البابور الموقع العربي

القوات الأمريكية تنسحب نهائيا من قاعدة ‘باغرام’ في أفغانستان وطالبان تتأهب للسيطرة عليها

378

أكملت القوات الأمريكية والأطلسية انسحابها الكامل من قاعدة “باغرام” الجوية الاستراتيجية في أفغانستان. في الوقت الذي تتأهب فيه حركة طالبان للسيطرة عليها، الامر الذي يجعل من سقوط العاصمة الافغانية (كابل) بيد طالبان مسالة وقت لا أكثر، فيما تجمع آلاف العملاء الافغان الذي عملوا لصالح قوات الاحتلال الامريكي مطالبين بنقلهم الى الولايات المتحدة، الا ان السلطات الامريكية اعلنت انها ستنقلهم على دول ومناطق اخرى منها جزيرة غوام.

وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية أن الجيش الأمريكي سلّم القاعدة الواقعة على بُعد خمسين كيلومتراً شمال العاصمة ‘كابول’ رسميا إلى القوات الأفغانية.  والقاعدة عملت على مدى سنوات طويلة كمركز للعمليات الأمريكية الاستراتيجية في البلاد في حربها ضد حركة ‘طالبان’. 

وبات الجيش الأمريكي والحلف الأطلسي في المراحل الأخيرة للانسحاب من أفغانستان، بعد تدخل استمر عشرين عاما، فيما لم تسقط حركة ‘طالبان’، التي زادت توسعا في الأيام الأخيرة.

ويتزامن الانسحاب الدولي مع سيطرة حركة ‘طالبان’ على عشرات الأقاليم المحلية، فيما عززت قوات الأمن الأفغانية سيطرتها في محيط المدن الرئيسية.

من جانبها، رحّبت حركة ‘طالبان’ بالانسحاب الأمريكي من قاعدة ‘باغرام’، حيث وصف المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة وعضو وفدها إلى المفاوضات، محمد نعيم، الانسحاب بالخطوة التاريخية.

كما علّق الرئيس الأفغاني، أشرف غني، في لقاء جمعه بقائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، بالقول إنه بانسحاب القوات الأمريكية فُتحت صفحة جديدة بين بلاده والولايات المتحدة.

غلاف مجلة تايم قبل 20 عاما .. تم تعديل العنوان ليكون اليوم الاخير للولايات المتحدة

طالبان تتطالب تركيا بسحب قواتها

على صعيد منصل طالبت حركة طالبان الأفغانية بسحب القوات التركية من أفغانستان، بموجب اتفاقها مع واشنطن، الذي يقضي بسحب جميع القوات الأجنبية. وقال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين؛ إن “تركيا كانت جزءا من قوات الناتو خلال السنوات الـ20 الأخيرة، ومن ثم فعليها أن تنسحب من أفغانستان بناء على الاتفاق الذي وقعناه مع الولايات المتحدة في 29 شباط/ فبراير 2020”.

قلق روسي على أمن الحدود

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده تشعر بالقلق إزاء حشد حركة ‘طالبان’ قواتها في شمال أفغانستان، بالتزامن مع مغادرة القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي البلاد.  ونقلت وكالة ‘إنترفاكس’ للأنباء، عن لافروف قوله: “نحن قلقون، لأن شمال أفغانستان يقع مباشرة على حدود دول حليفة لنا”. 

وأودت الحرب، التي شنتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بحياة أكثر من 47 ألف مدني أفغاني، وحوالي 70 ألف جندي أفغاني، إضافة إلى 2442 جنديا أمريكيا، وأكثر من 3800 متعاقد أمني خاص أمريكي و1144 جنديا من دول التحالف الأخرى.

وبحسب مشروع تكاليف الحرب في ‘جامعة براون’، المعني بتحليل حروب أمريكا خلال القرن الحالي، فإنّ حرب أمريكا في أفغانستان كلفت نحو 2.26 تريليون دولار.

20 عاما من الغزو الأمريكي لافغانستان بالتواريخ

فيما يلي تسلسل للتدخل الأميركي والتطورات المهمة في أفغانستان على مدى العقدين الماضيين:

11 سبتمبر 2001 – تدخل أميركي في أفغانستان بعد هجمات على الولايات المتحدة خطط لها تنظيم القاعدة الإرهابي بزعامة أسامة بن لادن الذي كان في أفغانستان تحت حماية طالبان.

7 أكتوبر 2001 – القوات الأميركية تبدأ حملة جوية بضربات على قوات تابعة لطالبان والقاعدة. وسرعان ما دخل عدد صغير من القوات الأميركية الخاصة وعناصر المخابرات المركزية إلى أفغانستان للمساعدة في توجيه حملة القصف وتنظيم قوات المعارضة الأفغانية.

13 نوفمبر 2001 – قوات التحالف الشمالي المدعومة من الولايات المتحدة تدخل كابل، وطالبان تنسحب إلى الجنوب. وفي غضون شهر فر قادة طالبان من جنوب أفغانستان إلى باكستان.

ديسمبر  2001 – القوات الأميركية تقصف كهوف تورا بورا في شرق أفغانستان بعدما تردد أن بن لادن يختبئ بها، لكنه نجح في التسلل عبر الحدود إلى باكستان حيث اختفى.

2 مايو 2003 – مسؤولون أمريكيون يعلنون انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في أفغانستان. وخلال رئاسة جورج بوش الابن للولايات المتحدة تحول التركيز الأميركي إلى الاستعداد لغزو العراق، الأمر الذي تطلب نقل قوات ومعدات وجمع معلومات استخباراتية من أفغانستان. منح ذلك طالبان فرصة إعادة تجميع صفوفها ببطء، في بادئ الأمر في جنوب وشرق البلاد.

 17 فبراير 2009 – الرئيس باراك أوباما يأمر في أول قرار عسكري مهم بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة بإرسال 17 ألف جندي آخر إلى أفغانستان لمواجهة تصاعد في حركة التمرد. وانضمت هذه القوات إلى قوات قوامها 38 ألفا وقوات من نحو 40 بلدا عضوا في حلف شمال الأطلسي قوامها 32 ألفا كانت بالفعل في أفغانستان.

1 مايو 2011 – القوات الأميركية تقتل بن لادن في غارة على باكستان. وفي الوقت نفسه تقريبا يرتفع عدد القوات الأميركية في أفغانستان إلى نحو 100 ألف ضمن حملة شهدت تكثيف هجمات الطائرات المسيرة التي تنفذها المخابرات المركزية الأميركية على طالبان وغيرها من الجماعات المسلحة في باكستان.

ديسمبر 2011 – مسؤولون أميركيون يقولون إن دبلوماسيين عقدوا سرا حوالى ستة اجتماعات مع ممثلين من طالبان الأفغانية خلال عشرة أشهر سابقة.

27 مايو 2014 – أوباما يعلن الخطوط العريضة لخطة لسحب جميع القوات الأميركية باستثناء 9800 جندي بحلول نهاية العام وسحب البقية بنهاية 2016.

28 ديسمبر 2014 – المهمة القتالية الأميركية تنتهي رسميا بعد انسحاب معظم القوات المقاتلة والانتقال إلى مرحلة الحرب “بقيادة أفغانية”. ويبقى ما يقرب من عشرة آلاف جندي أمريكي تتركز مهمتهم على تدريب القوات الأفغانية ومكافحة الإرهاب.

21 أغسطس 2017 – الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن استراتيجيته، ويدعو إلى انتشار مفتوح للقوات لإرغام طالبان على التفاوض على السلام مع حكومة كابل.

4 سبتمبر 2018 – تعيين الدبلوماسي الأمريكي الأفغاني المولد زلماي خليل زاد ممثلا خاصا للولايات المتحدة في مسعى لإجراء مفاوضات مع طالبان.

29 فبراير 2020 – الولايات المتحدة توقع على اتفاق لسحب القوات مع حركة طالبان ينص على إجراء محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية والحركة المتمردة.

12 سبتمبر 2020 – بدء محادثات سلام في الدوحة بين مفاوضي الحكومة الأفغانية وطالبان بعد تأخر دام شهورا.

2 ديسمبر 2020 – مفاوضو الحكومة الأفغانية وطالبان يتوصلون لاتفاق مبدئي حول خطوات إجرائية تتعلق بمحادثات السلام. ورغم أن الاتفاق يعد تطورا إداريا إلى حد كبير، فإنه أول اتفاق مكتوب بين الطرفين خلال 19 عاما من الحرب.

14 أبريل 2021 – الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن بقاء القوات الأمريكية لما بعد مهلة مايو المنصوص عليها في الاتفاق بين واشنطن وطالبان، لكنه يؤكد انسحاب القوات دون قيد أو شرط بحلول 11 سبتمبر.

26 يونيو 2021 – بايدن يجتمع مع الرئيس الأفغاني أشرف غني في البيت الأبيض ويدعو الأفغان إلى اتخاذ القرار حول مستقبلهم مع تعهده بمواصلة تقديم المساعدة الأمنية.

2 يوليو 2021 – القوات الأميركية تنسحب من قاعدة باغرام الجوية على بعد 60 كيلومترا إلى الشمال من كابل رغم وصول أعمال العنف في أنحاء البلاد إلى مستويات تاريخية.

وكالات + مواقع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار