بسام ابو شريف
كنت مع الرئيس ياسر عرفات “رحمه الله”، في مقره بصنعاء عندما وصلنا خبر امساك المواطنين بثلاثة من رجال الموساد حاولوا اغتيال قائد حركة حماس خالد مشعل في شارع الجاردنز بعمان ، فأمر الرئيس ابو عمار بترتيب اتصال عاجل بالملك حسين “رحمه الله”، وبعد حديث طلب ابو عمار من الملك حسين باصرار أن يجعل من الافراج عن الشيخ احمد ياسين شرطا من شروط الافراج عن المجرمين الثلاثة، استجاب الملك حسين لطلب الرئيس ياسر عرفات ، وأفرجت اسرائيل عن الشيخ احمد ياسين لتبقيه تحت مراقبة استخبارية دائمة فقد كانت تبيت للشيخ الثائر النوايا الاجرامية.
وبعودة الشيخ ياسين الى غزة أصبح عرضة بشكل كلي لرقابة جوية، وأرضية، وظلت الاستخبارات الاسرائيلية ترصد حركاته ، وتدرس تنقلاته اليومية ولقاءاته ، لكن الاعتماد كان بشكل أساسي على عملاء يعملون على الأرض في غزة ، ويتمتعون بحرية الحركة لمراقبته عن كثب، وابلاغ المخابرات الاسرائيلية عنها، وعندما اكتمل الملف ، وأصبحت حركة الشيخ ياسين ومن يرافقه تحت التدقيق الشديد اجتمع مجلس الوزراء الصهيوني المصغر لاتخاذ القرار .
يقول رونين برغمان:
كانت التقارير التي ترجح شن هجوم جوي لاغتياله بصواريخ تطلق من طائرات حربية فيما هو يغادر، أو يدخل الجامع ليصلي صلاة الفجرالتي لم يكن الشيخ ياسين يقطعها أبدا ، وطرحت كافة الظروف التي ستحيط بتلك العملية التي ستخالف فيها اسرائيل كل القوانين الدولية ، فالقوات المحتلة (حسب المعاهدات، والاتفاقيات الدولية)، لايسمح لها باستخدام أسلحة الجيش ضد السكان الواقعين تحت الاحتلال ، واستخدام الطائرات الحربية لاغتيال الشيخ احمد ياسين، هو مخالفة للمعاهدات والاتفاقات الدولية تحاسب عليها محكمة الجنايات الدولية .
وطرح ضابط آخر حضر الاجتماع للاستشارة ان اغتيال احمد ياسين، وهو داخل أو خارج من الجامع سوف يعرض حياة العشرات ( ان لم يكن المئات حسب تعبيره ) ، للخطر فالمنطقة تكون مكتظة بالأطفال ، والنساء عند تلك الساعة من بزوغ الفجر، وهذا يعني حسب قوله وقوع عشرات من القتلى بينهم أطفال، ونساء ….. رغم كل هذا اتخذ القرار بتوجيه ضربة صاروخية للشيخ احمد ياسين عند خروجه من الجامع بعد التأكد من خلال دخوله الجامع انه موجود ، وتوجه الضباط لتنفيذ الاغتيال .
المزيد من المشاركات