تيسير النجار: رسالة في الحرية.. الألم الآن

بعد خروجه بشهرين من السجن الإماراتي، كتب تيسير النجار، رحمه الله، مقالاً تحدث فيه عن جزء من معاناته والذي حمل عنوان: “رسالة في الحرية.. الألم الآن”.

وقال النجار في المقال: “بعد مضي شهر ونصف الشهر على خروجي من المعتقل الذي يسمى مجازاً سجناً، السجن لا يزال يرافقني”.

وأضاف: “لا أعرف ما الذي عليّ أن أفعله على وجه الدقة، أو غير وجه الدقة، حتى أشعر أنني خرجت من السجن الأمني في مدينة أبوظبي التي تحمل السر المرئي. والمعاني العميقة للكلمات التي أصبحت بمثابة القدر لكل إنسان عربي. وأبرز تلك الكلمات: القهر، الطغيان، الاستبداد، الظلم، أما الظالم فلا عزاء له سوى خوفه من الحرية”

وتابع: “أول ما فعلته حين خرجت نوبات البكاء الحارقة، ونوبة التشنج، وتوالت النوبات، والآن تعيش نوبة متواصلة من الصمت.

وأكمل: “سؤالي لنفسي: ماذا أفعل، حتى أخرج من تلك السنوات المؤلمة التي ترافق حواسّي، وتتدفق في جسمي. لم أشعر أنني خرجت من السجن، لأن من يسجن في الإمارات يرافقه السجن في كل لحظة من حياته”.

ويضيف: “الكل يريد مني أن أكون قوياً، لأن الكل “هذا” لم يذق خلاصة الألم البشري، ولأن الكل “هذا” لم يعرف ما معنى حركة الجسد، وكيف يتفنّن السجان في التحكّم بها. في سجني الانفرادي”.

ويقول: “الألم الذي تذوّقته في السجن أكبر من فكرتنا عن الألم، وفهمنا له”.

ويتابع: “كانت حياتي في السجن قائمة على صبر القلب، هذا القلب الذي تكسّر. وكان المحقق يدوس عليه، كمن يدوس على لوحٍ من الزجاج”.

وأكمل: “ماذا نفعل بكل هذه الشظايا؟ ماذا نفعل بالجسد الذي لم تعد تجري فيه دماء، بل آلامٌ وذكريات قاسية، ولا تزال، لأن عملية التهشيم لكل مفردات الإنسانية تتم في السجن الانفرادي”.

واستكمل: “ليس مهماً أن تحافظ على ما تسمّى إنسانيتك، المهم الحفاظ على وجودك. أن تكون حياً هذا الأمر الأهم الذي يمكّنك من الحفاظ على حقك في فهم الماضي، لا إصلاحه”.

وقال النجار: “الظلم كلمة من اللغة وواقع حياة عشته بكل الم وبصبر ورضى من الله.. أفعال وأقوال الظلم التي وقعت علي احتسبها عند الله”.

واستطرد: “كما يقول احد الحكماء الظلم في مكان ما يمثل تهديدا للعدل في كل مكان.. الإيمان بالله أنه القوة الوحيدة التي تملأ ادراج الألم بالزهور والياسمين”.

Comments (0)
Add Comment