طوت السلطات الأردنية ملف ولي العهد السابق، الأمير حمزة بن الحسين، في قضية تتعلق بمخطط لـ”زعزعة استقرار الأردن” حسبما تقول الحكومة، حيث سيتم التعامل معه داخل العائلة المالكة، ولكن حتى الآن لم يحسم مصير من ألقي القبض عليهم منذ 10 أيام.
رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، قال لمجلس النواب، الاثنين، إن الأمير حمزة بن الحسين لن يحاكم وسيتم التعامل معه داخل العائلة المالكة، وأشار إلى أن الملف أحيل إلى المدعي العام، من دون تحديد أكان مدعي عام محكمة أمن الدولة أم مدع عام نظامي، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس.
العناني: قضية الأمير حمزة طويت

نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، جواد العناني، قال لموقع “الحرة”، قال إن “ظهور الأمير حمزة برفقة جلالة الملك مؤخرا”، قطعت الشك باليقين “أن هذا الملف قد طوي وستبقى مسألة الأمير حمزة ضمن حدود الأسرة الملكية”.
وأضاف العناني، الذي شغل منصب آخر رئيس ديوان ملكي في عهد العاهل الأردني الملك الراحل، الحسين بن طلال، أن الأمر “على مستوى العلاقات بين الملك وأخيه قد انتهى”، خاصة بعد توكيل الأمير الحسن بالأمر وتوقيع الأمير حمزة على رسالة جدد فيها دعمه للملك وولي عهده.
وأشار إلى أنه حتى الآن، نتائج التحقيق لم تتكشف بعد، إذ لا تزال التكهنات حول “الجهات الخارجية” حاضرة، رغم أن غالبية الدول في المنطقة قد سارعت إلى نفي وجود أي علاقة لها بالأمر، وأعلنت دعمها للعاهل الأردني.قصة ولاية العهد في الأردن
وذكر العناني أن السعودية كان دعمها للملك وولي العهد قويا، أكان من خلال تصريحاتهم أو بالاتصال بالملك، وحتى بإرسال وفد يرأسه وزير الخارجية السعودية للتأكيد على موقف الرياض تجاه دعم الأردن.
ومن بين أهم رسائل الدعم التي تلقتها الأردن، كانت من الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي أعرب عن دعمه للملك بشكل شخصي، ودعمه لاستقرار الأردن، باعتبارها شريكا هاما للولايات المتحدة في المنطقة.
ولم يخف استهجانه من الحديث عن علاقة ما بين الأمير حمزة وباسم عوض الله، فهما على النقيض تماما، فالأمير صديق للعائلات والعشائر الأردنية، فيما كانت هذه العائلات تنتقد عوض وسياساته خلال السنوات الماضية.
ويرى العناني بحسب رده على استفسارات “الحرة” أن العلاقة واضحة ما بين عوض والشريف حسن بن زيد، فكلاهما على علاقة ممتازة بالسعودية وحتى الإمارات، وربما تربطهم علاقات ومصالح اقتصادية، ولكن تبقى معادلة وجود الأمير حمزة فيها غريب جدا.
رسائل متضاربة
ومنذ 10 أيام يتلقى “الأردنيين رسائل مختلفة، بعضها يتحدث عن مؤامرة، وبعضها عن انفراج بتوكيل الأمير حسن بن طلال في الملف، وبعدها يتم الحديث عن جهات خارجية تستهدف الأردن”، وفق ما قال المحلل السياسي، عامر السبايلة لموقع “الحرة”.
وأضاف “أن المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء أيمن الصفدي، كان له دور في تأزيم الموقف، حيث ألقيت الاتهامات من معلومات أو تفاصيل واضحة”، وبعد أخبار انفراج الأزمة، وظهور الأمير حمزة برفقة الملك عبدالله أخيرا، أعاد مقال نشرته صحيفة أردنية، حالة الارتباك للمشهد.
وأشار السبايلة إلى أنه من الواضح أن هناك “تيار تأزيم” في الأردن، مهمته تأجيج الأزمة، التي كلما تنفرج تعود لإشعالها مرة ثانية.
وزاد أن الرواية التي نسمعها في المملكة، هي رواية الحكومة فقط، إذ لا تزال رواية الأمير حمزة غائبة عن المشهد، وحتى رواية الجهات الرسمية فهي تخلق أسئلة أكثر مما تجيب عليها.
ويرى السبايلة في حديث للـ”الحرة” أنه حتى الصورة أو علاقة باسم عوض الله بالأمير حمزة والمخطط لزعزعة البلاد، غير واضح المعالم، وكل مرة تظهر رواية جديدة للأحداث، مشيرا إلى أنه بالرغم من الرغبة الشعبية بملاحقة عوض الله منذ سنوات إلا أن ما يتم تداوله غير مقنع للشعب الأردني.
وأعادت هذه الأزمة والطريقة التي يتم التعامل معها فتح الحديث عن العديد من الملفات، ولم تعد قصة “أمير طموح” أو “مؤامرة مزعومة”، إذ أصبح هناك حديث عن آلية اتخاذ القرارات في الدولة، وإعادة طرح ملفات الفساد، بحسب السبايلة.
ودعا إلى ضرورة مكاشفة الرأي العام، وتوضيح جميع الملفات أكانت عل الصعيد الداخلي أم الخارجي، إذ لا يجب إلقاء التهم تجاه جهات خارجية وترك الباب مفتوحا على مصراعيه لتحديد من هي هذه الجهات.
مدير مكتب الأمير حمزة

عبدالله المجالي، شقيق مدير مكتب الأمير حمزة، ياسر المجالي، يقول لموقع الحرة “لقد مر 10 أيام على اختطاف أخي، حيث لا نعلم عنه أي شيء ولا أين ولا حتى لماذا”.
وذكر أن المعلومة الوحيدة التي تلقوها كانت من رئيس الوزراء، الاثنين، عندما قال إنه سيتم تحويلهم للمدعي العام، من دون توضيح أي مدعي عام يقصد.
وأضاف المجالي أن الضبابية تلف مصير أخيه ومن معه، إذ لم يتم السماح لهيئة الدفاع معرفة أي شيء عن ظروف اعتقالهم.
وقال “إذا كان جلالة الملك عبدالله قد قال إن الفتنة قد وئدت” لماذا لا يزال البقية في الاعتقال، ولماذا لا يتم الكشف عن معلومات حولهم؟”.
وأضاف أن شقيقه ياسر يعاني من أمراض في القلب، ولا يعلمون حاليا ما هو وضعه الصحي.
وذكر أن الإعلام في داخل المملكة حتى الآن لا ينقل سوى رواية الحكومة، ولكننا لم نسمع من الجهات الأخرى أو ممثلينهم، سوى ما يتم تداوله من قبل وسائل الإعلام الأجنبية.
صداقة مع الأمراء
أحد المعتقلين سمير المجالي، متقاعد من الجيش برتبة عقيد، يعمل حاليا في الزراعة، وله علاقات صداقات مع عدد من الأمراء من بينهم الأمير حسن والأمير حمزة والأمير هاشم، وفق ما كشف شقيقه محمد عبدالوهاب المجالي لموقع “الحرة”.
وأضاف أنه لا يوجد لأخيه أية توجهات سياسية، سوى ولائه المطلق للأردن والعائلة المالكة، ولكنهم تفاجئوا عندما سمعوا أنه تم اختطاف أخيهم من الشارع العام من قبل أشخاص مجهولين.
وزاد أن عائلتهم على ثقة بالقضاء الأردني والأجهزة الأمنية والعسكرية، وهم بانتظار الكشف عن مصير المعتقلين بشكل واضح.
وأشار إلى أنه حتى قبل ساعة من اتصال “الحرة” معه الاثنين، اتصل به الناطق باسم هيئة الدفاع عن المعتقلين، وأبلغه أن محاولتهم لمعرفة مكان المعتقلين من خلال المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن، لم تفلح.
“فتنة وئدت”

وتحدث العاهل الأردني، عبد الله الثاني في رسالة بثها التلفزيون الرسمي الأربعاء الماضي عن “فتنة” مؤكدا أن “الفتنة وئدت”.
واتهمت الحكومة في الرابع من أبريل الأمير حمزة (41 عاما) وأشخاصا آخرين بالضلوع في “مخططات آثمة” هدفها “زعزعة أمن الأردن واستقراره”، واعتقل نحو 20 شخصا بينهم رئيس الديوان الملكي الاسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد، بينما وضع الأمير حمزة في الإقامة الجبرية، وفق تقرير لوكالة فرانس برس.
وظهر الملك والأمير حمزة الأحد معا في احتفالات الذكرى المئوية لتأسيس الاردن، في أول ظهور علني لهما معا منذ الأزمة الأخيرة.
وكان الأمير حمزة أكد في رسالة وقعها الاثنين الماضي بحضور عدد من الأمراء أنه سيبقى “مخلصا” للملك ولولي عهده.
وجاء ذلك بعد تكليف الملك عمه الأمير حسن بن طلال بالتعامل مع قضية الأمير حمزة.
والأمير حسن (74 عاما) هو شقيق ملك الأردن الراحل حسين وعم الملك عبدالله، وقد شغل منصب ولي العهد قرابة 34 عاما.
وسمى الملك عبد الله الأمير حمزة وليا للعهد العام 1999 بناء على رغبة والده الراحل عندما كان نجله الأمير حسين في الخامسة، لكنه نحّاه عن المنصب العام 2004 ليسمي عام 2009 نجله حسين وليا للعهد.الحرة