مركز مانستون للمهاجرين “يشبه حديقة الحيوانات” – شهادة أحد اللاجئين
تمرد محتجزون في مركز هارموندزورث لاحتجاز اللاجئين بالقرب من مطار هيثرو بسبب سوء الاوضاع في مركز الاحتجاز الذي وصفه بعض اللاجئين بانه “حديقة حيوانات” تفتقر لابسط مقومات العيش
وكانت فتاة صغيرة محتجزة في مركز لبحث طلبات المهاجرين في مقاطعة كينت في بريطانيا قد القت رسالة في زجاجة فوق سياج المركز، قائلةً إن النساء الحوامل والمرضى هناك بحاجة إلى المساعدة.
وقالت الرسالة، المكتوبة بإنجليزية ركيكة، إن 50 عائلة احتُجزت في وحدة مانستون لأكثر من 30 يوماً. ووصفت الرسالة الأوضاع في المركز بأنها أشبه بالسجن، وكانت موجهة إلى “الصحفيين والمنظمات والجميع”.
وقال أحد النزلاء السابقين في مركز مانستون للمهاجرين في بريطانيا ل “بي بي سي” إن ظروف العيش في المركز المزدحم بالمهاجرين تشبه العيش في سجن أو حديقة حيوانات.
وأضاف أحمد – وهو اسم مستعار – إن المهاجرين الذين يعيشون في مركز مانستون، الواقع في مدينة كنت، يُعاملون معاملة “الحيوانات”، إذ أُجبر 130 شخصا على تقاسم خيمة واحدة كبيرة.
وتقول تقارير إنه تم احتجاز أكثر من 4000 مهاجر في المخيم، الذي جُهز لاستضافة 1600 شخص فقط، في الأيام الأخيرة.
من جهتها قالت وزارة الداخلية البريطانية إن محتجزين في مركز لترحيل المهاجرين في لندن تسببوا في اضطرابات أثناء انقطاع التيار الكهربائي. ولم يصب أحد بجروح خلال الحادث الذي وقع
وقال موقع “بي بي سي” من المعتقد أن مجموعة من المحتجزين غادروا غرفهم وتوجههوا إلى فناء مركز الهجرة مسلحين بأسلحة مختلفة.
وحدث انقطاع للتيار الكهربائي في المبنى في الساعات الأولى من صباح السبت. وظل التيار الكهربائي مقطوعاً في المبنى الواقع في غرب لندن حتى الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش. وقالت وزارة الداخلية إن العمل جارٍ لحل المشكلة.
وقالت الحكومة أيضاً إن أي محتجز لم يغادر المبنى وإن المتورطين أعيدوا منذ ذلك الحين إلى غرفهم.
وحضر ضباط الشرطة ومسؤولو مصلحة السجون الملكية إلى مكان الحادث. وقالت شرطة العاصمة إن الضباط حضروا الساعة 07:45 وما زالوا هناك.
ويضم مرفق الاحتجاز في وست درايتون مئات الرجال، بينهم طالبو لجوء بالغون، ومجرمون أجانب ينتظرون الترحيل، وآخرون موجودون في المملكة المتحدة بشكل غير قانوني.
وأشار تقرير حكومي عن مركز هارموندزورث لترحيل المهاجرين إلى بعض المخاوف بشأن الموقع، بما في ذلك الظروف المعيشية “دون المستوى المقبول”، بعد زيارة تفقدية العام الماضي.
وأبلغ كبير مفتشي السجون عن مراحيض الزنزانات القذرة ومشاكل الحشرات والحمامات الجماعية المتهالكة.
وشملت المخاوف الأخرى المثارة: مستويات عالية من الضعف بين المحتجزين، واحتجاز أشخاص تم تقييمهم على أنهم مهددون بالتعرض للأذى لفترات طويلة، بالإضافة إلى حبس معتقلين في زنازين أثناء الغداء وأثناء الليل.
وافتُتح مركز ترحيل المهاجرين، المصمم لهذا الغرض، في عام 2000 ويتسع لحوالي 670 شخصاً. ويتم تشغيله من قبل متعاقدين من شركة “ميتي” للخدمات.
وكان للمركز تاريخ مثير للجدل. في أكتوبر/ تشرين الأول 2012، عُثر على المحتجز برنس فوسو (31 عاماً)، ميتاً على أرضية زنزانته. وعلى الأثر واجهت شركتان تديران المركز محاكمة.
وفي عام 2018 ، تراجعت النيابة العامة عن قرارها قائلةً إنه لا ينبغي أن تواجه الشركتان أحكاما متعلقة بالصحة والسلامة.
ووصف تقرير صدر عام 2016 الأوضاع في المركز بأنها “بائسة”، حيث قال إن بعض المعتقلين محتجزون منذ فترة طويلة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي واجهت فيه الحكومة انتقادات واسعة النطاق الأسبوع المنصرم بسبب تعاملها مع الاكتظاظ في مركز للهجرة في كينت.
وسلطت الأضواء على مركز مانستون لمعالجة طلبات اللجوء بعد ظهور تقارير تفيد بأن هناك مهاجرين، بينهم عائلات، محتجزون منذ أربعة أسابيع، في انتهاكٍ للقانون.
وتم بناء الموقع الذي كان من المفترض أن يحتجز الناس لمدة لا تزيد عن 24 ساعة، لاستيعاب 1600 مهاجر في أي وقت من الأوقات، لكن وزير الشؤون الداخلية كريس فيليب قال إن هناك أكثر من 4 آلاف مهاجر هناك يوم الاثنين.
وفي دفاعه عن الحكومة بعد انتقادات لطريقة معالجتها الوضع في مركز مانستون في كنت، قال فيليب يوم الجمعة إن هناك “تحسناً كبيراً” في الظروف.
واعترف فيليب، النائب عن المنطقة، بوقوع أخطاء بعدما تقطعت السبل بمجموعتين من المهاجرين من مركز مانستون في لندن.
وقال لشبكة سكاي نيوز إن كلا المجموعتين أبلغتا مسؤولي الهجرة أن لديهم عناوين للذهاب إليها ولكن “تبين فيما بعد أن الأمر لم يعد كذلك”.
وقال “كيف نشأ سوء الفهم هذا، ربما كان نتيجة خطأ في الترجمة، لا أعرف، لكن من الواضح أنه تم الآن الاعتناء بهم جميعاً”.
ووصف رئيس الوزراء ريشي سوناك التحدي المتمثل في دخول المهاجرين إلى المملكة المتحدة عبر القناة الإنجليزية بأنه “خطير وغير مسبوق” في مقابلة مع صحيفة التايمز يوم السبت.
وقال: “لا يوجد حل سهل بين عشية وضحاها لهذا التحدي”.
المصدر: بي بي سي