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”: إن “أجهزة أمن السلطة عثرت في قرية عقربا على سيارة يرجح أنها استخدمت في عملية زعترة وفيها آثار رصاص جنود الاحتلال، وقامت بتبليغ جيش الاحتلال الذي اقتحم بدوره القرية وسط مواجهات عنيفة مع الشبان”. وبين عز الدين أن شباب القرية أحرقوا السيارة لإخفاء البصمات وأي أدلة أخرى. وأعلن جيش الاحتلال اعتقال عدد من المواطنين في قرية عقربا، والاستيلاء على المركبة التي تم الكشف عن مكانها بالتعاون مع السلطة. والأحد الماضي، أصيب 3 مستوطنين، منهم اثنان بجروح خطرة، في إثر عملية إطلاق نار على حاجز زعترة.

القدي اون لاين

Comments (0)
Add Comment