اغتالت طائرات الحربية للعدو الإسرائيلي أحلام العروسين ميساء أبو العوف (22عامًا) ووليد البيطار (30 عامًا)، وعصفت بعرسهما المقرر يوم 28 من الشهر الجاري، وحوّلت فرحهم إلى كابوس عقب استشهاد عدد من أفراد أسرة العروس وتدمير منزلها بمدينة غزة.
ولم تفق ميساء بعد من هول ما وقع لعائلتها من مجزرةٍ مروّعة إثر استهداف مباشر لمنزلهم في شارع الوحدة، والذي راح ضحيته 9 شهداء منهم طفل و5 نساء أغلبهن شقيقاتها، فيما أصيبت والدتها بجراح بالغة.
ودمرت “إسرائيل” فجر يوم الأحد 16 مايو/ أيار 3 بنايات سكنية على رؤوس ساكنيها دون تحذير أو إنذار مسبق في “شارع الوحدة” بمدينة غزة، في مجزرة مروعة أسفرت عن 42 شهيدًا وإصابة العشرات من المدنيين العزل.
كسروا فرحتي
“كسروا فرحة قلبي”.. تقول ميساء لمراسل “صفا” بعد أن أخرج خطيبها ما تبقى من جهاز الفرح من أسفل الركام رغم الجهد الكبير الذي بذلته بتحضيره برفقة والدتها التي ترقد حاليًّا في غرفة العناية المركزة بمشفى الشفاء.
وتضيف وهي تبكي: “شقيقتي شيماء كانت هي الأخرى على موعد مع الفرح بعد عيد الأضحى المبارك، لكنها زفت إلى الجنة.. ونسأل الله أن تكون من الشهداء وشفيعة لوالدي”.
وتتابع: “ذهب الفرح من منزلنا، وخطف المحتل السعادة من قلبي، واستشهدت شقيقتاي.. حسبنا الله ونعم الوكيل، كسروا فرحتي وحولوها إلى حزن”.
وكان مقررًا أن ترسل ميساء جهاز فرحها إلى شقة زوجها شرقي مدينة غزة عقب انقضاء عيد الفطر مباشرة، لكن العدوان الذي امتد 11يومًا حال دون ذلك، بل دمّر فرحتها وخطف شقيقاتها.
وعمارة أبو العوف، إحدى العمارات التي دمّرها جيش الاحتلال بالكامل في شارع الوحدة، كانت تضم 8 شقق سكنية، تسكنها 5 عائلات من آل أبو العوف، و3 عائلات هي: مرتجى، الجاروشة، اشكنتنا.
لحظات لا تنسى
المواطن علاء أبو العوف- والد العروسين ميساء والشهيدة شيماء- يصف استهداف الاحتلال لمنزلهم باللحظات التي لا تنسى والكابوس المرعب، إذ لم يدرك بعد أنه “زف عروسًا إلى الجنة، وفقد حبيبة روحي روان (ابنته الثانية)”.
ويقول أبو العوف لمراسل “صفا”: “كنت خارج شقتي لجلب بعد الحاجيات للمنزل، لكن ما هي إلا لحظات حتى صرخ ولدي صبحي.. الحق (أسرع) يا بابا البيت وقع”.
الدموع لم تفارق وجنتي أبو العوف وهو يصف لحظة انهيار عمارته السكنية أمام ناظريه، وعلى رؤوس عائلته، قائلًا: “تجمّدت مكاني وشعرت حينها بثقل قدماي ولم أستطع الحركة، ولم أدرك أن الاستهداف طال بيتي.. نعم بيتي أنا”.
ويضيف: “أرواحنا كانت أرخص بالنسبة لنتنياهو من مكالمة جوال لنخلي بيتنا على الأقل.. نحن في عالم مجرم، كيف يصمت على هذه الجرائم المروعة بحق الآمنين في منازلهم”.
علاء كان قرر بيع محله التجاري لتغطية تكاليف فرح ابنتيه ميساء وشيماء، لكن متجره دُمر ورحلت عروسه شيماء وشقيقتها روان دون عودة، واندثرت فرحهم.
ومع اشتداد أي عدوان إسرائيلي على غزة، كانت تلجأ العائلات إلى وسط غزة وحي الرمال، احتماءً من الغارات الإسرائيلية، لكن هذا الحي الآمن طاله الكثير من التدمير لمنازله وطرقه وبنيته التحتية.
فرحنا يوم التحرير
الشاب وليد البيطار يعبر بكلمات بسيطة عن حزنه لما أصاب عائلة أبو العوف، قائلًا: “لن نسمح للاحتلال أن يخطف فرحنا وسنفرح حين تتحسن أحوال حماتي والدة ميساء”.
ويقول البيطار لمراسل “صفا”: “فرحنا بإذن الله سيكون يوم التحرير والانتقام من المحتل لما تسبب به من قتل ودمار بحق المدنيين والآمنين.
وكان البيطار يستعد لإتمام مراسم زواجه على ميساء، بعد أن أنهى تجهيز شقته السكنية وجلب عروسه قبل العدوان بأسبوع لتشاهد تجهيزاتها، بما في ذلك طقم النوم الذي فرحت به كثيرًا.
ويضيف “حجزت صالة الفرح يوم 28 مايو الجاري في قاعة الجزيرة، وجهزت بطاقات الفرح، وأرسلتها لخطيبتي، لكن قدّر الله وما شاء فعل، وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
المصدر: صفا