تقرير خاص: وفاة تيسير النجار بسبب آلام التعذيب في سجون أبو ظبي يفجر نقمة عربية عارمة ضد الإمارات

البابور – خاص

نعى كتاب وصحفيون وناشطون اعلاميون من شتى انحاء العالم العربي الصحفي والشاعر تيسير النجار الذي توفي امس بعد معاناته الطويلة من عدة امراض المت به بعد اعتقاله في الامارات لمدة تزيد عن 3 اعوام بعد كتابة تعليق على صحفته على فيسبوك ينتقد موقف الامارات من الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة عام 2014. وكان النجار يعاني من آلام وأوجاع في جسده بسبب التعذيب والسجن الانفرادي، وقد تفاقمت أوضاعه الصحية خلال فترة الاعتقال وبعدها.

وكان آخر منشور للصحفي الراحل يتحدث فيه عن آلامه، إذ كتب عبر فيسبوك: “يا لطيف… الطف بحالي مريض جدا… مؤسف أن يكون بقلبي كل هذا الوجع محبتي. اللهم منك الشفاء والعافية. آمين”.

وعانى النجار من أمراض عدة بسبب التعذيب في السجون الاماراتية إذ كان يعاني من داء الشقيقة، ولا يسمع في إحدى أذنيه. إضافة إلى مشاكل في الأسنان”

ولم تغب معاناته في سجون الإمارات بشكل مباشر أو غير مباشر عن صفحته الشخصية، هو الذي عانى الأمرّين داخل عنبر الأمنيين، عنبر 9 في سجن الوثبة في أبوظبي.

وتناول الناشطون  والصحفيون والاعلاميون على مواقع التواصل معاناة النجار في سجون الإمارات وبعد الخروج منها.

وكشف مراسل الجزيرة في الاردن تيسير الصمادي تهديد النجار بعدم الظهور بقناة الجزيرة وقال: “وفاة الصحافي الأردني تيسير النجار، متأثرا بأوجاع سجنه في الإمارات.. أذكر يوم زرته لإقناعه بالظهور معي على الجزيرة.. فرد معتذرا: هناك الكثير الذي لن أستطيع البوح به. لقد هددوني بالقتل إذا ما ظهرت على قناتكم”. وتابع: “رحم الله تيسير الذي ظل يقول، إنه لن ينسى ملامح من عذبوه ليحاسبهم أمام الله”.

وقال الناشط الاعلامي  عبد الله الملا: “انتقل إلى رحمة الله الصحفي الأردني تيسيرالنجار 45 عاما، الذي اعتقل 3 سنوات في سجون الإمارات سيئة السمعة. وأصبح يعاني من آثار التعذيب حتى  توفي رحمه الله. بعد كتابة تغريدة مؤثرة نعى فيها نفسه ودعا فيها ربه بأن يلطف بحاله ويشفيه نسخة إلى وزارة التسامح”.

وقال الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية: “ تيسيرالنجار في ذمة الله.. هذا الصحفي الشجاع الذي عاش ويلات السجن والسجان لثلاثة سنوات مرعبة في سجون الإمارات”. وأضاف:” ذنبه الوحيد أنه وقف مع غزة في حرب 2014 وانتقد التواطؤ الإماراتي، خرج بعدها من السجن بأمراض متعددة وعذاب لم ينتهي حتى وفاته رحمه الله وغفر له”.

وكتب الصحفي الاردني باسل العكور: “نعي صحفي صادق وحقيقي كبير.. الزميل تيسير النجار يغادرنا الى جوار ربه متأثرا بالخذلان ، و ظلم ذوي القربى ..لن ننساك ايها الصديق فلقد كنت وستظل احد عناوين الحقيقة التي حاولوا ان يسكتوا صوتها و يطفئوا نورها الذي كان يشع منك حروفا وقوافي  ..

اخي تيسير النجار .. قلبك العذب النقي  لم يتحمل اهوال السجن  والظلم و التنكيل .. رحمك الله ايها الصديق الطيب واحسن عزاء زوجك وابنائك وعشيرتك .. انا لله وانا اليه راجعون”

ونعت رابطة الكتاب الأردنيين  بمزيد من الحزن والأسى، الأديب والإعلامي تيسير النجار(عضو الرابطة) وتقدمت من أسرته الكريمة بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة.

وكتبت الاعلامية منى حوا على صفحتها على تويتر: “توفى الصحفي الأردني تيسير النجار الذي حُبس ظلمًا 3 سنوات في الإمارات. اختطف وعُزل عن ذويه، وبعد مطالبات حقوقية واسعة اضطرت حكومة أبوظبي مكرهة الإفراج عنه مع غرامة فلكيّة. اليوم يرحل بوجعه.. دعونا نتذكر أن دار بن زايد فعلت فيه كل ذلك لمجرد الانزعاج من منشور سلميّ كتبه على صفحته”.

وقال الكاتب فادي القاضي: “الصحافي الأردني تيسير النجار في ذمة الله. توفي في ساعات الفجر الأولى وكان يكافح أمراضاً وتعباً ورثه من سجن ظالم ظالم ظالم في الإمارات”.

وكتب بلال العقايلة: “الزميل الصحافي والمعتقل السابق في سجون الإمارات تيسير النجار، يودّع الحياة تاركاً الحسرة والألم في نفوس زملائه ومحبيه… حسبنا الله على الظالمين… و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.

وقال الصحفي الاردني احمد ذيبان:

” البقاء لله .. الزميل  تيسير النجار يرحل محملا  بمعاناة هائلة  جراء الإحساس بالظلم .. انتقل الى رحمة الله تعالى الليلة الماضية  أثر أزمة قلبية ،الزميل الصحفي والكاتب  تيسير النجار، بعد سنوات من المعاناة  جراء الإحساس بالظلم والقهر،  حيث  أمضى ثلاث سنوات  في السجن  بدولة الامارات العربية المتحدة،  وتم الافراج عنه  في شهر شباط عام 2019 بعد  إكمال محكوميته .. عاد النجار الى ألأردن محملا  بجبال من الألم النفسي والجسدي  والإحساس بالقهر .. رحمه الله  وغفر له  وأسكنه فسيح جنانه ،وتعازينا الحارة لعائلته ومحبيه..وإنا لله وإنا اليه راجعون”

وكتب الصحفي ماجد توبة: “تيسير النجار.. رحمك الله اخا وزميلا وانسانا عزيزا.. ارهقوا قلبك وروحك في بلاد الملح ظلما وقهرا واستعبادا.. ارقد بسلام. ان لروحك الطيبة ان تستريح”.

وقال الكاتب محمد جميل خضر: “تيسير النجّار دمك في رقبة جلّاديك.. من سجنوا روحك ظلمًا.. من حرموك وحرموا أسرتك أبسط حقوق الإنسان: الحياة.

وداعاً تيسير..

عشت مندهشاً وغادرتنا مندهشين..!!

صديقي، على روحك السلام”

رسالة في الحرية .. الالم الآن

وكان تيسير النجار قد نشر مقالا، بعد شهرين من اطلاق سراحه، عن الاهوال التي واجهها في سجن الوثبة الاماراتي والتعذيب النفسي والجسدي الذي تعرض له بعنوان “رسالة في الحرية.. الألم الآن”: قال فيه: “بعد مضي شهر ونصف الشهر على خروجي من المعتقل الذي يسمى مجازاً سجناً، السجن لا يزال يرافقني”.

وأضاف: “لا أعرف ما الذي عليّ أن أفعله على وجه الدقة، أو غير وجه الدقة، حتى أشعر أنني خرجت من السجن الأمني في مدينة أبوظبي التي تحمل السر المرئي. والمعاني العميقة للكلمات التي أصبحت بمثابة القدر لكل إنسان عربي. وأبرز تلك الكلمات: القهر، الطغيان، الاستبداد، الظلم، أما الظالم فلا عزاء له سوى خوفه من الحرية”

وتابع: “أول ما فعلته حين خرجت نوبات البكاء الحارقة، ونوبة التشنج، وتوالت النوبات، والآن تعيش نوبة متواصلة من الصمت”.

وأكمل: “سؤالي لنفسي: ماذا أفعل، حتى أخرج من تلك السنوات المؤلمة التي ترافق حواسّي، وتتدفق في جسمي. لم أشعر أنني خرجت من السجن، لأن من يسجن في الإمارات يرافقه السجن في كل لحظة من حياته”.

ويضيف: “الكل يريد مني أن أكون قوياً، لأن الكل “هذا” لم يذق خلاصة الألم البشري، ولأن الكل “هذا” لم يعرف ما معنى حركة الجسد، وكيف يتفنّن السجان في التحكّم بها. في سجني الانفرادي”.  ويقول: “الألم الذي تذوّقته في السجن أكبر من فكرتنا عن الألم، وفهمنا له”.

ويتابع: “كانت حياتي في السجن قائمة على صبر القلب، هذا القلب الذي تكسّر. وكان المحقق يدوس عليه، كمن يدوس على لوحٍ من الزجاج”.

وأكمل: “ماذا نفعل بكل هذه الشظايا؟ ماذا نفعل بالجسد الذي لم تعد تجري فيه دماء، بل آلامٌ وذكريات قاسية، ولا تزال، لأن عملية التهشيم لكل مفردات الإنسانية تتم في السجن الانفرادي”.

واستكمل: “ليس مهماً أن تحافظ على ما تسمّى إنسانيتك، المهم الحفاظ على وجودك. أن تكون حياً هذا الأمر الأهم الذي يمكّنك من الحفاظ على حقك في فهم الماضي، لا إصلاحه”.

وقال النجار: “الظلم كلمة من اللغة وواقع حياة عشته بكل الم وبصبر ورضى من الله.. أفعال وأقوال الظلم التي وقعت علي احتسبها عند الله”.

واستطرد: “كما يقول احد الحكماء الظلم في مكان ما يمثل تهديدا للعدل في كل مكان.. الإيمان بالله أنه القوة الوحيدة التي تملأ ادراج الألم بالزهور والياسمين”

وكانت السلطات الاماراتية قد اعتلقت الصحفي تسير النجار في سجون الامارات منذ عام 2015 وحتى نهاية عام 2019، بتهمة “اهانة رموز الدولة”، بسبب كتابته تعليقا على صحفته على فيسبوك بك يتنقد الدور الاماراتي والمصري في الحرب على غزة وخنق القطاع، وأدانته محكمة إماراتية بموجب قانون “مكافحة جرائم تقنية المعلومات”، في آذار/مارس 2017، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات وغرامة نصف مليون درهم إماراتي (نحو 136 ألف دولار أمريكي). وأفرج عنه في شباط/ فبراير 2019. بعد شهور من انتهاء مدة محكوميته.

صور من صفحة تيسير النجار وتعليقات من فيسبوك وتويتر

Comments (0)
Add Comment