تصورات الثروة الحقيقية

مريم ياسين الحمادي

«ولكن ثمة مهام كبرى تنتظرنا متعلقة بالتنمية البشرية، وكل ما يرتبط بالثروة الحقيقية في أي بلـد، وهـو الإنسـان. فلا يمكن فصل أية رؤية أو إستراتيجية وطنية عن هذه القضية، ولا الخوض في نجاحها أو فشلها دون التطرق بكل جدية إلى قضايا قيمية متعلقة بالهوية والانتماء، والالتزام بأخلاق العمل، وشعور المواطن بواجباته ومسؤولياته تجاه أسرته وجيرانه والمؤسسة التي يعمل فيها والمجتمع بشكل عـام.» 
ربط صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، المهام الكبرى بالتنمية البشرية، التي تعتبر بجدية الثروة الحقيقية في أي مجتمع والتي ترتكز على الإنسان، الكائن الذي ائتمنه الله سبحانه وتعالى على عمارة الأرض، وحمل الأمانة، التي أبين أن تحملها السموات والأرض، وهو ما يعطي السمة بأن الله أعطى الإنسان الصفة التي قد لا يتصف بها غيره من الكائنات، لذا فإن مسألة التنمية البشرية مسألة ترتبط بشكل مباشر بالإستراتيجية الوطنية والخطط التنفيذية، ولا تنجح أو تفشل هذه الخطط بسبب قدرة الإنسان ومهاراته فقط، وإنما بمسألة القيم وخاصة المتعلقة منها بالالتزام والهوية، والالتزام بأخلاق العمل، وحتما هذه الأخلاقيات تظهر في مواقف العمل، والتعامل مع القضايا التي تطرح بسبب الإستراتيجية أو المهام أو غيرها، بل تعدت مكان العمل، لتتسع إلى مجال حياة الفرد، سواء كان على مستوى الأسرة والجيران ومكان العمل أيضا كمؤسسة أو كأفراد، بل وتتعدى ذلك إلى المجتمع، وهذا ما يشمل التعامل بقدر عالٍ من المسؤولية من خلال ما يقدمه للمجتمع، أو يتعامل به، أو ما يأخذه من المجتمع.
لذا فالعمل ضمن الإستراتيجيات هي فرصة لاختبار الفرد كعنصر من عناصر المجتمع الذي تؤثر عليه الإستراتيجية وتتفاعل معه، وقياس للقيم المرتبطة بالتعامل مع المؤسسة في ذات الوقت، ونتيجة لمدخلات هذه الطاقات البشرية ومخرجات منها ولها أيضاً.

مريم ياسين الحمادي كاتبة قطرية

المصدر: جريدة العرب

Comments (0)
Add Comment