البابور الموقع العربي

تهويد عاصمة البحرين تحت شعار “إعادة التنوع لسوق المنامة”

592

يسعى مشروع جديد للجالية اليهودية في العاصمة البحرينية المنامة إلى إحياء التعدد الطائفي والديني في قلب المدينة التاريخي، وتحديدا في شارع الشيخ عبدالله، الذي يعد مركز السوق القديم منذ بدايات القرن العشرين. 

وفي عشرينات القرن الماضي وحتى الأربعينات، كانت المنامة مركزا تجاريا هاما بوجود التجار البحرينيين من المسلمين واليهود والهندوس والمسيحيين التابعين لمختلف المذاهب والأعراق، وتغير الوضع عام 1948، ليبدأ السوق تدريجيا في فقدان تعدده السابق، كما يقول رئيس الجالية اليهودية إبراهيم نونو. 

وبعد قيام “إسرائيل”، اقتحم بحرينيون غاضبون على احتلال فلسطين، الكنيس اليهودي وهاجموا محلات اليهود في مشهد ضرب التعايش الذي اشتهرت به المنامة، والتي كانت مدينة تجارية نشطة وبوتقة لثقافات مختلفة منذ القرن الثامن عشر، بسبب موقعها الذي استغلته بريطانيا في ربط مستعمراتها ببعضها البعض. 

ومازال السوق القديم مركزا سياحيا نشطا، وإن انزوى عنه ملاكه القدامى، إذ يعمل في أغلب محلاته تجار وعاملين من دول آسيوية. ويسعى نونو إلى زيادة المحلات البحرينية في السوق القديم، وإحياء روح المدينة القديمة المعبرة عن التعايش بين مختلف الديانات والأعراق.  

“التواصل مع أبناء البلد”

ويقول نونو لموقع “الحرة” إن فكرة المشروع بدأت بعد معاهدة إبراهيم وتوافد الزوار من إسرائيل إلى المنامة بهدف السياحة، ورغبتهم في التعرف على أهل البلد عن قرب. 

ووفقا لنونو، فإن المشروع يتمثل في إعادة الهوية البحرينية إلى سوق المنامة من خلال عمل الجالية اليهودية مع القطاع الخاص لتوظيف البحرينيين في السوق.

وأقامت البحرين علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل ضمن إطار معاهدة إبراهيم التي وقعت في الصيف الماضي برعاية الولايات المتحدة، والتي شملت دولا عربية أخرى طبعت علاقاتها مع الدولة الإسرائيلية.

وتابع نونو وهو أحد رجال الأعمال المعروفين في المنامة: “نحن بحاجة إلى أن يتواصل السياح الذين يزورون هذا الموقع الحيوي مع أبناء البلد والتحدث إليهم. سنعمل على تشجيع البحرينيين للعودة للسوق”.

واستبعد أن يكون هناك دعم حكومي للمشروع الذي يعمل عليه في سوق المنامة، مشيرا إلى أن “القطاع الخاص يجب أن يعمل بنفسه لتوظيف أبناء البلد وإعادة هوية سوق المنامة وشكلها المعروف قديما”.

يقول نونو إنه بدأ فعليا في افتتاح محليين لبيع التذكارات وهدايا للزوار بالقرب من الكنيس اليهودي الذي أعيد افتتاحه الأسبوع الماضي، مردفا: “سنعمل على إعادة الهوية البحرينية للسوق من خلال إبراز الصناعات المحلية كالحلوى التراثية والأكلات الشعبية المحلية”.

وأكد أن عدد الزوار الذين جاءا من “إسرائيل” يعد “معقولا” قياسا على التدابير التي فرضتها جائحة كورونا وحالات الإغلاق تحديدا في إسرائيل، مرجحا أن يزداد عدد السياح الإسرائيليين بشكل أكبر بعد شهر رمضان.

زوار يهود في كنيس المنامة

وعلى الرغم من تقديم اليهود في الخارج الدعم اللوجستي لإعادة افتتاح الكنيس اليهودي في المنامة، إلا أن نونو يقول إنهم لا يطلبون أي دعم من الخارج لهذا المشروع الذي “يخص العائلات البحرينية بمختلف أديانهم، ولا يقتصر فقط على اليهود”.

وفي ديسمبر – كانون اول من العام الماضي اعتمد ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، خطة جديدة لجذب السياح اليهود إلى بلاده في أعقاب اتفاقيات إبراهيم الأخيرة.

وقال وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني، زايد بن راشد الزياني، إن “البحرين مركز للتعايش السلمي مع تاريخ غني ومشهد تراثي وسياحي ملفت”. وستوفر هذه المبادرة السياحية، وفق الزياني، “تجربة لا تُنسى لجميع الزوار وستفتح آفاقًا جديدة للسياح اليهود الباحثين عن وجهة جديدة ومثيرة”.

ووفقا لرئيس مجلس إدارة أفضل شركة لإدارة السياحة في البحرين، جهاد أمين، فإن الطرق الجديدة المباشرة إلى الولايات المتحدة وتل أبيب ستساعد الجهود المبذولة،  وفقا لصحيفة “جيروزاليم بوست“. وقال أمين إنه بالتنسيق مع شركة Da’at Travel في الولايات المتحدة، والذي يقدم خدماته للمسافرين اليهود المتدينين، هناك العديد من الأسباب لجذب السياح إلى الأرخبيل الصغير، موطن السكان اليهود الأصليين الوحيد في “الخليج الفارسي”.

ويقول أمين: “تعمل فنادق ومطاعم أخرى على تطوير مطابخ الكوشر الخاصة بالمتدينين اليهود، “ونأمل أن يساعدنا ذلك في هذا الصدد”.

من جهته، أبدى رئيس الجالية اليهودية، إبراهيم نونو، تفاؤله بشأن خطط البحرين السياحية. وقال: “كان هناك اهتمام كبير من رجال الأعمال والسياح اليهود بالقدوم لزيارتنا وإقامة أعمال تجارية هنا”.

وأضاف: ان الجالية تلقت حتى الآن استفسارات حول إنفاق الفصح في البحرين، وخدمات الصلاة وعناصر أخرى تتعلق بالحياة اليهودية في الدولة الخليجية.

وقال جيريمي كانيفيت مدير المبيعات والتسويق في فندق ريتز كارلتون في البحرين: إن المبادرة فتحت فرصة للترويج للبحرين كوجهة فريدة.، ويعد ريتز كارلتون هو أول فندق في البلاد يقدم خيارات سفر كوشير، وفق الصحيفة نفسها.وتابع كانيفيت “لقد رأينا الطلب ينمو منذ توقيع اتفاقيات إبراهام.

المصدر: الحرة + مواقع

الكنيس اليهودي في المنامة
داخل الكنيس اليهودي في المنامة
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار