كشف باحث بريطاني متخصص في تحليل البيانات الرقمية، أن آلاف من الحسابات الوهمية تشارك من خارج دولة قطر في وسم #انتخابات مجلس الشورى، بغاية نشر الأخبار المضللة والتشويه. واستعرض مارك أوين جونز الأستاذ المساعد في دراسات الشرق الأوسط والعلوم الإنسانية الرقمية، بجامعة حمد بن خليفة، في مجموعة من التغريدات بالتفاصيل التقنية الدقيقة، كيف أن روبوتات وحسابات وهمية، وأخرى حديثة النشأة ومشبوهة كثفت نشاطها في الأيام الأخيرة في موقع التواصل الاجتماعي تويتر للتلاعب بعدد من الوسم أوعلامة المربع (هاشتاق) الخاصة بانتخابات مجلس الشورى لتأليب الرأي العام القطري والإيهام بأن الحسابات قطرية. بدوره تطرق تقرير استقصائي حصلت عليه الشرق عن حملات “هاشتاق” منسقة تستهدف الرأي العام المحلي، بتحريض من جهات خارجية، مشيرا إلى الحملات التي نفذها محرضون إقليميون حول مجموعة من القضايا المحلية في قطر، مثل التغريدات المضللة حول “حقوق المعلم في قطر”، أومهاجمة #الشخصية_القطرية، وكذلك الحملات حول اعتقال وزير المالية، والترويج المصطنع لـ# حقوق الشيعة في قطر.
وحذّر التقرير من أن النمط الثابت والمتكرر للحملات يشير إلى أن هناك شيئاً أكثر خطورة قيد التنفيذ، وأن المحرضين الإقليميين ربما يقومون باختبار الوسائل والأساليب لتعطيل انتخابات مجلس الشورى القادمة في قطر أوالتشويه أوالتدخل بأي شكل آخر. واعتبر أن دوافع المشاركين قد تكون محاولة عرقلة المشاركة المدنية في المنطقة، أوالتلاعب بالوضع المحلي في قطر، أوببساطة خلق تدخل في الانتخابات والتشكيك في النتيجة، موضحاً أنه طالما كان المحرضون قادرين على تصعيد الموضوعات المحلية بسرعة في قطر، وبالتالي جذب الانتباه المحلي والإقليمي والدولي، فمن الممكن أن يكون لهم التأثير على الرأي المحلي أثناء الانتخابات.
تضليل واضح
أوضح مارك أوين جونز أن هناك تلاعباً في وسم “انتخابات مجلس الشورى”، وكشف أنه حلل حوالي 18000 تفاعل خلال الساعات الأخيرة، تضمنت حوالي 8600 حساب غير واضح المصدر.
ونشر الباحث البريطاني سلسلة من التغريدات على صفحته في تويتر أوضح فيها أن العينة التي تابعها خلال اليومين الماضيين، تتلاعب بالمحتوى وتستغل الحدث الانتخابي في قطر لنشر البلبلة، مبينا أن هناك تلاعباً واضحاً لا لبس فيه يحدث، وذلك من خلال إعادة تغريد الأخبار المضللة مئات المرات، وهي حسابات ليست أصلية ولا تتبع لأي مواطن في قطر، حيث تقوم الحسابات بالتغريد باستخدام تطبيق “Twitter Web”، أو“تطبيق المتصفح”، والذي يستخدم غالباً للتلاعب.
وبين أن عدداً كبيراً من الحسابات الناشطة في وسم الانتخابات القطرية وهمية أومخترقة منها حسابات في دول أخرى، ولها نشاط سابق يثبت أنها ليس في الدوحة، وتشير بيانات إلى أنها في بريطانيا، أودول أخرى، ولا علاقة لأصحابها الحقيقيين بما يكتب عن الموضوع.
وبين أنه ما لا يقل عن 14% من الحسابات النشطة في هاشتاق “انتخابات مجلس الشورى” هي روبوتات وحسابات مزيفة.
وأوضح مارك أيضا أن أكثر الحسابات تأثيرا على الوسم هي حسابات الرسائل المزعجة (spam) وحسابات مقرصنة موثقة، وتساهم الحسابات غير الحقيقية أوالمقرصنة بمهمة إبراز الوسم. وكشفت التغريدات أن وسم “انتخابات مجلس الشورى” القطري يتم التلاعب به من قبل حسابات غير حقيقية تنشر رسائل مزعجة وحسابات أخبار غير معروفة، على الأقل 1700 حساب مقرصن (sockpuppet) استخدم لهذا الغرض.
حملات مغرضة
بدوره قدم تقرير حملات “هاشتاق” منسقة تستهدف الرأي العام القطري تحليلاً موسعاً يوضح أن نسبة قليلة من مستخدمي الحسابات المشاركين في هذه الحملات تكشف عن مواقعهم التي تشير إلى أنهم من قطر. ويضيف التقرير: “من الناحية الظاهرية، يراد من هذا الإيهام بأن هناك مشاركة قطرية من أجل الترويج للحملات المغرضة.. والحقيقة هي العكس تماما، فإن النسبة الكبيرة من الحسابات التي تم إنشاؤها قبل فترة وجيزة من الحملات الفردية، تعكس عدم صحة هذا الادعاء، وأن الحسابات التي تدعي أنها قطرية والمبلغ عنها ذاتياً هي في الواقع جزء من حملات التسويق الماكر المتطورة، والمصممة لتقليد المحتوى القطري.”
وبحسب التحليل، تشير أربع من حملات الهاشتاق وهي “# حقوق المعلمين في قطر، الشخصية القطرية، توقيف وزير المالية، حقوق الشيعة في قطر”، إلى اختبار حول الأساليب والوسائل المختلفة المتعلقة بمجالات المشاركة المدنية.
ويرى التحليل أن الطريقة والوسائل التي يتم استخدامها، مثلا في هاشتاق # حقوق المعلمين في_قطر، وهومن القضايا المحلية التي تشمل العمالة الوافدة، تستخدم في الغالب عبارة # أبشروا بالعز والخير، التي تقال عادةً لإثبات الولاء أوالفخر للبلاد وقيادتها في الهاشتاق.
وفي هاشتاق # الشخصية_قطرية، يتم الاعتداء على شخصية المواطن القطري بنبرة انتقادية للغاية، أما في حالة هاشتاق# توقيف وزير المالية، تعمل الحسابات الآلية على رفع الخبر المحلي بسرعة، فيما تستخدم الحملات المدفوعة بشبكات منسقة من الروبوتات للترويج المصطنع لهاشتاق #Shia_Rights_in_Qatar
ورصد التحليل تفاصيل كل حملة من الحملات الأربع كالتالي:
“حقوق المعلم في قطر”.. تغريدات مضللة
نشرت 56986 تغريدة في الفترة ما بين 08 أبريل 2021، و15 أبريل 2021، ويتعلق الهاشتاق بقرار صدر مؤخراً عن وزارة التربية والتعليم القطرية يفيد ب”إجبارية الذهاب إلى العمل” يومياً، وتعبر التغريدات التي تتضمن الهاشتاق عن مخاوف بشأن حقوق المعلمين، وغالباً ما تكون مصحوبة بسرد بياني لسلسلة من المطالب والإصلاحات. وبحسب التحليل “أنتج العديد من المستخدمين النشطين آلاف التغريدات التي تتضمن علامات الهاشتاق، حيث بلغ متوسط عدد التغريدات في بعض الحسابات مئات التغريدات في اليوم، في إشارة واضحة إلى أن الهاشتاق تم دفعه بواسطة حسابات غير صحيحة.
التلاعب بوسم # أبشروا بالعز والخير
تم استخدام الهاشتاق إجمالي 109 مرات من 14 أبريل 2021 حتى 15 أبريل 2021، وكانت 51 من هذه المنشورات تغريدات أصلية.
وبحسب التحليل، فقد تبنت مجموعة صغيرة من حسابات الروبوت غير الأصلية في 14 أبريل 2021، الهاشتاق في محاولة منسقة لرفع الهاشتاق وتعزيز نشر رواية عن وجود مظالم محلية في قطر. والحساب الأول الذي نشر الهاشتاق كان @ ra21112. ويُزعم أنه ينتمي إلى راشد بن سالم بن قطفة الفهد المري، الذي يُفترض أنه رجل من قبيلة قطرية ساخط على قرارت حكومية. واستنكر المري في تغريداته يوم 14 أبريل 2021 قرار سموالأمير بالعفوعن السجناء بمناسبة شهر رمضان.. وروجت للحملة حسابات يُزعم أنها قطرية، لكن العديد من الحسابات تظهر عدم حقيقتها من خلال اصطلاحات تسمية الحسابات الخاصة بهم، فضلا عن أن حوالي 20% من هذه الحسابات تم إنشاؤها قبل فترة وجيزة من بدء الحملة، كما تم تحديد بعض هؤلاء المشاركين في حملة منفصلة معادية لقطر.
مهاجمة #الشخصية القطرية
تم استخدام الهاشتاق بإجمالي 4178 تغريدة بين 11 أبريل 2021، و16 أبريل 2021، مع ارتفاع سريع في النشاط في 12 أبريل، حيث تم نشر 3045 تغريدة في ذلك اليوم وحده. وبعد ذلك، تلاشى استخدام الهاشتاق، وبدأ هذا الاتجاه بعد أن نشر المستخدم AlthaniAljnob على تويتر موضوع في 10 أبريل 2021، يصف تقييمه للشخصية القطرية، والذي كان شديد الحدة في لهجته. وحدث الاستخدام المتزايد لعلامة التصنيف بعد يوم واحد من نشر AlthaniAljnob، مع حدوث ارتفاع أكبر في النشاط. وبحسب التحليل تم نشر التغريدات بواسطة 1،341 مستخدماً. وتم إنشاء حسابات المستخدمين هذه عبر مجموعة واسعة من التواريخ، مع ارتفاع حاد في مارس وأبريل 2021، مثل ما شوهد في هاشتاق حقوق المعلم في قطر ما يشير إلى أن هذه الحسابات تم إنشاؤها لتضخيم الروايات المعادية لقطر بشكل مصطنع. كما تم جعل الهاشتاق يبدو وكأنه ظاهرة محلية، حيث أبلغ 608 مستخدمين أنهم موجودون في قطر من بين 1341 حساباً لا يحددون موقعهم في ملفاتهم الشخصية. ويفيد التحليل بأن 658 حساباً شاركوا في وسم #الشخصية القطرية ووسم #حقوق المعلمين في قطر.
توقيف وزير المالية
تم نشر الوسوم #قطرالخيرية؛ #وزيرالمالية القطري ؛ #احم احم (#Ahem_Ahem)، و#علي شريف العمادي 19105 مرة بواسطة 11572 مستخدمًا بين 1 يناير و10 مايو2021، مع 5633 تغريدة تم نشرها بين 06 و10 مايو2021.
وفي 06 مايو2021 حدثت طفرة في النشاط، حيث تم نشر هاشتاق #وزيرالمالية القطري، في 259 تغريدة، كما تم نشر #احم_احم (#Ahem_Ahem) في 1862 تغريدة، و#علي شريف العمادي في 573 تغريدة.. وبحسب التحليل، فإن نشر جميع الوسوم اتسم بدرجة عالية من النشاط الآلي، مما يشير إلى استخدام الحسابات الآلية لتضخيم مدى انتشار الهاشتاق بين 06 و10 مايو2021، معتبرا أن الحسابات الآلية كانت مسؤولة أيضًا عن تضخيم التغريدات التي تحتوي على الهاشتاق بأعلى معدل، مما يدل على تضخيم غير حقيقي.
ترويج مصطنع لـ #حقوق الشيعة في_قطر:
في 06 يوليو2021 بدأ هاشتاق “#حقوق الشيعة في_قطر” يبرز على تويتر في قطر. وتم استخدام الهاشتاق لأول مرة في الساعة 16:25 بتوقيت غرينتش في 05 يوليو2021 بواسطة الحساب البحريني @ maryam22700288. وفي ذروة نشاط الهاشتاج، بين 5 و6 يوليو2021، تم استخدامه في إجمالي 12464 تغريدة -معظمها إعادة تغريد (12026)- بواسطة 1005 مستخدم غريب.
ويقول التحليل “الحملات من هذا النوع تكون مدفوعة بإعادة التغريد من حساب له متابعون بشكل كبير، لكن لم يكن هذا هوالحال مع هاشتاق #حقوق الشيعة في_قطر الذي لم يتم الترويج له من قبل أي حساب متابع جيداً، وبدلا من ذلك كانت الحملة مدفوعة بشبكات منسقة من الروبوتات المبرمجة لتضخيم الرسائل التي تحتوي على الهاشتاق.”
وبحسب التحليل فقد نسق فريقان في الحملة، كان موقع الفريق الأول على مقربة من مجموعات المستخدمين البحرينيين مما يوحي بأنهم من نفس البلد، الفريق الآخر هومزيج مختلط من المستخدمين من 3 دول.”
الشرق القطرية