البابور الموقع العربي

هل أصبح مـحـمود عــباس عبئا على الشعب الفلسطيني .. !!

442

عـادل أبو هـاشـم

هل أصبح محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية يشكل عبئاَ على الشعب الفلسطيني حيث يتهمه السواد الأعظم من الشعب بأنه يقف كتفاً إلى كتف مع الاحتلال الصهيوني ، وأصبح هو والاحتلال وجهان لعملة واحدة ، وأن كل الأزمات والكوارث التي يعاني منها الشعب الفلسطيني وقضيته وراءها الاحتلال ثم عباس الذي يجب طرده من موقعه بعد أن أصبح يشكل خطراً على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة من خلال التصريحات اليومية و التحريضية التي يدلي بها بانتظام و إصرار غريبين ضد فصائل المقاومة ، وجميعها تتمحور في جلد شعبنا والمقاومة وتحميلهما المسؤولية في تدمير كل ما بنته السلطة الفلسطينية ، وتبرئة الاحتلال من المسؤولية عن جرائمه في محاولة تهدف إلى زيادة إرباكنا ، وجعلنا نخطئ في ترتيب الأولويات ، ونخطئ في البديهيات .؟؟!!
المدافعون عن عباس يطالبون بايجاد العذر له ، فقد دخل الرجل في مرحلة ” أرذل العمر ” بعد أن تجاوز الثمانين بسنوات ، وسبحانه و تعالى القائل :
” ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير ” ، حيث بين ــ جل وعلا ــ في هذه الآية الكريمة : أن من الناس من يموت قبل بلوغ أرذل العمر ، ومنهم من يعمر حتى يرد إلى أرذل العمر . وأرذل العمر آخره الذي تفسد فيه الحواس ، ويختل فيه النطق والفكر ، وخص بالرذيلة ; لأنه حال لا رجاء بعدها لإصلاح ما فسد .
ما دعانا الى ما سبق النداء الذي وجهه آلاف الكفاءات الفلسطينية من مثقفين واكاديميين وشخصيات عامة تطالب فيه بنزع ما تبقى من شرعية محمود عباس ، والمطالبة باستقالته او اقالته الفورية من مناصبه القيادية كلها ، ومساندة الحملة الوطنية لاعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب قيادة بديلة للشعب الفلسطيني .
ورغم ان هذا النداء قد قدم جردة حساب سريعة للعقود الثلاثة الماضية من الفشل الذريع لمحمود عباس وتراجع قضية فلسطين معه ، وتآكل الحقوق الفلسطينية ، الا ان هذا النداء قد جاء متاخرا لاكثر من عشر سنوات لاقالة محمود عباس الذي ارتهن القضية الفلسطينية ، وامتطى مسار النضال الفلسطيني طوال السنوات الماضية ، فصال وجال مستهتراً بشعبنا ونضالاته ، وغير مسار هذا الشعب من نضال و مقاومة وجهاد واستشهاد إلى شركة خاصة له و لأبنائه تحمي مراكزهم التي أوجدوها ، وامتيازاتهم التي سلبوها من قوت الشعب ، علاوة على جعل منظمة التحرير كيان ضعيف منذ توليه رئاستها عام 2004م .ّّ!
فقد استطاع هذا الرجل ـــ الذي استلب من شعب فلسطين كل جهاده ونضاله وتضحياته ، وحرم شهدائه من شرف الشهادة ـــ أن يهدم بسهولة تاريخا ضخما من المجد والمقاومة ، من المجد الذي كان يروى عن شجاعة الفتحاويين وكبريائهم ، والحق بهم وبفتح كل الهزائم ، حيث حول ــ دون عناء كبير ــ الفتحاويين إلى متسولين ينتظرون آخر الشهر .!
لقد أصبح المواطن الفلسطيني في كافة بقاع الأرض يتساءل :
هل محمود عباس حقا رئيسا للشعب الفلسطيني .؟!
إن مجموعة الأحداث المتعاقبة على الساحة الفلسطينية تشير إلى أن الشعب الفلسطيني في واد وعباس في واد آخر ، حيث انه ما زال يصر على التصرف وكأنه خارج المعادلة السياسية الفلسطينية ، وانه لا يقيم وزناُ لنفسه ولا لشعبه .!
عشرات المرات هدد عباس بوقف التنسيق الامني مع اسرائيل ( هذا التنسيق الذي لم يجلب لنا سوى الانقسام وتدمير النسيج المجتمعي والذل والعار أمام العالم باعتبارنا نعمل ومن خلال هذا التنسيق لخدمة وحماية الاحتلال ووكلاء عنه في قمع شعبنا ، وقتل كل روح وطنية فيه ) ، وقال انه لن يعود إلى مائدة المفاوضات طالما أن الاستيطان الاسرائيلي مستمر ، وعندما هددته واشنطن بتحريض اسرائيلي بوقف المساعدات المالية لسلطته سحب كل تهديداته ، والانكى من ذلك تأكيده في مقابلات مع اجهزة اعلام اسرائيلية وخطابات سابقة أن التنسيق الأمني مع اسرائيل ” مقدس″ ، وان استمراره ” مصلحة فلسطينية ” بالدرجة الاولى ، وشدد بأنه لن يسمح مطلقا بانتفاضة ثالثة ضد الاحتلال ، و تباهى بنجاح قواته الأمنية بمنع أي مظاهرات أو أعمال عنف في الضفة الغربية أثناء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة .. !!
تشهد مدينة القدس انتفاضة فلسطينية بطولية قدم خلالها أهلنا في الأرض المحتلة العديد من الشهداء دفاعا عن المسجد الأقصى الذي يواجه التهديد والتقسيم ، ولم يحرك عباس وسلطته و أجهزته الأمنية ساكنا .!
يتحمل محمود عباس المسؤولية عن حالة الهوان التي تعيشها القضية الفلسطينية وتنعكس في انفضاض الاهتمامين العربي والعالمي بها ، لأنه يقمع أي تحرك لمقاومة الاحتلال من خلال قوات أمنه التي باتت حارسا للمستوطنين الاسرائيليين ومستوطناتهم التي يؤكد انه ” أي عباس ” لن يذهب إلى أي مفاوضات طالما استمرت في التوسع ، وكأن ثلاثين عاما من التفاوض أوقفت وحدة سكنية واحدة في الضفة الغربية والقدس المحتلة.!
لا يمل عباس من التأكيد بأنه لا يريد انتفاضة فلسطينية ثالثة ، وينسى أن الذي جاء به وسلطته من المنفى إلى المقاطعة في رام الله ليست سياسات استجداء السلام والتودد للاسرائيليين ، وإنما الانتفاضة الإولى وشهداؤها، ولم يعزز بقاءه في كرسيه إلا الانتفاضة الثانية التي هزت اسرائيل والعالم بأسره، وكانت وراء تشكيل اللجنة الرباعية ووضع خريطة طريق السلام، وهي انجازات إهدرتها سياسات الاذعان والتنسيق الأمني المهين ، والرهان على مفاوضات ” عبثية ” ، وتحويل الشعب الفلسطيني إلى اكبر شعب متسول في العصر الحديث .!
إن محمود عباس يهوى الفشل إلى ابعد الحدود ، ويحترف الجمود عند مواقف ثبت بطلانها ، ويعشق استخدام سياسات غير منتجة حيث يذكرنا عهده بآخر عهود الخلفاء العباسيين ، حيث أخذ منهم الخور والضعف والهوان مأخذا ، حتى صار الخليفة العباسي لعبة بأيدي بعض رجال العسكر من غير العرب ، ودمية بأيدي الجواري ، فوصل الأمر الى أن أحد الخلفاء لم يدم حكمه لأكثر من يوم واحد، وفقئت عيناه وأصبح متسولا ليحصل على قوت يومه .!
محمود عباس كان ــ ولا يزال ــ يمثل أزمة للفلسطينيين على كافة الصعد السياسة والتفاوضية ، وهو عقبة أمام المصالحة ، ورافض للحوار ، ومعاد للمقاومة ، ومتنازل عن القدس والعودة ، ورافض للانتخابات ، وحرم أكثر من خمسين ألفا من المجاهدين والموظفين من رواتبهم في غزة تحقيقا لسياسة التجويع التي يمارسها العدو الاسرائيلي ، ولا يمكن إصلاح الوضع الفلسطيني طالما أن هذا الرجل في موقع رئاسة السلطة وزعامة فـتـح وقيادة منظمة التحرير .!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار