Cape Flats الجنوب أفريقية: طائرة عسكرية إماراتية نقلت أسلحة إلى (إسرائيل)
الطائرة تجنبت الدخول في الأجواء الأردنية
البابور العربي – متابعات
نشرت صحيفة Cape Flats الجنوب أفريقية (23 أغسطس/آب 2025) تقريراً يفيد بأن طائرة نقل عسكرية إماراتية من طراز Il-76، تحمل رقم الرحلة FY4942، هبطت مطلع الأسبوع الجاري في مطار رامون جنوب إسرائيل، وعلى متنها شحنة يُعتقد أنها معدات عسكرية. واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة — في حال تأكدت رسمياً — قد تمثل أول عملية نقل عسكرية علنية بين الإمارات وإسرائيل منذ توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020.
ووفق التقرير، لم تصدر أي بيانات رسمية من كل من الإمارات أو إسرائيل بشأن طبيعة الشحنة. كما لم يعلّق الجيش الإسرائيلي على الموضوع، بينما فضّلت أبوظبي التزام الصمت، رغم أن معطيات مفتوحة المصدر (بيانات تتبع الطيران وصور أقمار صناعية وروايات شهود عيان) أكدت وصول الطائرة إلى مطار رامون وتفريغها تحت حراسة مشددة.

مسار الرحلة وتجنب المجال الأردني
أبرز ما لفت الانتباه في العملية هو مسار الرحلة. فالطائرة لم تعبر الأجواء الأردنية، رغم أن الأردن يحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع كل من الإمارات وإسرائيل. وبدلاً من ذلك، سلكت مساراً أطول عبر ممرات يُعتقد أنها خاضعة للسيطرة المصرية أو السعودية. واعتبر محللون أن هذا الاختيار يعكس حساسية سياسية وحرصاً على تجنّب أي حرج دبلوماسي مع عمّان.
وقال الدكتور عمر زيدان، محلل طيران إقليمي مقيم في إسطنبول، لصحيفة Cape Flats:
“لم تكن هذه رحلة شحن روتينية. إن تغيير مسار طائرة عسكرية حول الأردن، خصوصاً خلال عملية مشحونة سياسياً، يُشير إلى أن الجميع خلف الكواليس ليسوا على دراية أو موافقة كاملة على ما يحدث.”
أبعاد استراتيجية محتملة
تقرير الصحيفة أشار إلى أن الشحنة قد لا تكون أسلحة ثقيلة، بل ربما معدات تكتيكية أو ذخائر دقيقة التوجيه، وهي من النوع الذي يمكن أن يؤثر على ميزان القوى الميدانية دون أن يثير ردود فعل دولية مباشرة.
ورأت يائيل بن مئير، محللة دفاعية في تل أبيب، أن الإمارات “تشير إلى مستوى جديد من الالتزام بتحالفها مع إسرائيل”، معتبرة أن “الأمر يتجاوز مجرد الأسلحة ليعكس موقفاً استراتيجياً”.
في المقابل، حذرت لينا دبوس، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية ببيروت، من أن الخطوة “قد تنعكس سلباً على صورة الإمارات”، مشيرة إلى أن “أي دولة عربية يُنظر إليها على أنها تزوّد إسرائيل بالأسلحة تخاطر بضربة قوية لسمعتها، خاصة إذا استُخدمت تلك الأسلحة في الأراضي الفلسطينية.”
ردود فعل ومواقف إقليمية
أثار خبر الرحلة جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، حيث اعتبرها بعض المعلقين “تجاوزاً لخطوط حمراء” و”إخلالاً بالتضامن الإقليمي”.
أما الدبلوماسي الأردني السابق حسين مروان، فقد وصف الأمر بأنه “خط أحمر لم تتوقع دول عربية كثيرة أن يتم تجاوزه”، مضيفاً أن ما سيحدث لاحقاً “قد يعيد تشكيل التحالفات في الشرق الأوسط.”
سياق إقليمي متوتر
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متصاعدة، بما في ذلك الاشتباكات المتقطعة بين إسرائيل وجماعات مدعومة من إيران في لبنان وسوريا، إلى جانب تصاعد التوترات البحرية في البحر الأحمر والخليج.
ويرى مراقبون أن الإمارات تسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين موقعها كقوة حديثة متحالفة مع الغرب، وبين التزاماتها التقليدية تجاه الإجماع العربي في قضايا مثل فلسطين. لكن الخطوة الأخيرة — إذا ما تأكدت — قد تعكس تحولاً ملموساً في السياسة الخارجية الإماراتية من التطبيع الاقتصادي والدبلوماسي إلى التعاون العسكري المباشر.
ورغم غياب التصريحات الرسمية، خلص تقرير Cape Flats إلى أن رمزية هذه الخطوة “أعلى صوتاً من أي بيان سياسي”، معتبرة أن الإمارات ترسل إشارة مفادها أنها “مستعدة لتحمل المخاطر من أجل صياغة مستقبل المنطقة وفق رؤيتها الخاصة.”
مصدر الخبر مع الرابط: Cape Flats