غزة – البابور العربي
أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، مساء الجمعة 18 يوليو 2025، في كلمة مصورة هي الأولى له منذ مارس/آذار الماضي، أن المقاومة الفلسطينية مستعدة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن الكتائب وجميع فصائل المقاومة في غزة في حالة جهوزية تامة.
وأكد أن الاحتلال استأنف عدوانه الهمجي منذ 4 أشهر، بعد أن نقض الاتفاق المبرم في يناير، مشيرًا إلى أن العدوان يواصل تدمير المدن وقتل المدنيين، وأن 21 شهرًا من الحرب كشفت ثبات المقاومة وخذلان الأنظمة العربية. وأضاف أن العدو أطلق عمليته المسماة “عربات جدعون” في محا
ولة لمنح عدوانه قداسة توراتية، لكن المقاومة واجهتها بعمليات “حجارة داوود” التي أوقعت مئات القتلى والجرحى من جنود الاحتلال.
وأوضح أبو عبيدة أن المجاهدين استهدفوا الآليات بالقذائف، ونفذوا كمائن والتحموا مع العدو وجهًا لوجه، كما حاولوا خلال الأسابيع الماضية تنفيذ عدة عمليات أسر لجنود الاحتلال، كادت بعضها أن تنجح لولا استخدام العدو لأسلوب القتل الجماعي. وأكد أن المقاومة امتدت عملياتها من شمال القطاع إلى جنوبه، وأن غزة باتت أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة الاحتلال في العصر الحديث.
وأشار إلى أن المقاومة لن تتراجع، وأن مقاتليها بايعوا على الثبات حتى دحر العدوان أو نيل الشهادة. وأضاف أن قرار قيادة القسام هو تنفيذ عمليات نوعية من نقطة الصفر، والسعي لأسر جنود جدد، مشددًا أن العدو إذا اختار استمرار حرب الإبادة، فعليه أن يستعد لتوديع جنوده وضباطه في توابيت.
ووجّه أبو عبيدة عتابًا شديدًا للأنظمة العربية والإسلامية، قائلًا إنهم خصوم المقاومة أمام الله، متهمًا إياهم بالتخاذل والصمت على الإبادة الجارية. كما حيّا شعب اليمن وقواته المسلحة وأنصار الله لمواقفهم الثابتة، وخصّ بالشكر أحرار العالم المتضامنين مع غزة، داعيًا إلى تصعيد حملات الدعم وفضح الاحتلال.
وفي ما يتعلق بملف الأسرى، قال إن المقاومة عرضت مرارًا عقد صفقة شاملة، لكن حكومة نتنياهو رفضتها، مؤكدة أنها غير مهتمة بمصير جنودها. وأشار إلى أن المقاومة تراقب مجريات المفاوضات، وأنها لن تضمن العودة إلى صيغ جزئية في حال فشل الجولة الحالية.
واختتم أبو عبيدة كلمته بتحذير العملاء من مصير مأساوي وبدعوة للتوبة، مشيدًا بموقف العائلات التي تبرأت منهم، ووجّه رسائل إيمانية لأبناء شعب غزة، مؤكدًا أن الصبر والثبات هما طريق النصر، وأن وعد الله بالنصر آت لا محالة.
التفاصيل
أطل “أبو عبيدة”، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الجمعة عند الساعة 18:00 بتوقيت غزة في تسجيل بثته قناة الجزيرة، ليتحدث بشفافية عالية عن استراتيجية المقاومة الفلسطينية في المرحلة الراهنة، موجّهًا رسائل قوية للأمة، وتحذيرات للعدو، وكلمات تحفيزية لشعب غزة.
وأكد أبو عبيدة أن العدو الصهيوني استأنف عدوانه الهمجي على غزة منذ أربعة أشهر، بانقلاب على الاتفاق المبرم في يناير، ومارس خلالها أعتى أشكال التدمير والقتل بحق المدنيين. واعتبر أن الحرب المستمرة منذ 21 شهرًا شكّلت مسارًا من الثبات الأسطوري للمجاهدين، والانحدار الأخلاقي والتخاذل من بعض الأنظمة العربية، على حد تعبيره.
🔻 مواجهة “عربات جدعون” بعمليات “حجارة داوود”
قال أبو عبيدة إن العدو أطلق على عمليته الأخيرة اسم “عربات جدعون”، متلبسًا بخرافات توراتية، لكن كتائب القسام واجهته بعمليات “حجارة داوود”، التي استلهمت نصر الله لنبيه داوود على جالوت. وأشار إلى أن المجاهدين نفّذوا عمليات نوعية بأساليب وتكتيكات جديدة، شملت تفجير آليات، قنص مباشر، كمائن، والتحام وجهًا لوجه، قائلاً:
“ما زلنا نردّد مع كل ضربة: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”.
وأوضح أن المجاهدين تمكّنوا من إيقاع المئات من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، إلى جانب آلاف المصابين بالصدمات النفسية، وتزايد أعداد المنتحرين في صفوف الجيش الصهيوني.
🔻 محاولات أسر وامتداد جغرافي للمقاومة
كشف أبو عبيدة أن مجاهدي القسام حاولوا أسر عدد من الجنود الصهاينة خلال الأسابيع الأخيرة، لكن استخدام العدو أسلوب القتل الجماعي حال دون نجاح بعضها.
وأشار إلى أن العمليات امتدت من بيت حانون وجباليا شمالًا إلى غزة وخان يونس ورفح جنوبًا، معتبرًا أن غزة باتت “أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة الاحتلال في التاريخ المعاصر”.
وشدد على أن المقاومة ماضية في معركة استنزاف طويلة، بخطة ثابتة تتضمن عمليات نوعية، ومحاولات أسر من نقطة الصفر، مؤكدًا:
“سنقاتل بحجارة الأرض وبما نملك، ولن نتراجع عن درب القتال حتى دحر الاحتلال أو الشهادة”.
🔻 اتهامات للأنظمة وعتاب للأمة
لم يخفِ أبو عبيدة مرارة خذلان الأمة، وقال بصراحة:
“يا قادة الأمة، ويا علماؤها وأحزابها، أنتم خصومنا أمام الله، وخصوم كل طفل يتيم وثكلى ونازح”.
وأضاف: “العدو يتلقى دعمًا لا ينقطع من قوى الظلم العالمي، بينما تكتفي أنظمة الأمة بالمشاهدة، والصمت، والخذلان”.
وأكد أن “العدو ما كان ليتمادى لولا صمتكم”، وحمّل المسؤولية لكل من يملك تأثيرًا ولم يتحرك، مشيرًا إلى أن المقاومة تدرك جبن العدو وضعفه الحقيقي، وأنها باقية في الميدان رغم كل شيء.
🔻 تحية لأنصار الله والأحرار
خص أبو عبيدة شعب اليمن وقواته المسلحة، وحركة أنصار الله بتحية حارّة، مثمنًا “مواقفهم الصادقة وثباتهم مع غزة”، مؤكدًا أنهم أقاموا الحجة على المتخاذلين من العرب والمسلمين.
كما شكر أحرار العالم الذين حاولوا كسر الحصار وتقديم الدعم، رغم التهديدات والخذلان، داعيًا إلى تصعيد هذا التضامن وفضح جرائم الاحتلال في كل المحافل.
🔻 موقف المقاومة من المفاوضات
أكد الناطق باسم القسام أن الوفد التفاوضي للمقاومة ماضٍ بقوة، وأن حماس عرضت تسليم جميع أسرى العدو دفعة واحدة، لكن حكومة نتنياهو رفضت لأنها لا تهتم بمصير جنودها.
وأضاف: “إذا استمر العدو في المماطلة، فلن نعود إلى الصفقات الجزئية ولا إلى مقترح الأسرى العشرة”، مشيرًا إلى أن العدو فقد بوصلته، ولجأ إلى “حلول قذرة” كالتهجير والتجويع.
🔻 جرائم حرب وتطهير عرقي
اتهم أبو عبيدة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب، وإنشاء معسكرات اعتقال نازية بغطاء إنساني كاذب، معتبرًا أن ذلك يفضح وجهه الحقيقي أمام العالم.
وهاجم رواية “معاداة السامية” التي يتذرع بها الاحتلال، قائلاً:“ليست ذنوبنا أننا نُقتل، بل ذنبهم أنهم يمارسون الجرائم ويدّعون المظلومية”.
🔻 تحذير للعملاء ودعوة للتوبة
وجه أبو عبيدة تحذيرًا شديدًا لعملاء الاحتلال الذين يحملون أسماء عربية، مؤكدًا أنهم ورقة محروقة وخاسرة، داعيًا إياهم إلى التوبة الفورية، ومشيدًا بمواقف العائلات والعشائر التي تبرأت منهم.
🔻 ختام مؤثر: أنتم إخوة موسى ويوسف ومحمد ﷺ
اختتم أبو عبيدة كلمته برسائل روحية مؤثرة لأهل غزة، واصفًا صبرهم وثباتهم بأنه “أشد ما يغيظ العدو”، ومؤكدًا أن النصر آت لا محالة، وأن مع العسر يُسرًا، مستشهدًا بقوله تعالى:“ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله”.