وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، عمليات الإجلاء من أفغانستان بأنها “من أكبر وأصعب” عمليات النقل الجوي في تاريخ الولايات المتحدة. وقال: “نحن على تواصل دائم مع طالبان، ونعمل للتأكد من عبور آمن للمدنيين إلى المطار”.
جاء ذلك في كلمة متلفزة للتعليق على آخر تطورات الأوضاع في أفغانستان في أعقاب إعلان حركة “طالبان” سيطرتها على البلاد الأحد الماضي.
وقال: “الجسر الجوي الذي أقمناه مع أفغانستان هو الأكبر في تاريخنا”، مشيراً إلي أن الولايات المتحدة تنشر حالياً أكثر من 6 آلاف جندي بينهم قوات من المارينز لتأمين مغادرة المدنيين من أفغانستان. وأضاف أن بلاده “ستحافظ على التزاماتها التي قطعتها تجاه الأفغان الذين تعاونوا معها”. كما أشار إلى أن عمليات الإجلاء تجري بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وستشمل إجلاء الصحفيين.
غير أنه في المقابل، شدد بايدن على صعوبة ضمان “النتيجة النهائية” لعمليات الإجلاء، وتابع: “مهمتنا صعبة وخطيرة وعلينا أن نكملها”. وقال الرئيس الأمريكي “عملية الاجلاء هذه خطيرة، إنها تنطوي على أخطار بالنسبة إلى قواتنا المسلحة ويجري تنفيذها في ظروف صعبة”.
وأضاف محاطاً بنائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان، “لا استطيع أن أعد بما ستكون عليه النتيجة النهائية”.
وتدارك بايدن “ولكن بوصفي قائداً (للقوات المسلحة)، يمكنني أن اؤكد لكم أنني سألجأ إلى كل الوسائل الممكنة”.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة أجْلت 13 ألف شخص من أفغانستان منذ 14 أغسطس/آب و18 ألفاً منذ يوليو/تموز، يضاف إليهم آلاف في رحلات خاصة “قامت بها الحكومة الأمريكية”.
واكد الرئيس أيضاً التزام بلاده إجلاء جميع الأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة في عملياتها في أفغانستان خلال الحرب.
ويتعرض بايدن لانتقادات بسبب مشاهد الإجلاء الفوضوية التي يشهدها مطار كابل وتأكيد أفغان يحق لهم المغادرة أن حركة طالبان منعتهم من الوصول إلى المطار.
وأكد كذلك أن هذا الانسحاب الفوضوي لم يؤثر في صدقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
وتعهد بايدن، بإجلاء كل الأميركيين المتواجدين في أفغانستان الراغبين في العودة إلى الوطن. جاء وعد بايدن، الجمعة، في تحديث للوضع المتوتر في أفغانستان.
وواجه بايدن ضغوطا متزايدة حول قراره بشأن أفغانستان، مع استكمال حركة طالبان سيطرتها على البلاد يوم الأحد. ويطالب آلاف من الأميركيين والأفغان بالمغادرة، وشهد مطار كابول الدولي تبعا لذلك فوضى عارمة.
وقال بايدن “لأكون واضحا: أي أميركي يرغب في العودة للوطن: سنعيدك إلى الوطن”.
ويواجه بايدن انتقادات بسبب مشهد فوضوي وعنيف في كثير من الأحيان خارج مطار كابل، حيث تكافح الحشود للوصول إلى بر الأمان في الداخل.
ووصف بايدن أحداث الأسبوع الماضي بأنها كانت “مفجعة”، لكنه أصر على أن إدارته تعمل جاهدة لتيسير وتسريع عمليات الإجلاء.
وقال بايدن أيضا “لا أعتقد أن أي شخص منا يمكنه رؤية هذه الصور ولا يشعر بهذا الألم على المستوى البشري”، لكن “الآن أنا أركز على إنجاز هذه المهمة”.
وصرح مسؤولون أميركيون بأن رحلات الإجلاء في مطار كابل توقفت لعدة ساعات الجمعة بسبب زحام عند نقطة عبور للاجئين، في إشارة إلى قاعدة جوية أميركية في قطر. ومع ذلك، صدر أمر باستئناف الرحلات بعد الظهر بتوقيت واشنطن.
وقال مسؤول تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الوضع العسكري، إن ما يصل إلى ثلاث رحلات جوية من كابل متوقعة في الساعات القليلة المقبلة، متوجهة إلى البحرين وتحمل ربما 1500 شخص تم إجلاؤهم إجمالا.
وفي واشنطن، دعا بعض قدامى المحاربين في الكونغرس إدارة بايدن إلى تمديد المحيط الأمني خارج مطار كابول حتى يتمكن مزيد من الأفغان من الوصول إلى المطار للإجلاء. ويريدون، أيضا، أن يوضح بايدن أن الموعد النهائي لسحب القوات الأميركية في 31 أغسطس ليس ثابتا.
وفي السياق، قال النائب بيتر ميجر، وهو جمهوري من ميشيغان، إن الموعد النهائي “يساهم في الفوضى والذعر بالمطار لأن لديك مواطنين أفغان يعتقدون أن أمامهم 10 أيام للخروج من هذا البلد أو أن الباب سيغلق إلى الأبد”، في إشارة إلى الذين خدموا في العراق وعملوا أيضا في أفغانستان لمساعدة عمال الإغاثة في تقديم المساعدات الإنسانية.
لا يزال يتعين إجلاء عشرات الآلاف قبل الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة في 31 أغسطس لسحب قواتها من البلاد، على الرغم من تسارع وتيرة الإجلاء الليلة الماضية.
وقال مسؤول دفاعي إن نحو 5700 شخص، بينهم نحو 250 أميركيا، نقلوا جوا من كابل على متن 16 طائرة نقل من طراز “سي -17”. وفي كل من اليومين الماضيين، تم نقل حوالي 2000 شخص جوا.
TRT عربي – وكالات + الحرة