البابور العربي – تقرير إخباري
يلف الغموض شركة مجرية، زودت حزب الله باجهزة “بيجر من طراز “إيه آر 924” أدى انفجارها الى مقتل 12 شخصا و اصابة 2800 آخرين في لبنان، وهي شركة صغيرة “وهمية” مقرها في العاصمة المجربة، بودابست. ولم تستقبل أي زائر منذ أشهر، وسط غموض حول أنشطتها.
بداية الخيط من شركة “غولد أبوللو” التايوانية المتخصصة بتصنيع أجهزة البيجر، وصاحبة العلامة التجارية، التي أعلنت أن أجهزة بيجر من طراز “إيه آر 924” المستخدمة في انفجارات لبنان صنعتها شركة “بي.إيه.سي كونسلتينغ” (BAC) ومقرها في بودابست. وأضافت أنها منحت الترخيص لتلك الشركة لاستخدام علامتها التجارية، نافية المشاركة في إنتاجها.
وقالت الشركة في بيان إن غولد أبولو تقيم “شراكة طويلة الأمد” مع شركة بي إيه سي BAC ومقرها في بودابست لاستخدام علامتها التجارية مضيفة أن الطراز المذكور في تقارير إعلامية “تصنّعه وتبيعه بي إيه سي”.
من جهتها، أكدت الرئيسة التنفيذية للشركة المجرية كريستيانا بارسوني-أرسيدياكونو، في مقابلة هاتفية مع شبكة إن بي سي الأميركية، العمل مع شركة غولد أبولو، لكنّها نفت أن يكون لها دخل في التصنيع. وقالت “لا أُصنّع أجهزة النداء. أنا مجرّد وسيط. أنتم مخطئون”.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية اليوم الأربعاء. ان رئيسة الشركة تحمل درجة الدكتوراه، وعملت مستشارة للأمم المتحدة، وقدمت خدمات استشارية للمفوضية الأوروبية واليونسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكنها تعيش في شقة متواضعة.
مقر “وهمي” للشركة المجرية
يقع عنوان شركة “بي إيه سي” في العاصمة الهنغارية بودابست، يقع في مبنى صغير في شارع معظمه سكني بضاحية نائية، ووجد اسم الشركة مكتوبا على ورقة بيضاء بحجم “إيه 4” على الباب الزجاجي. وتتنوع أنشطة شركة “بي إيه سي” المسجلة، من نشر ألعاب الكمبيوتر إلى استشارات تكنولوجيا المعلومات إلى استخراج النفط الخام.
وقال شخص في المبنى طلب عدم ذكر اسمه، إن الشركة مسجلة في هذا العنوان لكن ليس لها وجود فعلي به، حسبما أشارت “رويترز”.
وقالت مصادر “سكاي نيوز عربية الاماراتية”، إن الأجهزة تم تعديلها من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بإضافة كميات ضئيلة من المواد المتفجرة، قبل أن تصل إلى أيادي عناصر حزب الله. وقال المصدر إن الآلاف من أجهزة “البيجر” انفجرت عندما وصلت إليها رسالة مشفرة، أدت إلى تفعيل المواد المتفجرة بشكل متزامن.
فيما قال مصدر أمني آخر لـ”رويترز” إن ما يصل إلى 3 غرامات من المتفجرات كانت مخبأة في أجهزة البيجر الجديدة، ولم تكتشفها الجماعة لعدة أشهر.
تاريخ التأسيس!
تأسست شركة “بي إيه سي” في 19 مايو من عام 2022 وهي مسجلّة في بودابست في مبنى من طابقين يقع على مشارف العاصمة المجرية.
ونقلا عن وسائل إعلام مجرية فإن صاحبة الشركة تقيم في شقة بالطابق الثامن من مبنى مشترك بحي أويفشت وهو عقار لا يتناسب تمامًا مع إنجازاتها الشخصية والمادية أو على الأقل وفقًا للسيرة الذاتية التي تظهر على الموقع.
وقال مواطن مجري – طلب عدم الكشف عن اسمه – لمراسل الأناضول إن هناك عدة شركات في المكتب الموجود في الطابق الذي تحت منزله، وأنه لم يرَ حتى اليوم سوى امرأة واحدة تعمل هناك.
وأوضح أن المرأة التي تعمل هناك تهتم برسائل البريد الواردة، ولم يلاحظ أي نشاط أو إنتاج يحدث في المكتب.
ولفت المستأجر إلى أنه أصيب بالذهول بعد قراءة الأخبار التي انتشرت في الصحافة المجرية، وأكد أن عائلته شعرت بالقلق أيضا.
وفي تعليقه على الأحداث، قال المتحدث باسم الحكومة المجرية زولتان كوفاكس، إن الشركة المعنية لا تملك أي إنتاج أو منشأة في المجر، وأنها مجرد شركة وسيطة.
وأوضح كوفاكس أن هناك مدير مسجل في العنوان المذكور، وأن الأجهزة المشار إليها لم يكن لها أي وجود في المجر.
وذكرت تقارير إعلامية أن امرأة تُدعى أركيدياكونو كريستيانا روزاريا، هي المدير العام ومالكة “بي ايه سي للاستشارات”، وأن الشركة أغلقت موقعها الإلكتروني بدعوى الصيانة. ولم يتم العثور في نافذة المكتب إلا على اسم الشركة – المؤسسة عام 2022 – وكان مكتوبا على ورقة.
تعطل الموقع الإلكتروني
المفاجأة أن السيدة تتحدث عن نفسها و أنها قادت الشركة منذ العام 2019 رغم أن الموقع الإلكتروني يفيد أن الشركة تأسست في العام 2022 أما المفاجأة الأكبر فإن الشركة أعلنت اليوم الأربعاء تعطل الموقع الإلكتروني لها وعند المدخل كتبت إشعار يقول “توجد أعمال صيانة”.
من هي كريستيانا روزاريا
Cristiana Bársony-Arcidiacono
كريستيانا روزاريا.. امرأة ظهر اسمها مؤخراً في وسائل الإعلام مؤخراً، في سياق التساؤلات عما حدث في تفجير إسرائيل لأجهزة البيجر في لبنان.
ووفق صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية فكريستيانا روزاريا رئيسة شركة “بي آي سي” التي تعاقدت مع الشركة التايوانية الأم غولدن باور لتصنيع أجهزة بيجر.
وبموجب الاتفاقية بين الشركتين، حصلت كريستيانا على عقد طويل الامد يسمح للشركة بتصميم وتصنيع وبيع أجهزة النداء “بيجر” في مناطق محددة ولكن تحت العلامة التجارية Gold Apollo.
وتقول الصحيفة إن الأكاديمية كريستيانا التي تبلغ من العمر 49 عاماً تعيش في بودابست بالمجر تتوارى عن الأنظار وقامت بحذف جميع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي وأقفلت مكاتبها.
ووفقًا لسجلات الشركة المجرية، تم إنشاء شركة بي آي سي في مايو 2022 من قبل كريستيانا التي تبلغ من العمر 49 عامًا، وهي المديرة الوحيدة التي حققت للشركة إيرادات بلغت نحو 800 ألف دولار عام 2023.
وعلى موقع “لينكد إن”، حصلت كريستيانا روزاريا على درجة الدكتوراه من جامعة لندن في فيزياء الجسيمات، وعملت في مؤسسات أكاديمية بريطانية .
وتساءلت الصحيفة: “لم يتضح بعد كيف أو لماذا قد تبيع أكاديمية ذات خبرة واسعة في تغير المناخ وفيزياء الجسيمات والاقتصاد العالمي أجهزة استدعاء تايوانية للمشترين اللبنانيين”.
وآخر تعليق لها لشبكة “إن بي سي نيوز”: “أنا لا أصنع أجهزة الاستدعاء. أنا مجرد وسيط. أعتقد أنك أخطأت”.
وتقول صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية إن السيدة تعمل مستشارة للأمم المتحدة وقدمت خدمات استشارية للمفوضية الأوروبية واليونسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ووفقًا لسيرتها الذاتية على الإنترنت، تحمل صاحبة الشركة درجة الدكتوراه من جامعة كوليدج لندن، ودبلوم في كلية لندن للاقتصاد، وعملت في السابق مستشارةً للمفوضية الأوروبية ويونسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية.