اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على العشرات من المواطنين المسيحيين، بينهم رهبان، في الأزقة المؤدية إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة، للاحتفال بـ”سبت النور” للكنائس التي تسير وفق التقويم الشرقي.
وأفاد شهود عيان بأن شرطة الاحتلال نشرت العديد من الحواجز في محيط المدينة، وأعاقت وصول المواطنين المسيحيين للكنيسة للصلاة، واعتدت عليهم بالضرب.
ومساء اعتقلت قوات الاحتلال شابين من المحتفلين بسبت النور بعد الاعتداء عليهما، وذلك لدى محاولتهما الوصول إلى كنيسة القيامة من أجل الصلاة. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اعتقلت بوحشية أحد الشبان، في حين كبلت الآخر، واقتادتهما إلى مركز توقيف القشلة في البلدة القديمة.
ومنذ الصباح الباكر نشرت قوات الاحتلال العديد من الحواجز الشرطية من أجل التنغيص على المحتفلين بسبت النور، وقامت بالتدقيق في هوية المارة بحجة تطبيق الإجراءات الطبية التي تحد من انتشار فيروس كورونا. واشتكى التجار الموجودون في محيط كنيسة القيامة ضعف البيع والسياحة بسبب الإجراءات الإسرائيلية المتعمدة، مشيرين إلى أن الاحتلال أغلق محيط الكنيسة العام الماضي بسبب جائحة كورونا،
وخلال العام الجاري أعاق وصول المصلين والمحتفلين إلى محيط الكنيسة ما تسبب في ضعف الحركة التجارية بشكل لافت. واعتبرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي على المحتفلين بسبت النور إمعانا بالتطرف والعنصرية.
وأكد الأمين العام للهيئة حنا عيسى في بيان، مساء اليوم، أن ما قامت به شرطة الاحتلال من اعتداء واعتقال ضد المحتفلين بسبت النور بالمدينة المقدسة، ونشر العديد من الحواجز في محيط المدينة، وإعاقة وصول المواطنين المسيحيين للكنيسة للصلاة، هو جزء من مخطط احتلالي كامل لتهويد المدينة المقدسة وحصرها على اليهود دون غيرهم.
وأضاف: ما قامت قوات الاحتلال به من اعتداء وضرب وتنكيل في محيط كنيسة القيامة، هو ما تقوم به يومياً في باب العمود وعلى أبواب المسجد الأقصى المبارك ضد المصلين خلال أيام شهر رمضان الفضيل، ضاربة بعرض الحائط الشعائر الدينية لأبناء القدس وفلسطين وبمدينتهم المقدسة ومساجدهم وكنائسهم.
من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال مساء اليوم، 4 شبان مقدسيين بعد الاعتداء على المشاركين في مسيرة ضد الاستيطان وتهجير السكان في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة. وأفاد شهود عيان بأن الأهالي تجمعوا في مسيرة جماهيرية حاشدة بحي الشيخ جراح ضد تهجير 7 عائلات مقدسية، وتسليم منازلها للمستوطنين مطلع الشهر المقبل. وقمعت قوات الاحتلال المشاركين بشكل عنيف، واعتقلت 4 منهم، عرف من بينهم الشابان عمر أبو اسنينة، وأنس جبارين، في حين اعتدت على آخرين بالضرب ومنعت المسيرة من إكمال طريقها.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تطالب العالم بالتدخل لوقف عمليات الترحيل القسري الذي يتعرض له سكان حي الشيخ جراح. وتعيش العائلات المهددة بالتهجير في حي الشيخ جراح في منطقة “كرم الجاعوني”، وهم جميعا لاجئون من هجروا من أراضيهم وقراهم عام 1948، ويعيشون في القدس. وتم اختيار 28 عائلة بنيت لها وحدات سكنية في منطقة كرم الجاعوني، وتم التعاقد معهم حينها من خلال الحكومة الأردنية على دفع إيجارات لمدة 3 أعوام وتصبح المنازل بعدها ملكا لهم، وانتهت عقود الإيجار عام 1959، وبات المواطنون يتصرفون تصرف المالك في العقارات. لكن بعد احتلال المدينة المقدسة عام 1967؛ فوجئ السكان بلجنتين يهوديتين تتوجهان لدائرة الأراضي عام 1972 وتسجلان ملكيتهما لهذه الأرض التي تبلغ مساحتها نحو 18 دونما. ولم تُخبر هذه اللجان المواطنين بما أقدمت عليه، وبدأت تطالبهم بإخلاء عقاراتهم بادعاء أنه لا حق لهم في ملكيتها، وهكذا تفرعت عشرات القضايا في المحاكم الإسرائيلية.
وفي وقت سابق اليوم، أصيب شابان برصاص الاحتلال والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع الاحتلال مسيرة كفر قدوم شرق قلقيلية، التي خرجت مناهضة للاستيطان ومطالبة بفتح الشارع الرئيس المغلق منذ 18 عاما. وأفادت مصادر محلية بأن شابين أصيبا بالأعيرة الإسفنجية في منطقة الظهر، في حين أصيب العشرات بالاختناق بينهم أطفال، خلال قمع قوات الاحتلال المشاركين في المسيرة.
المصدر / فلسطين أون لاين