القيادي حسام بدران: “بدون اتفاق سياسي واضح يحمي الشعب الفلسطيني وأرضه، ستواصل المقاومة نضالها”.
القيادي طاهر النونو: الحرب قد تصب في صالح “حماس” في النهاية
رفض “حماس” الاستسلام جزء من أيديولوجيتها ولاعتقادها أن الصمود سيعطيها صفقة تضمن بقاءها
حماس هدفت الى جر العدو الاسرائيلي إلى صراع مستعصٍ يعزلها دبلوماسيًا ويقوض دعمها الدولي.
البابور العربي – متابعات
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرًا أعده آدم راسغون، تساءل فيه عن استمرار حركة “حماس” في المقاومة ورفضها الاستسلام، مجيبًا أن الحركة، ورغم خسائرها الكبيرة في غزة، لا تزال تعتقد أنها تستطيع الصمود وتحقيق صفقة تضمن نجاتها. وقالت إن إسرائيل قتلت آلافًا من مقاتلي “حماس” ومعظم قيادتها العسكرية، ودمرت معظم ترسانتها وشبكة أنفاقها. وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي لا ترحم إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتحويل مدن إلى أنقاض، فيما يكافح الناس من أجل الحصول على الماء والطعام والكهرباء.
وترفض “حماس” الاستسلام، فهي تريد تأمين مستقبلها في غزة، لكن عدم استعدادها للتوقف وتسليم سلاحها جزء من أيديولوجيتها. فمنذ الهجوم الذي قادته “حماس” على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أشعل فتيل الحرب في غزة، أقر قادة الحركة بأن الهجوم الإسرائيلي المضاد الناتج قد تسبب في دمار هائل. لكنهم قالوا إنه “ثمن” يجب على الفلسطينيين دفعه مقابل حريتهم في نهاية المطاف.
وفي المقابلات، قال بعض قادة “حماس” إن حسابات الحركة لم تكن تتعلق بهزيمة إسرائيل في ساحة المعركة، بل كانت تتعلق أكثر بجر الحكومة إلى صراع مستعصٍ، صراع يعزلها دبلوماسيًا ويقوض دعمها الدولي.
في النهاية، كما يقولون، ستجبر إسرائيل على إدراك أن سياساتها تجاه الفلسطينيين لا يمكن الحفاظ عليها. ونقلت الصحيفة عن خالد الحروب، الأستاذ في جامعة نورث وسترن في قطر، ومؤلف كتب عن الحركة، قوله: “الاستسلام، كما تطالب إسرائيل وأمريكا، ليس في قاموس حماس”.
ونقلت عن عز الدين الحداد، قائد الجناح العسكري لحركة “حماس”، قوله قبل فترة إنه إذا لم يتمكن من الحصول على صفقة مشرفة لإنهاء الحرب مع إسرائيل، فإن الصراع سيتحول إلى حرب تحرير، أو ستواجه الحركة “الاستشهاد”، وذلك حسب مسؤول مخابرات بارز في المنطقة يعرف تفكير الحداد.
وتعلق الصحيفة أن ما تعتبره “حماس” “صفقة مشرفة” هو اتفاق يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الحرب
ووافقت “حماس” سابقًا على وقف إطلاق نار مؤقت مع إسرائيل جزئيًا لتوفير الإغاثة لسكان غزة. لكنها رفضت بشدة إنهاء الحرب بشروط وضعتها إسرائيل، التي طالبت الحركة بنزع سلاحها وإرسال قادتها إلى المنفى، وأبدت استعدادها لتحمل المعاناة المستمرة سعيًا وراء الصفقة التي تريدها.
ولا توجد أي مؤشرات على تغير موقف “حماس”، فقد أصدرت هذا الأسبوع بيانًا أكدت فيه استعدادها لقبول صفقة تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين في غزة مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، وإنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية. لكن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعهد بتدمير “حماس” بالقوة أو تفكيكها من خلال المفاوضات، رفض أي اتفاق لإنهاء الصراع من شأنه أن يُبقي الحركة على حالها.
وتقول الصحيفة إن المواقف المتناقضة بين “حماس” وإسرائيل حول كيفية وقف الحرب تقترح أن القتال سيستمر حتى يُجبر أحد الطرفين على التنازل. ويقول المحللون الفلسطينيون إن “حماس” تعتقد أن إسرائيل ستقبل في النهاية اتفاقًا لا يشمل استسلامها.
ونقلت الصحيفة عن عصمت منصور، المحلل الفلسطيني الذي قضى سنوات في السجون الإسرائيلية مع عدد من كبار قادة “حماس”: “إنهم يعلمون أن استمرار الحرب مكلف للغاية، لكنهم يأملون في الحصول على صفقة يمكنهم التعايش معها إذا ظلوا صابرين وصامدين”.
وأضاف: “إنهم يرون الضغط الداخلي والخارجي على إسرائيل لإنهاء الحرب، ويعلمون أن إسرائيل لا تستطيع تحرير الأسرى بدونهم”، و”لذلك يقولون لأنفسهم: لماذا نستسلم بينما يمكننا الحصول على شيء أفضل؟”.
وقال إبراهيم مدهون، المحلل الفلسطيني، إن الحركة بحاجة إلى “مخرج” من الحرب، و”المشكلة هي أن إسرائيل أغلقت جميع المخارج”.
ورفضت “حماس”، علنًا على الأقل، الدخول في نقاشات حول التخلي عن سلاحها أو نفي قادتها. وفسر حسام بدران، المسؤول البارز في “حماس”، رفض الحركة الاستسلام بأنه حماية للفلسطينيين.
وقال في رسالة نصية: “نتعامل مع حكومة متطرفة ارتكبت مجازر بحق شعبنا، ولا تزال تخطط لقتل وذبح وتهجير شعبنا”. وأضاف: “لا يمكننا التوقف عن الدفاع عن أنفسنا وشعبنا في ظل عجز المجتمع الدولي والتواطؤ الأمريكي الواضح”. وأضاف بدران: “بدون اتفاق سياسي واضح يحمي الشعب الفلسطيني وأرضه، ستواصل المقاومة نضالها”.
وقبل فترة ألمح مسؤول آخر في “حماس”، وهو طاهر النونو، إلى أن الحرب قد تصب في صالح “حماس” في النهاية، وهي نتيجة تبدو مستبعدة نظرًا للتفوق العسكري الإسرائيلي.
وعندما سُئل على قناة “روسيا اليوم” الناطقة بالعربية عما إذا كان تنفيذ هجوم عام 2023 قرارًا صائبًا، أجاب أن لا أحد يمكنه الحكم على الحرب التي لم تنته بعد. وقال: “قبل إنزال نورماندي، كانت ألمانيا تحتل أوروبا بأكملها تقريبًا”، في إشارة إلى معركة مكلفة لكنها حاسمة خلال الحرب العالمية الثانية. “بعد ذلك الإنزال، تغير الوضع”.
القدس العربي