يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى احتمال تجدّد القتال في قطاع غزة قريبًا، بحسب ما ذكر المراسلون العسكريون لوسائل الإعلام الإسرائيليّة، في أعقاب إحاطة صحافية قدمها مسؤول في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس.
وذكر المراسل العسكري لصحيفة “هآرتس”، يانيف كوفوفيتس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي غير قادر، إلى الآن، على تحديد درجة ارتداع حركة “حماس”، بعد 12 يومًا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبخلاف تقديرات المستوى السياسي الإسرائيلي عن ارتداع حركة “حماس”، يقدّر مسؤولون كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي في نقاشات داخليّة أنه في هذه المرحلة “لا يمكن التحديد إلى أيّة درجة رُدعت ’حماس’، وكيف سيؤثّر الضرر في قطاع غزة على قرارها بدء حرب أخرى قريبًا”.
وتقدّر شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي (“أمان”) أنّ 10% من المنظومات الصاروخية لفصائل المقاومة تضرّر فقط، وأن حركة “حماس” تملك “آلاف الصواريخ” لمديات متعددة.
وأشار المراسل العسكري لصحيفة “هآرتس” إلى أن شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي تعتبر أن “إسرائيل حققت نصر تكتيكي ‘شبه كامل‘” في غزة وأنها نجحت بـ”حسم المعركة عملياتيا”.
ويسود الاعتقاد لدى المؤسسة العسكرية الإسرئيلية بأن “النصر التكتيكي قد تحقق بالأساس بسبب إحباط كل محاولات ‘حماس‘ لتنفيذ هجمات جوية وبحرية وبرية واسعة النطاق كان من الممكن أن تمنح الحركة ‘صورة انتصار‘”.
وتشير تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن “الحسم العملياتي” الذي تتحدث عنه شعبة الاستخبارات العسكرية، “ليس انتصارًا جليا أدى إلى انهيار حركة ‘حماس‘، ولم يقوّض قدراتها ولن يمنعها من خوض جولة قتالية في المستقبل القريب”.
وتُجمع كافة الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة، بحسب ما ذكرت “هآرتس”، على أنه إذا لم يدخل المستوى السياسي الإسرائيلي، بالقريب العاجل، لتهدئة “سريعة وكبيرة”، فإن “الإنجازات العسكرية” لن تدوم لفترة طويلة.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر استخباراتية إسرائيليّة أن ملف الأسرى (الذي ذكرت إسرائيل أنها تنوي وضعه شرطًا لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة) هو ملف “حسّاس وإشكالي”، لأنه لن يتحقّق مقابل المساعدات فقط.
وقالت المصادر الاستخباراتيّة لـ”هآرتس” إنه “لإعادة الأسرى، سيكون مطلوبًا من إسرائيل، أيضًا، الإفراج عن أسرى ’حماس’ – واستغلال باكرًا قدر الإمكان حاجة أهالي غزة إلى التهدئة، لأنها محرّك مهمّ للدفع بصفقة الأسرى”.
وتابعت المصادر “موجة العنف في الضفة الغربية انتهت أيضًا. ويجب استغلال هذا لتقوية السلطة الفلسطينيّة”، كما شددوا على ضرورة منع “وصول الأموال لتي يفترض استخدامها لإعادة إعمار قطاع غزة إلى حركة حماس”.
واعتبرت الصحيفة أن “حماس أنهت الجولة القتالية وقد حظيت باهتمام المجتمع الدولي وجمعت أوراق ضغط قد تستخدمها في مباحثات التسوية أكثر من تلك التي كانت بحوزتها قبل العملية الإسرائيلية الأخيرة على القطاع”.
تمديد ولاية كوخافي
وعلى صلة، قرر وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، تمديد ولاية رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، لمدة عام إضافي. وقال غانتس إن تمديد ولاية كوخافي “في هذا الوقت الذي يشهد تغييرات إقليمية وتحديات على مختلف الجبهات، أمر بالغ الأهمية لأمن إسرائيل”.
وذكرت التقارير أن غانتس أخطر كوخافي بقراره كما أطلع عليه كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والمستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت؛ فيما شدد غانتس، في منشور أعلن من خلاله قراره بتمديد ولاية كوخافي لعام رابع، على أن “رئيس الأركان هو أساس الاستقرار القيادي والتشغيلي في جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
“ذكاء اصطناعي لتدمير أنفاق حماس”
وخلال الإحاطة الصحافية، شدد المسؤول في شعبة الاستخابارت العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، على ما وصفه بـ”نجاح” جيش الاحتلال الإسرائيلي في تدمير شبكة أنفاق حركة “حماس” والتي يطلق عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي تسمية “مترو حماس”.
وأشار إلى استعانة جيش الاحتلال الإسرائيلي بتكنولوجيا “الذكاء الاصطناعي” وقال إن هذه التكنولوجيا “شكلت عنصرا أساسيًا في قتال العدو”. ومن بين الأدوات الجديدة للذكاء الاصطناعي التي استعرضها المسؤول العسكري الإسرائيلي لمواجهة “مترو حماس”، نظام “الخيميائي”.
وذكر المسؤول أن “الخيميائي” عبارة عن منظومة دفاعية تعمل على “حماية المناطق الحدودية واكتشاف الأهداف في الوقت الفعلي؛ وقادرة على إنشاء “بنك أهداف” متجدد حبث يتم تحديدها أثناء العمليات القتالية.
كما كشف عن ما وصفه بـ”منظومة البشارة”، والتي تعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وقال إنها قادرة على تقديم توصيات حول الأهداف لعناصر لواء الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية، بالإضافة إلى تقديم توصيات لقيادة الفرق العسكرية المختلفة.
وقال إن جيش الاحتلال الإسرائيلي شكل خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة قاعدة عسكرية تشمل غرفة عمليات مشتركة لشعبة الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو؛ وادعى أنها نجحت عبر المنظومات التي تعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتي طورتها الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بتحديد “200 هدف نوعي”.
وقال إن “الأهداف النوعية تشمل فتحات آبار تستخدم لإطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب والقدس”، وزعم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “دمر نصف هذه الأهداف خلال العملية العسكرية الأخيرة”. وأضاف أن ” جمع معلومات استخباراتية كبيرة ومتنوعة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والارتباط العميق بالميدان، أدى إلى تحول دراماتيكي في تعزيز ارتباط الاستخبارات بالأنشطة العملياتية”.
وادعى المسؤول العسكري الإسرائيلي، كذلك، أن الوحدة 9900 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، لعبت دورا كبيرا في الكشف عن شبكة أنفاق حماس ومواقع إطلاق الصواريخ. وقال إن الوحدة “تمكنت من تطوير قدرات للكشف عن التغييرات الميدانية خلال المعركة”.
وقال إن الوحدة 9900 تمكنت من تطوير منظومة قادرة على تمييز قادة حماس رغم التغييرات الحاصلة، وقال “إن الوحدة نجحت بتطوير آلية قادرة على التحقق مما إذا القائد الميداني (في فصائل المقاومة) ضمن دائرة الهدف أم لا من خلال معالجة البيانات والذكاء الاصطناعي”.
المصدر: عرب ٤٨