د. محسن محمد صالح
تواجه عملية عربات جدعون الثانية لمحاولة احتلال غزة تعقيدات وتحديات كبيرة، أبرزها:
المزيد من المشاركات
ـ ما الجديد الذي سيستطيع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تحقيقه بعد أكثر من 22 شهراً فشل فيها في تحقيق أهدافه، بالرغم من أنه نفذ مجازر وإبادة جماعية أدت لاستشهاد أكثر من 62 ألف فلسطيني وجرح 157 ألفاً آخرين، ودمر أكثر من 350 ألف منزل، كما دمر البنى التحتية والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس؟! إذ إن عناصر الفشل ما تزال قائمة.

ـ نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات اجتياح وتدمير وتهجير واسعة سابقاً في شمال غزة كان أبرزها “خطة الجنرالات”، ولحقتها خطة عربات جدعون الأولى، وبالرغم مما تخللته من فظائع ومجازر إلا أنها انتهت بالفشل.
ـ الجيش الإسرائيلي نفسه كان يميل لعقد هدنة وصفقة تبادل، ويرى أن الجهد العسكري استنفذ أغراضه، والعديد من رؤساء الأركان والقادة العسكريين والأمنيين السابقين لا يرون قيمة كبيرة في مواصلة الحرب، ولكن الجيش رضخ في النهاية لنتنياهو وللمستوى السياسي.
ـ هناك أغلبية في الجمهور الإسرائيلي تميل لعقد الهدنة، مع ضغوط متزايدة لعدم تفويت هذه الفرصة.
ـ بموافقة حماس على الصفقة، لم يعد ثمة مجال لإلقاء اللوم عليها بتعطيل الاتفاق، وانحصرت دائرة تحميل المسؤولية على نتنياهو وحكومته فقط.
ـ هناك مزيد من الضغوط الدولية، بما في ذلك الدول الغربية، لوقف الحرب وإدخال المساعدات، مع اتجاه عام للاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية؛ ولذلك فإن شن نتنياهو والحملة عسكرية الجديدة، تفتقد للمبررات من وجهة نظر عالمية، وهي تُعرّض الكيان الإسرائيلي لمزيد من العزلة، وتحوله أكثر إلى كيان منبوذ؛ مع تصاعد اللهجة الأمريكية باتجاه الرغبة بوقف الحرب.
ـ التقارير الإسرائيلية نفسها غير متفائلة بإمكانية القضاء على حماس ولا بإمكانية تحرير الرهائن، وبعضها يشير إلى أن الأمر قد يستغرق أشهر عديدة إن لم يكن سنوات؛ كما أن التقارير تشير إلى أن حماس تمكنت إلى حدٍّ كبير من تعويض شهدائها، وأن عديد كتائب القسام يبلغ نحو 30 ألفاً (بعض التقديرات ترفعه إلى 40 ألفاً)؛ وأن الجيش الإسرائيلي بكل ما يملك من قوة وبطش مدعوماً بأسلحة الدمار الأمريكية لم يكن يتمكن على مدى 22 شهراً من تجديد بنيتها المقاتلة الفعالة لحماس. كما يقف الجيش الإسرائيلي والخبراء العسكريون في حالة ذهول من استمرار الأداء النوعي القوي لكتائب القسام وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي وقوى المقاومة؛ حتى بعد كل هذه الحصيلة الهائلة من المجازر والدمار والتجويع. وبالتالي، فمن باب أولى أنه سيفشل في هذه الجولة
د. محسن محمد صالح
مؤسس مركز الزيتونة للدراسات
