يسعى القادة في مختلف مجالات عملهم إلى النجاح والتميز. وفي رحلتهم لتحقيق النجاح، يستخدمون العديد من الأساليب القيادية لتحقيق الأهداف وقيادة وتوجيه فرق العمل. فمنهم من يسعى إلى استخدام أسلوب السيطرة والتحكم، ومنهم من يعتمد على أسلوب المشاركة والتوجيه. يساعد اختيار أسلوب القيادة المناسب على الاستفادة من مهارات أعضاء الفريق، وزيادة ثقتهم بأنفسهم وتحفيزهم لتحقيق الأهداف المرجوة.
تعد القيادة الفعالة أحد أهم العوامل الرئيسية للنمو والتطوير والابتكار. وذلك من خلال ما يقوم به القائد من إجراءات لتنفيذ رؤية الشركة، وتحديد الأساليب والقيم والثقافة اللازمة لتحقيق تلك الرؤية. يعمل القائد على توضيح الرؤية وتبسيطها لفريق العمل، وتحديد الأهداف، وإعداد الخطة اللازمة لتحقيقها وتوفير الموارد اللازمة، بالإضافة إلى توزيع المهام على فريق العمل وتحفيزهم وتشجعيهم للقيام بما هو مطلوب منهم من مهام وأهداف.
أهم الأسباب التي تؤدي لفشل القادة:
رغم وجود العديد من القادة الذين يتسمون بالموهبة والشخصية القيادية، إلا أن بعضاً منهم قد يفشل في قيادة مؤسسته أو فريقه، ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب أو التحديات التي قد تواجهه، وأهمها:
- عدم القدرة على التواصل الفعّال. فبعضهم لا يستطيع عرض وجهة نظرة بشكل واضح وبطريقة يستطيع الطرف الآخر فهمها بسهولة. يتطلب التواصل الفّعال رسالة واضحة وصحيحة يقوم المرسل بإيصالها إلى المتلقي بطريقة بسيطة وسهلة الفهم حتى يتمكن المتلقي من فهم محتواها بشكل جيد ودقيق.
إن نقل الرسالة بشكل فعال هو فن ومهارة يمكن للفرد تطويرها بالممارسة المستمرة، ومن خلال تطوير قدرته على الفهم والاستماع الفعال، واستخدام كلمات بسيطة وواضحة لنقل ما لديه من أفكار أو وجهات نظر، واحترام الآخر وما يقدمه من أراء وأفكار، بالإضافة إلى الاهتمام بطرق التواصل غير اللفظي كتعابير الوجه، والإيماءات والاتصال بالعين وغيرها. - عدم وضوح رؤية الشركة. فقد لا يستطيع القائد توضيح رؤيته أو رؤية الشركة وأهدافها الاستراتيجية لفريقه، ما يجعل أعضاء فريق العمل يركزون فقط على انجاز المهام المطلوبة منهم، بدون أن يعلموا سبب قيامهم بتلك المهام ومدى أهميتها بالنسبة للشركة.
على القائد أن يركز ويهتم بتوضيح رؤيته لفريقه بشكل واضح ومحفز، حتى يساعدهم على العمل بجد لتحقيق تلك الرؤية. سيؤدي ذلك بدوره إلى زيادة ثقتهم بأنفسهم وبأهمية ما يقومون به من عمل لتحقيق أهداف الشركة.
- رفض التغيير. فبعض القادة يمارسون أساليب الإدارة والقيادة التقليدية ولا يبدون أي رغبة في التغيير أو التطوير أو تجربة أي شيء جديد لم يعتادوا تجربته سابقاً، ما يؤدي إلى حرمان فريق العمل من فرص التدريب والتعليم والتطوير.
لا يمكن للعمل أن يتطور وينمو وينافس في سوق متغير باستخدام نفس أساليب العمل التي اعتاد القادة والموظفين استخدامها والعمل من خلالها. فإن كانت الشركة تسعى للنجاح والتطور وزيادة حصتها السوقية وتحقيق المزيد من الأرباح، سيتوجب على قادتها إن يتقبلوا فكرة التغيير. وقد يشمل ذلك تغيير الأساليب أو القيم أو الثقافة أو اتجاه العمل وغيرها.
- الجهل بطرق التحفيز المناسبة. عادة ما يؤدي الفشل في فهم سلوك الموظفين ودوافعهم وطرق تحفيزهم إلى فشل القائد في إدارة فريقه بفعالية، وتحقيق أهداف المؤسسة بكفاءة.
من خلال فهم القائد لدوافع السلوك لدى فريقه، والطرق الصحيحة لتحفيز كل منهم، سيتمكن من إنشاء بيئة عمل تسودها الثقة والاهتمام والاحترام والتقدير المتبادل. سيتمكن أيضاً من التأثير على فريقه، والحفاظ على الموظفين الذين يمتلكون مهارات وكفاءات متميزة، وتطوير مهارات وكفاءات الموظفين الآخرين.
- التوقف عن التوجيه والمتابعة. تتمثل مسؤولية القادة في توضيح الطريق الذي يجب أن يسلكه فريق العمل، وتحفيزهم وتشجيعهم على الاستمرار في ذلك الطريق حتى يتحقق الهدف المطلوب.
في بعض الأحيان، عندما يشعر القائد بأن العمل مستقر ويسير بشكل جيد، يتوقف عن توجيه أعضاء الفريق، والسعي نحو تحقيق أهداف أكبر وأكثر تحفيزاً لفريقه. كما قد يتوقف أيضاً عن تحديد التوقعات المطلوبة من فريقه، وتذكيرهم برؤية المؤسسة وبأهمية ما يقومون به من أعمال، ما يؤدي إلى فشله في إدارة فريقه وتحقيق الأهداف المرجوة.
- انعدام التفويض. يحاول الكثير من القادة القيام بالعمل الموكل إليهم بأنفسهم، ما يؤدي إلى شعورهم بالإجهاد والإرهاق، وحرمان فريق العمل من التعلم والنمو وممارسة أعمال جديدة تتسم بالتحدي.
يتوجب على القائد الناجح تفويض مهامه التي يمكن تفويضها، والتفرغ لأداء المهام التي لا يمكن لأحد غيره القيام بها كالتخطيط والتنظيم والرقابة. بذلك سيتمكن القائد من تخفيف أعباءه وتحفيز فريقه من خلال تكليفهم بمهام ومسؤوليات جديدة تحد من إحساسهم بالملل وتشجعهم على العمل والتعلم.
المصدر: موقع ميم (م)