البابور الموقع العربي

نذر حرب جديدة.. روسيا تعلق الملاحة في القرم وتحشد قوات هائلة على حدود أوكرانيا

455

عبرت سفينتان حربيتان روسيتان السبت، مضيق البوسفور في طريقهما إلى البحر الأسود، ومن المتوقع أن تعبر المزيد من التعزيزات البحرية الروسية، في وقت يزداد فيه التوتر مع الغرب وأوكرانيا التي تضع قواتها على أهبة الاستعداد شرق البلاد.

وأعلنت روسيا تعليق حركة ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في ثلاث مناطق في القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمّتها عام 2014، فيما قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن إغلاق روسيا البحر الأسود سيكون “غير مبرر”.

يتزامن التعزيز مع حشد هائل للقوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، وهو ما تصفه موسكو بأنه تدريب دفاعي مؤقت، ويأتي في أعقاب تصعيد القتال في شرق أوكرانيا بين انفصاليين تدعمهم روسيا وقوات الحكومة الأوكرانية.

ووصلت علاقات روسيا مع واشنطن إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، وألغت واشنطن نشر اثنتين من سفنها الحربية في البحر الأسود الأسبوع الماضي بعد احتجاجات روسية حاشدة.

وعبرت سفينتا إنزال روسيتين من طراز روبوتشا من الأسطول الشمالي الروسي، وهو طراز قادر على حمل دبابات ونقل مدرعات وجنود خلال الهجمات الساحلية، مضيق البوسفور، السبت.

ومن المتوقع أن تعبر المزيد من التعزيزات البحرية الروسية على شكل سفينتي إنزال أخريين عبر مضيق البوسفور، لكن هذه المرة من الأسطول الروسي في البلطيق.

كما ذكرت وكالة الإعلام الروسية السبت، أن 15 سفينة صغيرة من الأسطول الروسي في بحر قزوين وصلت إلى البحر الأسود ضمن التدريبات.

وفي مؤشر آخر على التوتر المتصاعد في المنطقة، عبرت سفينة تحمل شاحنات وعتاداً لوجيستياً لقوات حلف شمال الأطلسي في رومانيا مضيق البوسفور مساء الجمعة.

خط المواجهة

لكن الجنود الأوكرانيين على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، يشكون بأن العقوبات الأمريكية ضد موسكو وطلب كييف مساعدة حلف الأطلسي، سيردعان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي مواجهة أكبر انتشار للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية منذ عام 2014، طلب الرئيس فلاديمير زيلينسكي المزيد من المساعدة الملموسة من الغرب، لكن العديد من الجنود الأوكرانيين يقولون إنهم يعرفون أنهم وحدهم.

وعبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن “دعمه الثابت” لزيلينسكي، وفرضت واشنطن هذا الأسبوع عقوبات جديدة على موسكو بسبب تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ونشاطات عدائية أخرى.

وبعد محادثات في باريس الجمعة، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، دعا الزعيم الأوكراني إلى قمة رباعية مع بوتين واستئناف اتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار بسبب اشتباكات متجددة بين قوات كييف والانفصاليين.

“مستعدون لأي سيناريو”

وتحت سماء الربيع الرمادية، يمكن سماع أصوات العصافير على خط المواجهة، لكن هذا الهدوء لا يخفي تصاعد التوتر والاشتباكات اليومية، فقد قتل حوالى 30 جندياً من القوات الأوكرانية منذ بداية العام مقارنة بـ50 العام الماضي، وكان معظمهم ضحايا طلقات القناصة. ويتّهم الجيش الأوكراني موسكو بالسعي لإثارة موقف من شأنه أن يبرر عملية عسكرية.

وقتل أكثر من 13 ألف شخص في النزاع الذي اندلع بعدما أطاحت انتفاضة شعبية في كييف برئيس يدعمه الكرملين، وتحركت موسكو وضمت شبه جزيرة القرم في العام 2014.

وعلى مدى السنوات السبع الماضية، عززت أوكرانيا قواتها بفضل المساعدة الغربية، ويقول جنود كييف المتمرسون في القتال إنهم جاهزون في حال تكرار موسكو عدوانها الذي حصل في عام 2014.

وأعلنت روسيا تعليق حركة ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في ثلاث مناطق في القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمّتها عام 2014، فيما قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن إغلاق روسيا البحر الأسود سيكون “غير مبرر”.

وتقول أوكرانيا إن روسيا تبحث عن ذريعة لاقتحام أراضيها، فيما تتهم موسكو كييف بالتحضير لهجوم ضدّ الانفصاليين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا

وقالت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو ستعلق حتى تشرين الأول/ أكتوبر حركة ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في ثلاث مناطق في القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمّتها عام 2014.

وتتصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا منذ أسابيع، إذ تتهم الأخيرة موسكو بأنها تبحث عن ذريعة لاقتحام أراضيها، وفي المقابل تتهم موسكو كييف بالتحضير لهجوم ضدّ الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق الأوكراني.

وأرسلت روسيا قوات إلى القرم وأطلقت مناورات بحرية في البحر الأسود. وقالت إدارة الإبحار في وزارة الخارجية الروسية لوكالة أنباء “ريا نوفوستي” الرسمية: “من 24 نيسان/ أبريل منذ الساعة التاسعة ليلاً وحتى 31 تشرين الأول/ أكتوبر الساعة التاسعة ليلاً، سيُعلّق عبور السفن العسكرية وسفن رسمية أخرى في المياه الإقليمية التابعة للاتحاد الروسي”.

مناطق حيوية

والمناطق الثلاث المعنية بهذا القرار هي الطرف الغربي للقرم ومنطقة تقع إلى الجنوب من سيفاستوبول إلى غورزوف، وأخيراً منطقة على شكل “مستطيل” قبالة شبه جزيرة كيرتش بالقرب من محمية أوبوكسكي الطبيعية.

وهذه المنطقة الأخيرة هي الأكثر إثارة للجدل لأنها قريبة من مضيق كيرتش الذي يربط البحر الأسود ببحر آزوف، ويكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لصادرات أوكرانيا من الحبوب والفولاذ.

ووقعت مواجهات في الماضي، لاسيما عندما صادرت روسيا عام 2018 ثلاث سفن عسكرية أوكرانية. واتّهمت كييف والدول الغربية أيضاً روسيا بأنها “تعرقل” عمداً إبحار السفن التجارية في مضيق كيرتش الذي تؤكد موسكو أحقيتها بالسيطرة عليه بعدما ضمّت القرم. وبنت روسيا بكلفة باهظة جسراً فوق المضيق لربط أراضيها بالقرم.

تنديد أوكراني ودولي

من جهتها، نددت وزارة الخارجية الأوكرانية بالقيود على الإبحار التي فرضتها روسيا منذ الخميس قبل حتى معرفة ما هي المناطق المعنية، وقالت إنها بمثابة “اغتصاب لحقوق أوكرانيا السيادية”. وأشارت إلى أن بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، فإن “روسيا يجب ألا تعرقل وألا تضايق النقل عبر هذا المضيق في اتجاه المرافئ المطلة على بحر آزوف”.

كما ندّد مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي بهذه القيود “بحجة إجراء تدريبات عسكرية”، معتبراً أنها “تطوّر مقلق للغاية” يُضاف إلى نشر القوات في القرم وقرب الحدود الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة. وأضاف: “هذه خطوة إضافية للحكومة الروسية التي تسير في الاتجاه الخاطئ، بقدر ما تزيد التوترات”.

وحضّ قادة كل من فرنسا وألمانيا وأوكرانيا بعد محادثات عقدوها الجمعة روسيا على سحب قواتها من منطقة الحدود الأوكرانية.

وجاء في بيان صدر عن الناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها والرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “تشاركوا المخاوف بشأن حشد القوات الروسية عند الحدود مع أوكرانيا وفي القرم التي تم ضمها (من قبل موسكو) بصورة غير شرعية. دعوا إلى تخفيف هذه التعزيزات العسكرية من أجل خفض التصعيد”. فيما قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن إغلاق روسيا البحر الأسود سيكون “غير مبرر”.

المصدر: TRT + DW

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار