البابور الموقع العربي

إزهاق الأرواح في ” المحرر السوري”.. من المسؤول؟!

1٬072

مؤيد اسكيف

الحوادث التي يتعرض لها الأطفال في شمال سوريا، تلفت الانتباه إلى قضية يتجاهلها” إعلام الثورة” رغم أهميتها، فأنا العبد الفقير الذي انتقل جسده إلى اوروبا وبقيت روحه في سوريا، أتابع غرف الواتس اب التي تنقل أخبار سوريا.

بشكل يومي أقرأ أخبار الحوادث المرورية في مناطق شمال غرب سوريا، ومن يتابع هذه الغرف سيقرأ هذه الحوادث في زحمة حوادث القصف والخطف والقنص والعجز أمام جائحة كورونا، فلا يلقي لها اهتماما على اعتبار أنها تحدث في كل دول العالم، فغالبا ما يشد اهتمامي ما يحدث في سوريا دونا عن دول العالم المستقرة، إلا أن (فيديو طفل الاتارب) شدني وحبس انفاسي، وعندما نجا الطفل بما يشبه المعجزة، تنفست الصعداء، وشكرت العناية الالهية التي لطفت به.

كنت اتمنى لو كنت بجواره في تلك اللحظة، لأتقدم إليه كاي رجل سوري واوبخه كما اوبخ أخي الصغير، لعدم اهتمامه بسلامته، وسلامة روحه.

ثم قلت لنفسي: ماذا لو وبخنا كل المتساهلين بالأنظمة المرورية؟ كم من الأرواح سننقد؟ من شباب البلد الذي يعيل بعضه أسرته وآخر يكبر أمام عيني أمه التي تكبر أحلامها معه.

بشكل شبه يومي تنقل هذه الغرف خبر وصول جثة مجهولة الهوية إلى أحد المستشفيات مرفقة الخبر بصورة الضحية. وأحيانا تنقل هذه الغرف خبر عن حادث واحد تسبب في أكثر من قتيل، هذا عدا عن الجرحى الذين يصابون غالبا بعاهات وتشوهات بعضها دائمة، فيكون مصيرهم لا يختلف عن مصير ضحايا الحرب، حيث يحتاجون للدعم والمساعدة بشكل دائم، هذا إذا افترضنا أن ضحايا الحرب في سوريا أصلا يجدون من يعيلهم أو يساندهم.

أما أسباب كثرة الحوادث المرورية وضحاياها فأعتقد أنه ينصب بالدرجة الأولى على “المجلس الإسلامي السوري” الذي تجاهل شعار القبعات البيض، المستمد من قوله تعالى” ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، فأي عين فاحصة يمكن أن تلمس الجهل بقوانين المرور وقواعده فضلا عن آدابه لدى أغلب السائقين، وبالطبع فإن جل السائقين وضحايا الحوادث المرورية  من اليافعين الذين نشأوا في ظل أخلاقيات الحرب، والذين يؤثر بهم الخطاب الديني أكثر من غيره، إنها أيضا مسؤولية المساجد والخطباء المشغولين بروايات ومضامين الدار الآخرة، متجاهلين واقع الأرض التي أمرنا الله بإعمارها، ومعاقبة المفسدين بها. يضاف لهم الإعلام المعني بشؤون المنطقة، والذي بات يخدم مؤسساته وأجنداتها الإعلانية أكثر من المكان الذي يعيش فيه، لا شك أن الواقع محبط، لكننا مأمورون بالجهاد الأكبر.

لا ننسى أيضا البنية المتهالكة للطرقات والشوارع وغياب الارشادات المرورية، وغياب من يطبق القوانين المرورية، هذا برسم المجالس البلدية والسلطات الإدارية في تلك المناطق” المحررة”.

هذا الشاب الذي نجا بحمد الله ولطفه، يتمنى أي فاعل خير لو أنه كان سببا في نجاته، تطبيق القوانين المرورية بصرامة، هو إحياء غير مباشر لعشرات بل مئات الأرواح، أجرها عند الله محفوظ، الذي ضمن لك أجر من الطير الذي أكل من الشجرة التي زرعتها في مكان ما حتى عندما كنت طفلا. فما بالنا بإحياء روح؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار