شيماء مرزوق
انتهى العدوان على قطاع غزة في 21 مايو المنصرم بوقف إطلاق نار وصف من جميع الأطراف بأنه هش، وأمام أول اختبار حقيقي قد ينهار، وتندلع مواجهة جديدة.
أولى هذه الاختبارات جاءت بعد أقل من شهر على وقف إطلاق النار، من خلال مسيرة الأعلام التي انطلقت الثلاثاء في القدس، والتي أدت لتفجر أزمة جديدة لم تصل لمستوى المواجهة السابقة ولكن قوبلت بالمقاومة الشعبية، فيما قصف الاحتلال الإسرائيلي عدة مواقع للمقاومة في قطاع غزة.
صحيح أن مسيرة الاعلام لم تفجر وقف إطلاق النار الهش، لكن ذلك لا يعني أن فرص التصعيد غير قائمة.
ويمكن ملاحظة ذلك من سلوك الاحتلال الثلاثاء ضمن الاستعدادات التي جرت لمسيرة الأعلام في القدس، فقد انشغل باستئناف التعامل مع البالونات الحارقة التي انطلقت من غزة، كما جرى نصب القبة الحديدية بشكل واسع، وغير الاحتلال مسارات هبوط الطائرات في مطار بن غوريون لأسباب عسكرية، ما يؤكد وجود مشكلة كبيرة لدى الاحتلال الذي خرج من المعركة مهزوما وعاجزا عن التعامل مع التهديدات التي تطلقها المقاومة.
ويمكن القول إن كل أسباب انهيار وقف إطلاق النار متوفرة وأهمها ما يلي:
أولاً: تأخير عملية الاعمار: فعلياً فإن المعابر مع الاحتلال الإسرائيلي ما زالت مغلقة ويحاول تأخير إدخال المنحة القطرية وتضييق مساحة الصيد.
وبحسب مصادر خاصة “للرسالة” فإن حماس أبلغت جميع الوسطاء والجهات الدولية والاحتلال بأنها غير ملزمة بأي اتفاق وأن ما جرى هو وقف إطلاق نار وفقط، دون أي اتفاق أو بنود ملزمة، ما يعني أنها لن تسمح للاحتلال بالتلاعب والمماطلة.
كما أوصلت رسالة للجميع بأن عملية الاعمار يجب أن تجري بأسرع وقت ودون أي مماطلة أو عراقيل، وأي تأخير قد يفجر تصعيدا جديدا.
ثانياً: الاستفزازات في القدس والتي ما زالت مستمرة، ورغم أن الاحتلال حاول أن يتجنب انفجار الأوضاع، لذا نفذ المسيرة بعيداً عن مسارها الأصلي، عبر الوصول إلى باب العمود دون الدخول إلى الأقصى وبالتالي تجنب التصعيد الكبير أو مواجهة مع الفلسطينيين.
وبحسب المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، طال ليف رام، فإن “الاوضاع في القدس قد تكون العامل المسرع والمفجر الذي قد يقود إلى تصعيد سريع مقابل غزة، لكنها بكل تأكيد ليست السبب الوحيد.
وبين أنهم وحتى إذا استمروا في تسويق عملية “حارس الأسوار” أنها كانت ناجحة وحققت إنجازات، فإنه لا يمكن اعتبارها كذلك في المستوى الإستراتيجي”.
ووفقا لليف رام فإن “احتمالات تصعيد كبير أكبر من احتمالات نجاح المصريين أو وسيط آخر بتحقيق وقف إطلاق نار طويل الأمد”.
ثالثاً: ابتزاز المقاومة من خلال ربط ملف الاعمار والتسهيلات المقدمة لقطاع غزة بقضية الأسرى والمفقودين وهو ما ترفضه حماس بالمطلق، لكن الاحتلال يحاول رفع سقفه في المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية وابتزازها، في محاولة لتقديم إنجاز للشارع “الإسرائيلي”، خاصة مع إخفاقه في المعركة الأخيرة.
كما ان معظم الحديث المتداول عن ملف الجنود الأسرى هو للاستهلاك المحلي لدى الاحتلال نتيجة فشله، والضغوط التي تمارس داخليا وخاصة من أهالي الجنود، لكن مسألة الابتزاز هذه تعتبر أيضاً من أهم عوامل التصعيد المحتمل.
الرسالة نت