البابور الموقع العربي

“تمجيد للأجهزة الأمنية”.. السيسي يحكم سيطرته على صناعة الترفيه

358

سيطرة السلطة على الأعمال الدرامية يفقد مصر قوتها الناعمة

وصف تقرير لمجلة “الإيكونومست” الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بأنه يحكم السيطرة الشديدة على صناعة الترفيه، ما أدى إلى تغير شكل العروض التلفزيونية المصرية خلال عهد النظام الحالي.

وأشار التقرير إلى أن السيسي عمل على تأميم وسائل الإعلام في كل شيء ما عدا الاسم، وترك رجاله يتحكمون في المسلسلات والبرامج التي يتم بثها. 

لطالما كانت صناعة التلفزيون في مصر مزدهرة في الوطن العربي خلال القرن الماضي، حيث كانت الأفلام من بين أكبر صادرات البلاد، ما أعطت التجارة المصرية نفوذا ثقافيا وساهمت تلك الصناعة في تحقيق دعاية لحكام البلاد، طبقا للتقرير.

عندما بدأت دور السينما في ثلاثينيات القرن الماضي، قام الملك فؤاد بتشغيل أشرطة إخبارية للترويج لنفسه قبل العروض.

بدوره، حرص الرئيس جمال عبد الناصر على تصوير النظام الملكي الذي أطاح به على أنه فاسد وشرير، لكن هوس عبد الفتاح السيسي بالسيطرة على الترفيه شديد حتى بالمعايير المصرية. 

بعد عامين من عزل الجيش للرئيس المنتخب محمد مرسي في 2013، حذر السيسي نجوم الفن من أنهم سيتعرضون “للمساءلة” إذا لم يخالف عملهم النظرة الإيجابية للدولة.

تراجع القوة الناعمة

في عام 2016، بدأت شركة مملوكة لمخابرات الدولة بشراء أكبر القنوات التلفزيونية الخاصة في مصر. ومنذ عام 2018، أنتجت شركة “سينرجي” المنبثقة منها، معظم المسلسلات التلفزيونية الكبيرة التي تبث خلال شهر رمضان، وهو موسم الذروة في مصر والوطن العربي.

كان مسلسل “الاختيار” الذي أنتجته شركة “سينرجي”، من بين الأكثر مشاهدة العام الماضي خلال شهر رمضان، وهو العمل الدرامي الذي يروج لتضحيات الجيش المصري في مواجهة الإرهاب.

وسيغطي الموسم الثاني من مسلسل الاختيار، الذي يُذاع في رمضان المقبل، فض اعتصام رابعة العدوية، عندما قُتل مئات المتظاهرين من جماعة الإخوان المسلمين على يد قوات الأمن عام 2013. 

وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش، الحدث باعتباره “أحد أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم في يوم واحد في التاريخ الحديث”، في وقت يصور العمل الدور البطولي للشرطة، بحسب تقرير الإيكونومست.

وأفاد التقرير أن القوة الناعمة لمصر تراجعت خلال السنوات الماضية بسبب السيطرة على الأعمال التلفزيونية من قبل السلطة، وتركيز نظام السيسي بالتأثير على المصريين، إضافة إلى وجود منافسة متزايدة من قبل الأعمال السورية والتركية، فضلا عن مراكز الإنتاج الجديدة في الأردن والسعودية والإمارات.

يقول عز الدين فشير، الدبلوماسي السابق في عهد مبارك، إن “النظام يرى ما حدث قبل عشر سنوات فشلا ثقافيا”. 

كان نظام حسني مبارك السابق، يسمح بتصوير وحشية الشرطة والفساد وحتى المثلية الجنسية، في وقت يعتبر فيه النظام الحالي أن إظهار وحشة الشرطة غذى الاحتجاجات خلال ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام مبارك.

ولا يسمح النظام الحالي بتصوير التلميحات الجنسية في الأفلام والتي كانت مسموح بها سابقا، كما يحظر تصوير الفقر المدقع، في حين يجب إظهار الأجهزة الأمنية بصورة إيجابية.

المصدر: الحرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار