اللواء كالمان: “إسرائيل” محاطة بالاصدقاء وناشطة في الخليج.. واتفاقات “أبراهام” الحدث الأكبر منذ 30 عاما

قال رئيس الإدارة الاستراتيجية في جيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء تال كالمان: ان “اتفاقيات «ابراهام» تمثل الحدث الأكبر منذ ثلاثين عامًا الماضية. وهي تغير الطريقة التي ننظر بها الى الشرق الأوسط، فلم نعد الدولة المعزولة التي لا تفعل شيئاً سوى حماية نفسها. فاسرائيل اليوم محاطة بأصدقاء، وأصدقاء محتملين في المستقبل،وهذا يعني على المستوى الاستراتيجي أن المنطقة متجهة إلى مزيد من العلاقات والتعاون الدولي” ، وأردف “باعتقادي من اهم الأشياء التي حدثت لإسرائيل على المستوى الاستراتيجي لسنوات عديدة“.

وأضاف في مقابلة مع جريدة الايام البحرينية، هي الأولى من نوعها لمسؤول اسرائيلي: “هناك الكثير من الأحداث والتغيرات الكبيرة التي تحدث في الشرق الأوسط. والتي أعتقد أنها ستغير الشرق الأوسط لسنوات طويلة في المستقبل.. ونتطلع ان يكون لدينا اتفاقيات سلام مع دول أخرى في المنطقة ومنها دول لدينا علاقات معها غير معلنه بشكل رسمي”.

وقال: “إن اتفاقيات ابراهام تشكل فرصة لإقامة شرق أوسط جديد، حيث تفتح المجال لإنشاء محور معتدل يضم إسرائيل والبحرين والامارات والأردن ومصر، ودول أخرى قد تنضم اليه مستقبلاً”

وقال: “اعتقد أن الفرص المفتوحة للاتفاقات على الجانب العسكري، كما قلت بدأنا باتفاقات مدنية، وأرجو أنه خلال الأشهر القليلة القادمة سيكون هناك اتفاقات عسكرية. وعلاقات عسكرية ثنائية. يمكننا أن نبدأ الحديث عن العديد من جوانب التعاون العسكري. واولها التعاون الاستخباراتي“.

وتابع: “هناك فرصة أن نرى إسرائيل ضمن هيكل متعدد الأطراف في المنطقة.. نحن نفهم أن تكون إسرائيل ناشطة في الخليج

وفيما يلي نص المقابلة:
اتفاقيات ابراهام ستغير الشرق الأوسط
سأبدأ من اتفاقية ابراهام، وقعت مملكة البحرين ودولة إسرائيل اتفاقية سلام «اتفاقية ابراهام» التي تعتبر بمثابة الدخول في حقبة جديدة تقوم على مبادئ السلام، وإقامة علاقات دبلوماسية والتعاون في مختلف المجالات بين البلدين.. كيف ترون هذه الاتفاقية من موقعكم في الجيش الإسرائيلي؟

أود أن أبدأ إجابتي من مشهد أوسع من النظر إلى البلدين. فهذا يجعلنا ندرك معنى الاتفاق بشكل أكبر. من وجهة نظري – وهي وجهات النظر الإسرائيلية – هناك الكثير من الأحداث والتغيرات الكبيرة التي تحدث في الشرق الأوسط. والتي أعتقد أنها ستغير الشرق الأوسط لسنوات طويلة في المستقبل. بالطبع، هناك جانب التحديات وهناك جانب الفرص.

أريد أن أبدأ بالتحديات، لأن على جانب الفرص نجد أن الاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والبحرين هي جزء من صورة تحرك أكبر، قد يؤدي إلى فرص كبيرة جدًا للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط – وهو ما اتمناه،.

أود ان اركز على التحديات. ففي إسرائيل عندما نستيقظ في الصباح وننظر إلى العالم، كنا نرى إننا دولة جديدة- بعد ولادة الدولة في القرن الماضي- وكنا معزولين بدرجة كبيرة وفي نفس الوقت محاطين بالأعداء، وخضنا عددًا من الصراعات والحروب العنيفة. وأعتقد أن هذا الواقع بات يتغير الآن، واليوم عندما ننظر إلى الشرق الأوسط فإننا نرى أن التحدي الأكبر للشرق الأوسط هو إيران. فهي مركز كل تحرك سلبي في الشرق الأوسط. من وجهة نظر إسرائيل، وكذلك وجهة نظري، أود التأكيد على اننا في إسرائيل ليس لدينا مشكلة مع الشعب الإيراني، وهناك أكثر من 80 مليون إيراني نتمنى لهم ان يعيشوا في سلام واستقرار وازدهار. لكن المشكلة هي النظام الإيراني، وهو نظام متطرف، يرغب في نشر الثورة خارج إيران. وهو مستعد أن يجعل الشعب الإيراني يدفع ثمنًا غاليًا جدًا لعشرات السنوات من أجل نجاح نشر الثورة داخل إيران وخارجها. والتأثير على الدول الأخرى، وبناء نفسها كقوة إقليمية. هذه المشكلة ليست فقط تستهدف إسرائيل، بل تستهدف جميع الدول في الشرق الأوسط التي ترغب في السلام والازدهار-. ولكن بالنسبة لإسرائيل، فإن أحد اهداف هذا النظام هو محو إسرائيل من الخريطة.


لبنان المشروع الاستراتيجي الأقدم لإيران
هل تعني التهديد من الحدود الشمالية – لبنان؟

ليس فقط من خلال لبنان، بلا شك إن لبنان هي المشروع الاستراتيجي الأقدم لإيران في المنطقة. ولكن إيران موجودة في سوريا، حيث هناك فيلق القدس في سوريا، كما أنها تبني قدراتها في العراق واليمن. وفي غزة. فإيران تبني قدرات عسكرية وصاروخية أقرب إلى إسرائيل وأقرب إلى دول أخرى. ونحن نرى أن هذا أكثر الأشياء سلبية في الشرق الأوسط، وهو أمر لا يهم فقط إسرائيل، بل جميع شركاء إسرائيل وأصدقائها في المنطقة. حقيقة نحن نعتقد أن إيران مشكلة عالمية. وفي نهاية اليوم، إذا استطاعت إيران الوصول إلى قدرات نووية فسيكون هناك سباق نووي في الشرق الأوسط. حيث ستسعى دول أخرى للحصول على سلاح نووي. وهذا ليس الطريق للتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. هذا من الجانب السلبي للوضع. ونحن بدورنا نسعى لمنع ذلك بطرق كثيرة منها دبلوماسية واقتصادية وكذلك عسكريًا. وجزء من عملي هو بناء الخطط والقدرات الإسرائيلية للصراع مع إيران.

نحن لا نريد الصراع ولا نريد الحرب. ونريد حل هذه المشكلة بالطرق الدبلوماسية. ولكن عندما يكون امامنا طرف عدواني يقوم ببناء قدراته العسكرية، فعلينا أن نكون مستعدين للسيناريوهات الأخرى. واليوم أمامنا محور تقوده ايران وتطرحه كـ محور شيعي متطرف، ويضم كلا من ايران والعراق وسوريا ولبنان، وهو يحيط بنا من الشمال والشمال الشرقي، وهذا أمر يجب ان نشعر بالقلق اتجاهه.

بالعودة الى التوقعات حيال اتفاقية ابراهام، لقد بدأت إسرائيل كدولة معزولة، وفي العقود الأخيرة وقعنا اتفاقيات سلام مع كل من مصر والأردن، واليوم لدينا علاقات مدنية واقتصادية وعسكرية مع هاتين الدولتين. فإذا كانت إسرائيل تعتمد في الماضي على مبدأ أن ندافع عن أنفسنا بأنفسنا. فإننا الآن قد عدلنا استراتيجيتنا لنتعاون مع شركائنا. لأن لدينا شركاء في المنطقة. وأعتقد أن هذا الامر في مصلحة كل من الأردن ومصر كذلك. وقد شكلت الاتفاقيات التي وقعناها مع البحرين والإمارات والسودان والمغرب الخطوة التالية ما بعد السلام مع مصر والأردن، وأتمنى أن يكون هناك المزيد من الاتفاقات في المستقبل. هذه الاتفاقيات تفتح المجال لإنشاء محور معتدل، بدء من دول الخليج – البحرين والإمارات ربما في المستقبل عمان وقطر والسعودية – والأردن ومصر، ويمكن كذلك أن يضم اليونان وقبرص. لإقامة سلسلة من الدول التي لديها ذات الاهداف، وتسعى للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط. وهذا – باعتقادي- من اهم الأشياء التي حدثت لإسرائيل على المستوى الاستراتيجي لسنوات عديدة. في ذات الوقت، عندما يستيقظ قادة ايران ويرون هذه الاحتمالات امامهم، فهذا أمر سلبي من وجهة النظر الإيرانية.


هل هذا يعني إن اتفاقية «ابراهام» عززت من استراتيجية الدفاع الإسرائيلي؟

هل عززت من موقف إسرائيل الدفاعي؟- نعم بلا أدنى شك، كما ذكرت سابقاً، كان لدينا في السابق اتفاقيات فقط مع مصر والأردن، وكانت بالطبع خطوة مهمة لان هذه الدول على حدودنا. لكن اليوم اتفاقية «ابراهام» تمثل الحدث الأكبر منذ ثلاثين عامًا الماضية. وهي تغير الطريقة التي ننظر بها الى الشرق الأوسط، فلم نعد الدولة المعزولة التي لا تفعل شيئاً سوى حماية نفسها. اليوم إسرائيل محاطة بأصدقاء، وأصدقاء محتملين في المستقبل، حيث نتطلع ان يكون لدينا اتفاقيات مستقبلية معهم. وهذا يعني على المستوى الاستراتيجي أن المنطقة متجهة إلى مزيد من العلاقات والتعاون الدولي. فالجيش الإسرائيلي أسس ليكون قوياً وجيداً ومغلقاً. ويعتمد على قدراته الخاصة، لكن اليوم لدينا فرصة للتعاون الاستخباراتي، وتبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب. وكذلك التدريب مع الدول الأخرى. وهذا تغير استراتيجي كبير. اذ لم نعد فقط نحمي انفسنا على حدودنا، بل أصبح لدينا عمق استراتيجي.


إلى أي مدى يخدم هذا العمق الاستراتيجي إسرائيل في حربها الصامتة مع ايران، وكذلك دول المنطقة التي تواجه تحديات وتهديدات من ايران؟

كما ذكرت، اليوم ايران تشكل الجانب السلبي في الشرق الأوسط. وأنا أتكلم من وجهة نظر إسرائيل، وليس وجهة نظر البحرين، ولا أعتقد أن وجهات نظر البحرين بعيدة عن وجهات نظرنا إزاء الدور الذي تلعبه ايران في المنطقة. فإيران هي المشكلة الأكبر في مسألة الدفاع الوطني. لذلك فإن الاتفاقات المشتركة في الجانب الدفاعي ليست هي الحل، بل هي جزء من الحل، فهي لن تجعل ايران تختفي، ولكنها سوف تصنع توازنا بين نظام متطرف يحاول دعم الإرهاب وبناء قدرات عسكرية، وبين أنظمة لديها استقرار قوي وقدرات كبيرة في المجالات العسكرية والاقتصادية. كما ان التعاون مع دول أخرى يخلق توازنا بين التحركات السلبية والتحركات الإيجابية في الشرق الأوسط. لذلك نتطلع ان يكون لدينا اتفاقيات سلام مع دول أخرى في المنطقة ومنها دول لدينا علاقات معها غير معلنه بشكل رسمي، ونرى ان وضع هذه العلاقات على الطاولة سيخلق المزيد من التقدم. كذلك أؤمن ان اللقاءات تخلق العديد من الفرص للتعاون، لذلك أتطلع للقاء زملائي في الجانب البحريني، حيث سندرك أن هناك الكثير من الفرص أكثر بكثير مما تخيل أي منا قبل أن نلتقي. لأنه عندما يلتقي الناس تولد الفرص. الامر الآخر، هي ان علاقاتنا مع البحرين ليست فقط علاقات ثنائية، بل نريد ان نقيم علاقات قوية مع البحرين، ونتعلم من البحرين، وان نقيم حواراً مشتركاً على المستوى الاستراتيجي والعسكري. اعتقد ان الوضع مختلف عن ما كان عليه قبل 30 عاماً، حيث كان لدينا فقط شريكين «مصر والأردن» اليوم يمكن أن تجلس على الطاولة الولايات المتحدة وإسرائيل مع البحرين والأردن ومصر والامارات، ونأمل ان يكون هناك المزيد من الدول في المستقبل.

دفع المشهد الجيوسياسي الذي رافق إقامة دولة إسرائيل باتجاه جعل القدرات العسكرية والدفاعية والتسليح أولوية قصوى بالنسبة لدولة فتية كانت علاقاتها مع جيرانها على الحدود هي سياج وحروب وصراعات، هذا الواقع جعل اسرائيل اليوم تتمتع بقدرات عسكرية قوية في المنطقة، عندما نتحدث عن القوة الجوية- وأنت شخصيا كنت طيار- وكذلك سلاح البحرية الإسرائيلية، والقدرات الأمنية.. بتقديركم هل يمكن ان تلعب إسرائيل دورًا في تعزيز امن المنطقة؟ أي ان نرى خطة عمل عسكري مشترك ضمن تحالفات عسكرية؟

لدي ثلاثة أمور كي أجيب على سؤالك. نعم صحيح ما ذكرتيه، نظرا لظروف تاريخ نشأة دولة إسرائيل، بات لدى إسرائيل قدرات وخبرات عسكرية قوية، نعم انا حزين لما ذكرتيه، لكنه هذا الواقع الذي ولدنا فيه، ولدينا كذلك صناعات عسكرية قوية جدا. لأن استراتيجيتنا عند إقامة الدولة، كانت بناء الدولة وقدراتها لكي نحمي أنفسنا بأنفسنا. فقد أقمنا صناعات عسكرية قوية، لأننا ندرك عدم إمكانية الاعتماد على شراء قدرات عسكرية من خارج إسرائيل.

بالطبع القدرة العسكرية الكبيرة لإسرائيل تمنحها الكثير من الردع. أي ان تردع الأعداء. أعتقد أن إيران ووكلاءها حزب الله في لبنان المليشيات في العراق، الإيرانيون في سوريا يتم ردعهم. فهذه المنظمات عقيدتها قائمة على محو إسرائيل من الخارطة. أعتقد أن هذا الردع مهم جدًا للاستقرار في المنطقة. وأعتقد أن القدرات العسكرية الإسرائيلية هي شيء يمكن أن تضيفه اسرائيل إلى المنطقة. الامر الاخر هو انني اعتقد أن الفرص المفتوحة للاتفاقات على الجانب العسكري، كما قلت بدأنا باتفاقات مدنية، وأرجو أنه خلال الأشهر القليلة القادمة سيكون هناك اتفاقات عسكرية. وعلاقات عسكرية ثنائية. يمكننا أن نبدأ الحديث عن العديد من جوانب التعاون العسكري. واولها التعاون الاستخباراتي، فـلدى إسرائيل استخبارات متقدمة جداً، وكذلك البحرين لديها استخبارات جيدة جداً، وهي قريبة من أماكن مهمة لنا في المنطقة. لذلك التبادل الاستخباراتي سيساعد على فهم أفضل للجانبين. هذا جانب،

الجانب الثاني، هو كل ما يتعلق بالدفاع. لدينا خبرات كبيرة في الدفاع. الدفاع على الأرض أو ضد الطائرات أو الصواريخ، ضد الطائرات. أعتقد أن هذا مجال لدينا فيه خبرات كبيرة، ويمكننا استكشاف كيف يمكن التعاون فيه. أعتقد الجانب الثالث هو مكافحة الإرهاب. لأن البلدين، وبلاد أخرى كذلك لديها مخاوف من الإرهاب. الإرهاب الداخلي والإرهاب الذي تدعمه إيران، وخاصة الآن بعد أن غادرت الولايات المتحدة أفغانستان، فإن الجميع يخشى الإرهاب القادم من أفغانستان. لذلك اعتقد أن تبادل المعلومات والعمل المشترك في مكافحة الإرهاب من المجالات التي يمكن أن نتعاون فيها. وبالطبع التدريب المشترك. وهذا هو المجال الثاني من العلاقات العسكرية. المجال الاخر في قدراتنا العسكرية والدفاعية، هو صناعتنا العسكرية. لدينا قدرات متقدمة جداً. القدرات الدفاعية، وأعتقد أن الاتفاقيات بين الدول يمكن أن تقيم علاقات قوية بين الصناعات الدفاعية الإسرائيلية والبحرين.


ايران ليست مشكلة لإسرائيل بل للعالم
هل هذا يعني أننا يمكن أن نشاهد إسرائيل في حلف عسكري مثلاً للمشاركة في تأمين أمن الملاحة في المنطقة؟

هذا سؤال معقد، لكن سوف أجيب عليه، نعم هناك فرصة أن نرى إسرائيل ضمن هيكل متعدد الأطراف في المنطقة. ولكن المشاركة في مثل هذه الكيانات، تحتاج إلى موافقة جميع الشركاء. وهناك نوع من الحساسية، نحن نفهم أن تكون إسرائيل ناشطة في الخليج وهذا مهم جداً، ولكن هذه الفكرة قد تكون حساسة لبعض الدول. أعتقد أنها رؤية يمكننا السعي إليها. ولكنها ستكون عملية تدريجية.اليوم هناك جهود دبلوماسية لمنع ايران من الوصول الى الأسلحة النووية، في المقابل هناك ما يمكن تسميته بالمماطلة الإيرانية للعودة الى طاولة المفاوضات في الوقت الذي صدرت فيه تحذيرات أممية مفادها ان ايران باتت على بعد بضعة اشهر من القنبلة النووية..

ماذا لو لم تعد ايران لطاولة المفاوضات؟

بالطبع، نحن نتابع الجهود الدبلوماسية لإعادة إيران إلى التفاوض. بالتأكيد ايران اليوم ليست مشكلة لإسرائيل، بل هي مشكلة للعالم بأسره، وهذا جزء من الجهد الذي نحتاج إليه من الجانب الإسرائيلي. وكذلك من الشركاء في دول مجلس التعاون. الحديث مع الولايات المتحدة والأوروبيين والروس والصينيين. وإقناعهم أن من مصلحة جميع هذه الدول أن يكون الشرق الأوسط مستقراً. واذا امتلكت ايران قدرات نووية، فلن يكون هناك شرق أوسط مستقر. هذا هو الشيء الأول. ورغم أن إيران لا تسارع إلى طاولة المفاوضات. الا اننا ما زلنا نعتقد بضرورة الحل الدبلوماسي ونعتقد أنه بالخطوات الصحيحة بعضها لم تتخذ بعد، وبعضها خطوات دبلوماسية، ولكن يجب أن تكون صارمة. يمكن إعادة إيران إلى الطاولة للتفاوض.


اذا كنا نتحدث عن الشق النووي ضمن سياق الوصول الى حل دبلوماسي للمسألة النووية.. لكن ماذا عن وكلاء ايران في لبنان والعراق وسوريا واليمن؟

كما قلت سابقاً، الاتفاق النووي السابق كان يعالج جزء واحد فقط من التحدي الإيراني، فالمشكلة الأولى هي النظام المتطرف في ايران، والتي تأتي تحته المشكلة النووية. لكن لدينا قضيتين مهمتين، الوكلاء المحليين في الشرق الأوسط. وبناء القدرات العسكرية والصناعة العسكرية الإيرانية. فبالرغم من أنهم تحت ضغوط اقتصادية، فإنه يقيمون ببناء قدرات عسكرية، وهذه ليست فقط لإيران، بل يحاولون ان يجعلوا هذه الصناعات العسكرية بأيدي ميلشياتهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

لذلك عندما ننظر إلى البرنامج الإيراني يجب أن ننظر إلى الأمر بالكامل. الاتفاق النووي سيكون الخطوة الأولى من الحل إذا استطعنا أن نصل إلى اتفاق طويل الأمد. فسيكون هذا هو الخطوة الأولى لمنع أو تأجيل أو الحد من واحدة من التحديات. اعتقد وجود اتفاقية ابراهام يجعل من الممكن تنسيق رسائلنا إلى الشركاء العالميين.

إذا قامت دول الخليج مع إسرائيل والأردن ومصر بتنسيق رسائلها وتوجيه نفس الرسالة إلى الأوروبيين والأمريكان، فإنني أرى فرصة أفضل للتنسيق الدبلوماسي، ودفع هؤلاء الشركاء للعمل بصورة صحيحة. والجانب الثاني هو التعاون في المجال العسكري والدفاعي الذي تحدثنا عنه لردع إيران. ولكن في نهاية الأمر، جزء من الحل عندما يكون أمامك خصم عدواني جدا، هو أن تردعه. أن يستيقظ كل يوم ويرى أنه إذا تحرك سيدفع ثمنا كبيراً. فإنه سيجري حساباته ما إذا كان سيتحرك أم لا. هذا هو مفهوم الردع. وأعتقد أن الخطوة التالية، ليس في الردع الإسرائيلي أو البحريني. وإنما الردع الجماعي الذي يمكن بناؤه.


نستعد لجميع السيناريوهات لايران ووكلائها
يرى مراقبون دائمًا انه كلما زاد الضغط على ايران، سعت الأخيرة لتحريك وكلاءها في المنطقة كأوراق ضغط لصالح مشروعها وحدها بمنأى عن فواتير هذا التحرك على البلدان التي يتواجد فيها وكلاءها، ومن بين هذه الأوراق حزب الله.. هل تتوقعون أي تصعيد من حزب الله في الحدود الشمالية؟

أنا أتكلم كرجل عسكري، نحن نستعد لجميع السيناريوهات، وندرك الآن أننا إذا كان لدينا صدام مع إيران، فإنه ليس فقط مع إيران، ولكن مع بعض وكلائها. وهذا هو السيناريو الذي نعد قواتنا له. ولدينا قدرات عالية وحاسمة. بالطبع نحن لا نريد الحرب، وليس لدينا مشكلة لا مع الشعب اللبناني ولا الإيراني، بل اعتقد كان يمكن أن يكون لدينا علاقات قوية في منطقة جميلة جداً. ولكن هذا جزء من المشروع الإيراني. وجزء من الجانب السلبي، حزب الله هو أكثر مشاريع الوكلاء تقدما الذي أنشأته إيران. وأعتقد أن لبنان يدفع ثمن هذه النشاطات الإيرانية.

لبنان حاليا على وشك الانهيار كدولة. والانهيار ليس نقطة اختيار أن تنهار أو لا. ونحن نرى الوضع الاقتصادي في لبنان. ونرى التوتر بين اللاعبين في لبنان. إنهم يدفعون ثمناً غاليا جدا لمشروع حزب الله. وفي نهاية الأمر حزب الله يتحكم في لبنان من الخلف. هو أكثر اللاعبين سيطرة في لبنان. يمسك لبنان من عنقه. ولهذا من منظور إسرائيل، فعندما يكون هناك صعوبات إنسانية، نحن منفتحون على المساعدة الإنسانية. وقد عرضنا على لبنان مساعدات إنسانية في العام الماضي ولكنهم رفضوا.

ولكن في الوقت نفسه فإن إعادة بناء لبنان ووضع مساعدات دولية للبنان يجب أن يكون مشروطا بـ إجراءات تمنع حزب الله من بناء قدراته العسكرية. وقدراته في الصواريخ الموجهة. لا يمكن دفع مساعدات دولية للبنان لأن علينا أن ندرك أن أي أموال تصل إلى لبنان ينتهي بها الأمر إلى حزب الله. ولن تذهب إلى الصحة أو الخدمات المدنية. هذا هو الوضع المعقد، لدينا قدرة ردع عالية لحزب الله. لذلك لا يعمل حزب الله ضدنا. كان هناك حرب 2006، وحزب الله يعلم أن الحرب القادمة ستكون أكثر تدميرًا من الحرب السابقة. وسوف تدمر لبنان حقيقة. لذلك أعتقد أن حزب الله ليس لديهم اهتمام بالعمل ضد إسرائيل. ولكن علينا أن نفترض أنه في حالة الصدام مع إيران، فقد يكون حزب الله طرفا متحرك في الصراع. وهذا ما يجب أن نكون مستعدين له.

نشرت المقابلة يوم الأحد 31 اكتوبر 2021

المصدر: الايام البحرينية

Comments (0)
Add Comment