الأطفال المهاجرون والمُهجّرون هم أطفال أولاً.
التحدّي
ثمة ملايين الأطفال المتنقلين في العالم، وقد فر بعضهم من بيوتهم بسبب النزاعات أو الفقر أو تغيّر المناخ؛ في حين ترك آخرون بيوتهم أملاً بالعثور على حياة أفضل وأكثر أمناً. وثمة عدد كبير جداً منهم يواجهون الخطر، والاحتجاز، والحرمان، والتمييز في رحلاتهم — سواء في الأماكن التي يقصدونها أو عند عودتهم.
وهذا الوضع ليس أمراً محتوماً. فمعاناة الأطفال المهاجرين والمهجّرين وإقصاؤهم هما أمران غير مقبولين، ويمكن منعهما. فالطفل هو طفل، بصرف النظر عما يدفعه لمغادرة بيته، أو من أين أتى، أو مكان وجوده، أو كيف وصل إلى مكانه. وكل طفل يستحق الحصول على الحماية والرعاية وجميع ما يحتاجه من دعم وخدمات كي يزدهر.
تأثير كوفيد-19
UNICEF/UNI337870/Haro
يشكل كوفيد-19 تهديداً إضافياً على الأطفال المقتلعين. فالأوضاع المعيشية المزدحمة التي غالباً ما يعيشون فيها تجعلهم أشد عرضة للأمراض المعدية مثل كوفيد-19، كما أن المعلومات المضللة عن انتشار كوفيد-19 تفاقم كراهية الأجانب والتمييز الذين يعانيهما كثيرون من الأطفال المقتلعين أصلاً.
ولتقليل عبء الوفاة والمرض الذين يسببهما كوفيد-19 ولضمان التعافي الاجتماعي-الاقتصادي الحقيقة، ينبغي أن يتم شمل المهاجرين والنازحين في الاستراتيجيات الوطنية بما في ذلك استراتيجيات التلقيح. فاستبعادهم لا يشكل خطراً مباشراً على صحة المجتمعات المحلية فحسب، بل يفاقم كراهية الأجانب والوصم.
ومع ذلك، كثيراً ما يواجه الأطفال المهاجرون والمهجّرون تحديات عديدة أثناء انتقالهم وفي المكان الذي يقصدونه وعند عودتهم، وغالباً ما يكون ذلك ناجماً عن قلة أو انعدام الخيارات التي تتيح لهم الانتقال عبر مسارات آمنة ومنتظمة برفقة أسرهم. وقد يُجبرون على عمالة الأطفال، ويُضغط عليهم للزواج المبكر، ويتعرضون للتهريب المقترن بظروف مشدِّدة، والاتجار بالبشر، ولخطر العنف والاستغلال. وكثيراً ما يخسرون أيضاً فرص التعليم والرعاية الصحية الملائمة، وليس من السهل أن يشعروا أنهم في بيتهم وسط المجتمعات المحلية التي يصلون إليها؛ كما أن سعيهم لتعلم لغة جديدة والاندماج في ثقافة جديدة يزيد صعوبة أوضاعهم. وتترك هذه الصعوبات تأثيرات بدنية ونفسية دائمة على الأطفال المتنقلين مما يمنعهم من تحقيق كامل إمكاناتهم.
الحلّ
يجب أن يتلقّى الأطفال في أرجاء العالم معاملةً واحدةً، بصرف النظر عن البلد الذي يأتون منه وسبب مغادرتهم لوطنهم.
يجب أن يكون الأطفال آمنين من العنف وأن يتاح لهم أن ينموا في كنف أسرهم. ولا ينبغي أن يخسروا تعليمهم أو أن يخشوا من زيارة الطبيب. ولا ينبغي أن يتعرضوا للتمييز بناء على المكان الذي وفدوا منه. ويجب أن يتمكنوا من الشعور بأنهم في بيتهم — أينما وَجدوا أنفسهم ومهما كان المكان الذي يعتبرونه بيتهم.
يجب أن يُعامل الأطفال في جميع أنحاء العالم معاملة متساوية، بصرف النظر عن المكان الذي وفدوا منه وسبب مغادرتهم لبيوتهم
تعمل اليونيسف في جميع أنحاء العالم لضمان حماية الأطفال المهاجرين والمهجّرين وحماية حقوقهم. ونوفر إمدادات إنسانية منقذة للأرواح في مخيمات اللاجئين. وندير فضاءات ملائمة للأطفال — وهي أماكن آمنة حيث يمكن للأطفال أن يلعبوا، وحيث تتمكن الأمهات من أخذ قسط من الراحة وتغذية أطفالهن بخصوصية، وحيث يمكن لأفراد الأسر المنفصلين عن بعضهم أن يجتمعوا معاً. وندعم الحكومات الوطنية والمحلية لوضع قوانين وسياسات ونُظم وخدمات تكون شاملة لجميع الأطفال وتلبي الاحتياجات المحددة للأطفال المهاجرين والمهجّرين فتساعدهم على الازدهار.
كما تجمع اليونيسف بيانات وتحللها وتنشرها، وتجمع أدلة حول أوضاع الأطفال واليافعين المتنقلين وتجاربهم الفردية. ونعمل على إبقاء الأسر معاً، كما نعمل على إنهاء احتجاز الأطفال المهاجرين من خلال مساعدة الحكومات في وضع حلول بديلة قائمة على المجتمع المحلي وعلى الأسرة. ونعمل مع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ونسعى إلى تمكين الأطفال والشباب المتنقلين من خلال إيجاد حلول حديثة وإقامة شراكات معهم وإيصال أصواتهم.
ثمة حلول متوفرة وقابلة للتحقيق. اعرف المزيد عن برنامج العمل الذي وضعناه لدعم الأطفال المتنقلين.
الاتفاق العالمي بشأن اللاجئين
الاتفاق العالمي بشأن اللاجئين هو اتفاق دولي يحدد لبنات البناء لاستجابة دولية أقوى وأكثر قابلية للتوقع بخصوص الأوضاع التي تتضمن عدداً كبيراً من اللاجئين. أُقرّ الاتفاق في عام 2018، وهو يوفر للمجتمع الدولي والبلدان المضيفة خريطة طريقة لإدماج اللاجئين على نحو أفضل في الأنظمة الوطنية والمجتمعات والاقتصادات لتمكينهم من المساهمة في مجتمعاتهم المحلية الجديدة وتأمين مستقبلهم. وتتمثل الأهداف الأربعة الرئيسية للاتفاق فيما يلي: تخفيف الضغوط عن البلدان المضيفة؛ وزيادة قدرة اللاجئين على الاعتماد على أنفسهم؛ وتوسيع إمكانية الوصول إلى إعادة التوطين وغير ذلك من الحلول؛ ودعم الأوضاع في البلدان الأصلية للاجئين لتمكينهم من العودة بأمان وكرامة.
تلتزم اليونيسف بشدة بالميثاق العالمي بشأن اللاجئين وتعمل على المساعدة في تحقيق أهدافه. وضعت اليونيسف “مخططًا للعمل المشترك” مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لتجديد التزامنا المشترك بحقوق الأطفال اللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم، ودعم دمجهم ووصولهم إلى الخدمات الحيوية. يوثق المخطط ممارسات جيدة مقتبسة من عملنا في جميع أنحاء العالم لدعم اللاجئين من الأطفال والشباب، وكذلك المجتمعات المضيفة.
المنتدى العالمي للاجئين هو أول فعالية رفيعة المستوى تركز على تنفيذ الاتفاق العالمي بشأن اللاجئين، وسيعقد خلال الفترة 16–18 كانون الأول / ديسمبر 2019 في جنيف بسويسرا، ومن المتوقع أن تقوم الحكومات والجهات صاحبة المصلحة أثناء المنتدى بما يلي: تقديم تعهدات ومساهمات ملموسة للدفع بأهداف الاتفاق العالمي بشأن اللاجئين، وتحقيق فوائد ملموسة للاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة، وكذلك تسليط الضوء على الإنجازات الرئيسية وتبادل أفضل الممارسات، وذلك فيما يتعلق بأوضاع أقاليم أو بلدان أصلية محددة، وعلى المستوى الدولي.
سيركز المنتدى على خمسة مجالات مواضيعية:
- تشجيع إمكانية الحصول على تعليم جيد
- خلق بيئات تمكينية تيسّر الحصول على وظائف وكسب العيش
- تحسين إمكانية الحصول على الطاقة النظيفة وهياكل أساسية أفضل
- تيسير الحلول الدائمة للهجرة، من قبيل توسيع قاعدة الفاعلين في مجال إعادة التوطين، ودعم الظروف الضرورية لعودة اللاجئين إلى أوطانهم بأمن وكرامة
- تعزيز قدرات الحماية من خلال دعم المؤسسات والجاهزية والتخطيط لأوضاع الطوارئ
الاتفاق العالمي من أجل الهجرة
إن الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية هو اتفاق تاريخي يعترف لأول مرة أن الأطفال هم محور إدارة الهجرة وهو يثبت أن خطة العمل المكونة من ست نقاط لليونيسف قابلة للتنفيذ وتوفر إطارا لإحياءه. وقد شاركت اليونيسف بشكل فعّال في 18 شهراً من المفاوضات سبقت وأدت إلى صياغة الوثيقة النهائية — وشملت مشاركتها إشراك المهاجرين الشباب في المناقشات. وقد تم اعتماد الميثاق في مؤتمر حكومي دولي في مراكش، بالمغرب، في ديسمبر 2018. وتعمل اليونيسف على ترجمة الالتزامات، التي وافقت عليها الحكومات في وثيقة الميثاق، إلى تغيير حقيقي وتأثير إيجابي في حياة الأطفال النازحين حول العالم، باعتبارها أيضا عضوا في شبكة الأمم المتحدة المعنية بالهجرة.
الأطفال المقتلعون وجائحة كوفيد-19
يشكل انتشار مرض كوفيد-19 خطراً إضافياً على الأطفال المقتلعين. وحتى دون الجائحة الحالية، يواجه الأطفال المهاجرون واللاجئون والمهجّرون داخلياً، وبصفة منتظمة، تهديدات لسلامتهم وعافيتهم. إلا أن ظروف الازدحام التي يعيشون فيها غالباً — وما تتضمنه من محدودية في المياه النظيفة والصرف الصحي والنظافة الصحية — تجعلهم معرضين خاصةً للتأثيرات المباشرة والثانوية للأمراض المعدية من قبيل كوفيد-19.
وغالباً ما يعيش العمال المهاجرون واللاجئون وأسرهم في المناطق الحضرية الأكثر ضعفاً، حيث إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية محدودة أصلاً — وهي خدمات تتعرض لضغط أكبر مع انتشار مرض كوفيد-19. ومن الممكن أيضاً أن يكون الأطفال المهاجرون واللاجئون محصورين في مراكز احتجاز، أو ذوي إعاقات، أو منفصلين عن أسرهم، مما يزيد صعوبة الوصول إليهم لتزويدهم بمعلومات دقيقة وبلغة يفهمونها.
ومما يفاقم كل ذلك: المعلومات المُضلِلة حول انتشار كوفيد-19 والتي تزيد ممارسات كراهية الأجانب والتمييز التي عادة ما يواجهها الأطفال المهاجرون والمهجّرون وأسرهم. أقرأ برنامج عمل اليونيسف حول كوفيد-19.
ومع قيام الحكومات بتقديم لقاحات كوفيد-19، من الضروري أن يتمتع جميع الأشخاص في البلد بإمكانية الوصول إلى هذه اللقاحات على قدم المساواة — بمن فيهم اللاجئون وطالبو اللجوء والمهجّرون داخلياً والمهاجرون. تعد خطط واستراتيجيات التلقيح الشاملة للجميع ضرورية للحد من عبء الوفاة والمرض الناجمين عن كوفيد-19.
وسيكون لاستبعاد المهاجرين والمهجّرين عواقب طويلة الأجل على التماسك والاستقرار الاجتماعيين. فذلك لا يشكل فحسب خطراً صحياً مباشراً على المجتمعات المحلية، بل إنه يغذي أيضاً كراهية الأجانب والوصم، ما قد يطلق العنان للعنف ولمزيد من الاستبعاد من الخدمات. وبالإضافة إلى ذلك، يدعم العديد من المهاجرين استجابة كوفيد-19 على خطوط المواجهة، ويؤدون دوراً هاماً في استمرارية تشغيل القطاعات الأساسية. وهم لذلك ضروريون جداً لاستمرارية الخدمات والانتعاش الاجتماعي-الاقتصادي من الجائحة.
المصدر: موقع اليونيسيف الرسمي