آلاف المصلين يشيعون العلامة القرضاوي إلى مثواه الأخير في الدوحة

شيّع الآلافُ أمس الاثنين جثمان فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي المؤسس والرئيس الأسبق للاتحاد العالمي لعلماء المُسلمين إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى بمقبرة مسيمير.

وتوفي الشيخ القرضاو عن عمر يناهز 96 عاما، وأدى صلاة الجنازة عدد من كبار العلماء والمسؤولين، منهم الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محيي الدين القره داغي الذي رثى الشيخ القرضاوي ووصفه بصاحب البهجة والطيب، صاحب الكرم والفضل والأيادي الرحيبة، منوها بجهاده وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين.

وادى عدد كبير من كبار المسؤولين والشخصيات البارزة قد أدوا صلاة الجنازة على جثمان الفقيد بمسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، بينهم عدد من قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، يتقدمهم إسماعيل هنية رئيس الحركة، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج.

ونعى علماء ودعاة فقيد الأمتين العربية والإسلامية، مؤكدين أن الفقيد كان علَمًا من أعلام الأمة، وعالمًا من علماء الشريعة جمع بين الفقه والحركة، والتربية، والانضباط الفقهي، وعاش حياته ساعيًا من أجل الدفاع عن الدين والنهوض بالأمة الإسلامية.

وقالَ د. ثقيل بن ساير الشمري، رئيس لجنتي الفتوى وتحري الهلال بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: د. يوسف القرضاوي كان علَمًا من أعلام الأمة، وعالمًا من علماء الشريعة، ويُعدّ من مفاخر الدعوة الإسلامية، مُشيرًا إلى أنه رحمه الله كان من العاملين على خدمة الإسلام وقضاياه، ومن الداعين لتطبيق شريعة الله في جميع المجالات وفق منهج الاعتدال القائم على كتاب الله وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأضافَ د. ثقيل الشمري: لقد أسهم الفقيد -رحمه الله- في خدمة دينه وأمته على الوجه الأكمل، فقد كان صاحب أفق واسع، وله مناشط مُتعددة في التعليم والخطابة والدروس العامة، فكان وقته بين بحث وتعليم ومُحاضرات وندوات ومؤتمرات علمية، وكان لرأيه اعتبار في المُناقشات العلميّة.

وقالَ د. عبد الله بن إبراهيم السادة، خطيب جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، وعضو الهيئة العُليا لرابطة علماء المسلمين عن الفقيد: لم يتميز الإمام رحمه الله بتخصصه في علم واحد، وإن كان حائزًا قصب السبق في العديد منها، ولكنه كان رجل الفنون، وموسوعة العلوم، بحر العلوم الذي لا تكدره الدلاء، ولا ساحل له، كان فقيهًا أصوليًا محدثًا مفسرًا، عالمًا بمستجدات عصره، يعيش زمانه، ويدرك التيارات المختلفة، جامعًا بين الأصالة والمعاصرة، وكان مرشدًا للصحوة الإسلامية، مات جسمه وبقيت علومه تحيا بها الأمة، تتخذها نبراسًا في ظلمات الفتن المدلهمة، فرحمه الله، وآجر الأمة في مُصابها.

د. علي القره داغي : جمع بين الفقه والحركة

أوضحَ د. علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المُسلمين أن د. القرضاوي جمع بين الفقه والحركة، والتربية، والانضباط الفقهي، عاش في سبيل قضية الإسلام والنهوض بأمتنا الإسلامية، وهو إن شاء الله من الذين قال فيهم رب العالمين: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى ‌نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا»، كما وصفه سماحته بالعلامة الإمام المُجدد.

د. محمد الصغير: إمام الدعوة للأمة

وصفَ د. محمد الصغير، الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام وعضو مجلس الأمناء بالاتحاد العالمي لعلماء المُسلمين د. القرضاوي بقوله: هو إمام القرن وإمام الأمة، وقد أكمل مئة عام بالتقويم الهجري قبل أيام من وفاته رحمه الله، وكل من يعرفه يعرف أن إمامته في النواحي الاجتماعية كإمامته العلمية والدعوية، فلا يترك مناسبة تهنئة أو تعزية إلا بادر إليها، مع مشاغله الجسام، فجزاه الله عنا خيرًا وعن كل أهل الإسلام، ونفع بعلومه المُسلمين على الدوام.

د. سلطان الهاشمي : عاش معتصمًا بحب العقيدة

قالَ د. سلطان بن إبراهيم الهاشمي، أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة: رحمات الله عليك تترى يا أبا محمد، نشهد أنك عشت مُعتصمًا بحبل لعقيدتك، ومت مُبتسمًا ليحيا دينك. وأثنى على أخلاق الفقيد، مُشيرًا إلى أنه كان صاحب أخلاق الكبار؛ كالإمام أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة رحمهم الله.

د. جاسم الجابر: كان ثابت المبدأ في التصدي للشبهات

قالَ الشيخ د. جاسم بن محمد الجابر، رئيس لجنة البحوث والفتوى سابقًا بالاتحاد العالمي لعلماء المُسلمين فرع قطر، أستاذ الشريعة بكلية الشرطة: إن الإمام العلامة د. يوسف القرضاوي كان رجلًا بأمة، مُضيفًا: إنه كان أُمّةً بمفرده صداعًا بالحق، صابرًا مُحتسبًا في سبيل الله، خدمةً لدينه، ونشرًا لشريعة ربه، لم تؤثّر فيه ملذات الحياة الدنيا ومغرياتها، ولم تثنه الحملات التي أقيمت ضده في العالم عن غايته المنشودة، ووجهته المقصودة.

وأشارَ إلى أنه كان قائمًا على ثغر عظيم، مُتصديًا للشبهات وأصحاب الشهوات بما حباه الله به من العلم والفطنة والحكمة والتوازن، وكان ليّن الجانب، ثابت المبدأ واضحًا، واصفًا فضيلته بأنه بقية السلف الصالح في هذا الزمن. ونوه بأنه كان صلة قوية وصلت بين الحاضر والماضي، وبوصلة يهتدى به في النهوض بالأمة، فاللهم اغفر له وارحمه، فإنه كان من أنفع خلقك لخلقك.

د. فضل مراد: نموذج للاجتهاد والوسطية

قالَ د. فضل مراد، أمين لجنة الفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المُسلمين، أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بكلية الشريعة بجامعة قطر: أمة فقدت أمة، رحم الله إمام العصر يوسف القرضاوي، لقد تميز بأمور منها بلوغه درجة الاجتهاد، ووسطيته، وبتنوع إنتاجه في الدعوة والسياسة والردود والفقه والتأصيل والمقاصد وغيرها، وفي السياسة تميز بالصدق والحكمة وكلمة الحق، وبوقوفه مع قضايا الأمة كفلسطين وغيرها، كما قام بجمع كلمة علماء الأمة في اتحاد واحد، وكان مع الشعوب المظلومة. وختم د. فضل مراد بقوله: إن الفقيد كان أمة في هذه الأمة، وإنه إمام العصر والاجتهاد بلا مُنازع.

ونعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، الشيخ يوسف القرضاوي، وقالت في بيان لها “تنعى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر إلى جموع المسلمين فقيد الأمة الإسلامية العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”.

كما نعت قطر وتركيا والرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونائب رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية، عبد الرحمن ال ثاني وعشرات الشخصيات العربية والإسلامية من مختلف البلدان الشيخ القرضاوي ووصفوه “بالمجدد”، داعين له بالرحمة والجنان.

وأعربَ الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري، عن تعازيه للأمتين العربية والإسلامية في وفاة فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي.

وقالَ في تغريدة عبر حسابه الرسمي على «تويتر»: «صادق العزاء والمواساة للأمتين العربية والإسلامية في وفاة فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي بعد مسيرة حافلة في ميادين العلم والدعوة والاجتهاد .. أسأل الله لأسرته ومحبيه الصبر والسلوان وله الرحمة وجنة الرضوان وإنا لله وإنا إليه راجعون».

وكان العلامة الراحل من أبرز علماء الشريعة في العالم الإسلامي

المصدر: الشرق + الراية القطرية

Comments (0)
Add Comment