ضربات المقاومة توجع العدو الإسرائيلي وعملية كرم أبو سالم تضرب رأس الاحتلال

البابور العربي – تقرير إخباري

ما إن تحاول الحكومة الفاشية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، إيهام جمهورها والعالم بأنها في طريقها لتحقيق الانتصار في غزة، حتى تظهر المقاومة مجددًا بسلسلة من الضربات الموجعة للاحتلال.

ففي الوقت الذي يحاول نتنياهو ومن خلفه وزرائه المتطرفين، إقناع جمهورهم بـ”ضرورة استمرار الحرب وعدم الموافقة على وقفها” في إطار أي “صفقة”، نفذت المقاومة ضربات نوعية أوجعت الاحتلال.

“ضربات المقاومة”

وأثناء محاولات نتنياهو الفاشلة، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية: “حادث غير عادي في كرم أبو سالم إثر إطلاق حماس وابلا من الصواريخ ما أدى إلى سقوط ضحايا”. وقال جيش الاحتلال: “رصدنا إطلاق نحو 10 قذائف صاروخية من مكان قريب من معبر رفح باتجاه كرم أبو سالم”. فيما ذكر موقع “واللا” العبري أن هناك 10 مصابين على الأقل في الهجوم الصاروخي على كرم أبو سالم.

كتائب القسام قالت بدورها في بيان مقتضب: “قصفنا حشودًا لقوات العدو في موقع كرم أبو سالم ومحيطه بصواريخ رجوم من عيار 114ملم”.

ونقلت قناة الأقصى عن مصادر أمنية وميدانية حول عملية موقع كرم ابو سالم العسكري، قولها إن المعلومات المؤكدة للمقاومة تتحدث عن 3 قتلى على الأقل ونحو 10 من الإصابات المتوسطة والخطيرة.

وأفادت بأن العملية استهدفت موقع قيادة صهيونية تم انشاؤه موخراً شرق موقع كرم أبو سالم العسكري ويهدف لإدارة عمليات القصف الذي استهدفت محافظة رفح منذ أسبوعين والتخطيط لعملية رفح وتضم ضباطا في جهاز الشاباك وجنرالات صهاينة. 

وأكدت أن قوات الاحتلال تركت المصابين والقتلى في المكان دون تدخل لنحو ساعة كاملة بسبب استمرار سياسة تنقيط القصف الذي اعتمدته خطة العملية.

وفي وقت لاحق، نفذت المقاومة عملية جديدة، حيث أعلنت كتائب القسام أن “مجاهديها قنصوا جندياً صهيونياً في شارع 10 جنوب تل الهوى بغزة وأصابوه بشكل مباشر”.

“طريق الحرب مسدودة”

ووفقًا لـ”يديعوت آحرنوت”، المسؤولون الأمنيون والعسكريون “الإسرائيليون” توصلوا خلال اجتماع لهم إلى استنتاج بأن “إسرائيل” وصلت إلى طريق مسدودة في حرب غزة.

وبحسب الصحيفة العبرية، غالانت ورؤساء الأركان والموساد والشاباك توافقوا قبل أيام على ضرورة تقديم تنازلات في المفاوضات.

ونقلت عن مصادر قولها: “المجتمعون وصلوا إلى استنتاج أن على “إسرائيل” تقديم تنازلات في المفاوضات تشمل الانسحاب من نيتساريم وعودة تدريجية للفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة”.

أما مسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق يارون بلوم، قال: “لا أقبل قول نتنياهو بأن حماس ليست جادة، لقد رأينا اثنين من كبار مسؤوليها يصلان إلى القاهرة. حماس تحاول التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإسرائيل لا تُريد”.

“فضيحة نتنياهو”

وكان نتنياهو قد قرر عدم إرسال “وفد التفاوض” الإسرائيلي إلى القاهرة، وسرعان ما رحب الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسئيلل سموتريتش بالخطوة، ووجها له رسائل تهديد حال لم يهاجم رفح. بينما لم يدع غانتس وأيزنكوت لمشاورة هاتفية تقرر خلالها عدم إرسال الوفد.

وفي نفس الوقت، “قرر صحفيون إسرائيليون فضح نتنياهو ولعبته الرامية لعرقلة الصفقة”، إذ أوضحوا أنه “يصدر بيانات ضد إبرام صفقة الرهائن تحت غطاء مسؤول دبلوماسي”. وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

وبحسب صحيفة”جيروزاليم بوست”، فإن تصريح نتنياهو تحت غطاء مسؤول مجهول لا يمثل وجهة نظر المجلس الوزاري.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مصدر سياسي قوله: “لن نوافق على إنهاء الحرب والجيش سيدخل رفح سواء تمت الهدنة أم لم تتم”.

أما صحيفة “جيروزاليم بوست” فقد كشفت أن المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه وهدد بدخول رفح رغما عن أي اتفاق هو بنيامين نتنياهو.

وذكرت الصحيفة أن هدف نتنياهو إيهام الرأي العام بأن هناك إجماعا على مسألة التصعيد العسكري ضد الصفقة.

“خلافات إسرائيلية”

وواصل نتنياهو تعنته بشأن شروط التوصل إلى هدنة في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، ما يهدد المحادثات التي استؤنفت الأحد في القاهرة بهذا الصدد؛ ويشدد على رفضه لوقف الحرب ويقول إنها ستتواصل “حتى تحقيق كافة أهدافها”.

ويستمر أهالي الأسرى الإسرائيليين بالتظاهر ومطالبة نتنياهو بوقف الحرب وعدم مهاجمة رفح من أجل إعادة أبنائهم أحياء، حيث يتهمونه منذ أشهر بـ”التضحية بهم” وطالبوه بالاستقالة من منصبه. لكنه واصل تجاهلهم.

وفي سياق متصل، كشفت القناة 13 العبرية أنه “بينما تنقسم إسرائيل بين العودة الفورية لأسراها بغزة والدعوة إلى التحرك في رفح، الوزراء الذين يديرون الحرب يتشاجرون فيما بينهم!”.

وذكرت القناة أنه “في جلسة الحكومة، وقعت مواجهة بين غالانت وبن غفير ونتنياهو”. إذ قال غالانت إن “أهداف الحرب هي القضاء على حماس، وإطلاق سراح المختطفين، والحفاظ على حرية العمل في غزة. ونحن نعمل وفق ذلك، رغم أن وسائل الإعلام تقول إننا متعثرون، وهناك وزراء غير راضين، رأيتم العملية في الشفاء، وفي نفس الوقت كتبوا في عناوين وسائل الإعلام أننا متعثرون!”. 

وبحسب القناة، أجاب بن  غفير: “العملية في الشفاء كانت منذ وقت طويل”. وبالتزامن مع استمرار “مفاوضات القاهرة” بمشاركة وفد حركة حماس والوسطاء، لم تتوقف تصريحات نتنياهو والوزراء المتطرفين، بهدف إفشال جهود الوسطاء الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

“العالم رهينة لحكومة متطرفة”

وبينما يحاول نتنياهو إفشال الجهود. أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن الحركة وتأكيدًا على جديتها وإيجابيتها قبل الجولة الحالية للمفاوضات، أجرت سلسلة من الاتصالات مع الإخوة الوسطاء ومع فصائل المقاومة، وعقدت اجتماعات مكثفة ومشاورات بين الداخل والخارج قبل إرسال الوفد إلى القاهرة، وحمَّلته مواقفها الإيجابية والمرنة مع أهمية الارتكاز على أن الأولوية لدى الحركة هي لوقف العدوان على شعبنا، وهو موقف جوهري ومنطقي، ويؤسس لمستقبل أكثر استقرارًا.

وأشار رئيس الحركة في تصريح صحفي، أن العالم بات رهينة لحكومة متطرفة، لديها كمّا هائلاً من المشاكل السياسية ومن الجرائم التي ارتكبت في غزة، ورئيسها يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة.

وشدد على أن أمريكا هي من أعطت غطاء لهذا الاحتلال، وهي من يجب أن يوقفه بدلًا من تزويده بأسلحة الدمار والإبادة. وأوضح أن حركة حماس ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل، ينهي العدوان، ويضمن الانسحاب، ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى.

يشار إلى أن الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن تقدم دعما غير محدود على الأصعدة كافة للاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عدوانه على قطاع غزة، رغم بعض التصريحات التي تطالب بوقف الحرب لكنها لا تترجم لضغوط على أرض الواقع، ما يشجع نتنياهو ووزرائه الفاشيين على مواصلة “حرب الإبادة” غير المسبوقة.

وتتواصل هذه الحرب الوحشية لليوم الـ212 على التوالي، وارتفعت حصيلتها إلى 34683 شهيد و78018 إصابة، علما أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وكالة شهاب

Comments (0)
Add Comment