أعلن رئيس السلطة محمود عباس، الجمعة، 30 نيسان 2021، تأجيل موعد إجراء الانتخابات التشريعية لحين ضمان إجراء الانتخابات في القدس. فيما قالت حركة المقاومة الاسلامية حماس ان تاجيل الانتخابات يمثل انقلاباً على مسار الشراكة والتوافقات الوطنية، ولا يجوز رهن الحالة الوطنية كلها والإجماع الشعبي والوطني لأجندة فصيل بعينه”، وطالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة الفلسطينيّة ألّا ترهن قرارها بشأن الانتخابات بموافقة الاحتلال لإجرائها في مدينة القدس، بل أن تسعى لفرضها كشكلٍ من أشكال إدارة الاشتباك حول عروبتها، فالانتخابات في القدس أو في أي مكانٍ في فلسطين لا يحتاج لإذنٍ إسرائيلي.
وقال عباس في البيان الختامي للاجتماع الذي دعا إليه مساء الخميس، في مقر المقاطعة بمدينة رام الله وقاطعته حركتا حماس والجهاد الإسلامي إن إجراء الانتخابات يجب أن يشمل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس.
وشدد في كلمته أن “إسرائيل” قررت قتل العرب بالقدس ولن نسمح لها بذلك، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها العدوانية.
وكشف عباس على أنه سيعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالقرارات الدولية خلال الفترة المقبلة، مع انتظار الحصول على موافقة لإجراء الانتخابات في القدس.
وكانت عدة فصائل وقوائم انتخابية أعلنت رفضها القاطع لتأجيل الانتخابات التشريعية التي كان مقرراً إجراؤها في 22 مايو المقبل، إذ طالبت هذه بالضغط على الاحتلال وفرض الانتخابات في القدس المحتلة عبر المقاومة الشعبية.

حماس: انقلاب على مسار الشراكة والتوافقات الوطنية
من جهتها قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، :” تلقينا ببالغ الأسف قرار حركة فتح والسلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس تعطيل الانتخابات الفلسطينية، وتتحمل حركة فتح ورئاسة السلطة المسؤولية الكاملة عن هذا القرار وتداعياته، وهو يمثل انقلاباً على مسار الشراكة والتوافقات الوطنية، ولا يجوز رهن الحالة الوطنية كلها والإجماع الشعبي والوطني لأجندة فصيل بعينه”.
وأضافت الحركة في بيان صحفي وصل الـ”الرسالة نت”، :”لقد أثبت شعبنا في القدس قدرته على فرض إرادته على المحتل، وهو قادر على فرض إجراء الانتخابات كذلك كما أوضحنا في بياننا الصادر الأربعاء 28 أبريل”.
وأوضحت أن الحركة قاطعت هذا الاجتماع لأنها كانت تعلم مسبقاً أن حركة فتح والسلطة ذاهبة إلى تعطيل الانتخابات لحسابات أخرى لا علاقة لها بموضوع القدس، وقد أوضحنا أمس لقيادة حركة فتح خلال اتصال رسمي أننا جاهزون للمشاركة في اجتماع اليوم إذا كان مخصصاً لمناقشة سبل وآليات فرض الانتخابات في القدس رغماً عن الاحتلال، وهو الأمر الذي لم نتلق جواباً عنه، فقررنا المقاطعة احتراماً لشعبنا الذي سجل للانتخابات بغالبيته العظمى وبشكل لا مثيل له وغير مسبوق، وكذلك احتراماً لآلاف المرشحين والمرشحات من أبناء شعبنا التواقين لممارسة حقوقهم السياسية وتمثيل شعبهم والدفاع عنه، وكي لا تكون مشاركتنا غطاءً لهذا التلاعب في استحقاق وطني انتظره شعبنا طويلا.
ونوهت الحركة إلى أن إشادة رئيس السلطة عباس بهبة القدس دفاعا عن ساحة باب العامود التي فرضت إرادة المقدسيين ضد المحتل كانت تقتضي وتستلزم البناء عليها، وإعلان تحدي الاحتلال عبر تنظيم الانتخابات في القدس دون إذن مسبق من الاحتلال وليس العكس.
وعبرت الحركة عن استهجانها الشديد لما ورد في الكلمة الختامية لرئيس السلطة من ادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة بحق حركة حماس.
وأكد أنها ستبقى على عهدها تجاه أبناء شعبنا في الذود عنهم، وتبني همومهم وحقوقهم في اختيار ممثليهم، وندعو الفصائل الفلسطينية والقوى السياسية والمدنية إلى التداعي وطنياً لوضع خارطة طريق وطنية تنهي حالة التفرد، وتحقق الوحدة الوطنية على أسس سليمة وصلبة تضمن إنجاز الإصلاح السياسي الشامل، وتوجيه كل الجهود نحو مقاومة الاحتلال والاشتباك معه على كل الأصعدة وفي كل الساحات.
الجبهة الشعبية
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مساء الخميس، :” كان على القيادة الفلسطينيّة ألّا ترهن قرارها بشأن الانتخابات بموافقة الاحتلال لإجرائها في مدينة القدس، بل أن تسعى لفرضها كشكلٍ من أشكال إدارة الاشتباك حول عروبتها، فالانتخابات في القدس أو في أي مكانٍ في فلسطين لا يحتاج لإذنٍ إسرائيلي.
وأضافت الشعبية في تصريح صحفي وصل الـ”الرسالة نت”، :” أن التداعيات السلبيّة المتوقّعة لقرار تأجيل الانتخابات يتطلّب من الجميع معالجة وطنيّة مسؤولة خاصة وأنّه يوقف عملية المصالحة وجهود إنهاء الانقسام ويفتح على تعميق الأزمة الداخليّة أكثر فأكثر، والتي أنهكت وتُنهك المجتمع الفلسطيني، وتشكّل بالنسبة للعدو البيئة الأمثل لاستكمال مشروعه الاستعماري الاستيطاني، والعمل على تصفية حقوق شعبنا”.
وحذرت من اللجوء لأيّة قرارات أو إجراءات للهروب من تداعيات القرار والتي يمكن أن تُساهم باستمرار حالة الانقسام على ما هي عليه بل وتعمّق منها. كما حذرت الجبهة الشعبية أيضًا من محاولات الاستجابة لشروط اللجنة الرباعيّة بالعودة إلى المفاوضات.
الاتحاد الاوروبي ينفي تلقي رد اسرائيلي
على صعيد متصل نفى المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي في فلسطين شادي عثمان، وصول أي رد إسرائيلي حول العملية الانتخابية. وقال عثمان لـ”الرسالة نت”: “إن الاتحاد لم يتسلم أي رد سلبي أو إيجابي من الإسرائيليين، ودعوناهم لاحترام الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين”. وذكر أن الانتخابات هي بيد الفلسطينيين وبقرارهم، و”إسرائيل لم تقل نعم ولم تقل لا في الوقت ذاته”.
وأعلن رئيس السلطة محمود عباس عن تأجيل العملية الانتخابية بذريعة رفض الاحتلال الموافقة على اجرائها بالقدس. وزعم عباس في خطابه ان الأوروبيين قد أعلنوا ان إسرائيل رفضت عقد الانتخابات في القدس.
الرسالة نت