البابور الموقع العربي

آلاف التونسيين يتظاهرون ضد “انقلاب” قيس سعيد ويطالبونه بالتنحي

328

شارك، الأحد، الآلاف في تظاهرات في العاصمة التونسية للاحتجاج على القرارات الاستثنائية التي اتخذها رئيس البلاد، قيس سعيد، في 25 يوليو الماضي واعتبروها “انقلابا على الدستور” و”انفرادا بالسلطة”، وطالب المتظاهرون الرئيس قيس سعيّد بالتنحي، احتجاجا على ما وصفوه “باستئثار قيس سعيد بسلطات الحكم في يوليو/تموزن وذلك في ظل وجود مكثف لعناصر الشرطة.

وهذه المرة الثالثة التي يخرج تونسيون إلى الشارع في تظاهرات كبيرة نسبية لمطالبة سعيد بالعدول عن قراراته والعودة إلى العمل بالدستور والسماح للبرلمان بالالتئام للتصويت على أي حكومة قد يجرى تشكيلها في المستقبل.

وذكرت بعض المواقع المحلية أن المتظاهرين حاولوا تجاوز الحواجز الأمنية التي وضعتها الشرطة دون أن ينجحوا في ذلك، فيما تجمع المحتجون بشكل رئيسي في شارعي الحبيب بورقيبة ومحمد الخامس.

وشارك في التظاهرات العديد من أنصار حركة النهضة الإسلامية، والتي توصف بأنها أكبر حزب في البلاد، بالإضافة إلى آخرين محسوبين على أحزاب معارضة لما نجم عن قرارات 25 يوليو وما تلاها من تطورات وتداعيات، وردد المشاركون عبارات من قبل “يسقط يسقط الانقلاب” و”الشعب يريد إسقاط الانقلاب”.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية خالد الحيوني في تصريح للحرة إن المرفق الأمني يلتزم الحياد في تنظيم الاحتجاجات وتأمينها وتخصيص الظروف ذاتها للاحتجاج بين مختلف القوى السياسية .

ونفى الحيوني ما تم تداوله من وجود تضييقات على تنقل المحتجين أو منع وصولهم إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس.

تجدر الإشارة إلى أن أنصار الرئيس التونسي اعتادوا أيضا أن ينظموا تظاهرات مؤيدة له وتدعوه إلى وقف العمل بالدستور بشكل نهائي وتجميد عمل البرلمان.

وكان سعيّد تجاهل هذا الأسبوع جزءا من أحكام الدستور الصادر في 2014 ومنح نفسه سلطة الحكم بمراسيم وذلك بعد شهرين من قيامه بعزل رئيس الحكومة وتعليق عمل البرلمان وتولي مهام السلطة التنفيذية.

“بالروح بالدم نفديك يا دستور”

وفي شارع الحبيب بورقيبة الذي كان محورا للمظاهرات التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير كانون الثاني 2011، ردد المحتجون شعارات تطالب بإسقاط الانقلاب . كما ردد المتظاهرون هتافات “ارحل” و”بالروح بالدم نفديك يا دستور” و”يا قيس يا غدار”.

وتهدد هذه الأزمة ما حققه التونسيون من مكاسب ديمقراطية في ثورة 2011 التي أطلقت شرارة احتجاجات “الربيع العربي” وأبطأت أيضا الجهود المبذولة لمعالجة تهديد عاجل للمالية العامة، مما أثار قلق المستثمرين.

وقال عبد الفتاح سيف الذي يعمل مدرسا “إنه دكتاتور. خان الثورة وخان الديمقراطية. لقد جمع كل السلطات. إنه انقلاب ونحن سوف نسقط الانقلاب في الشوارع”.

حالة الشلل السياسي

وكان الرئيس سعيّد قد قال إن الخطوات التي اتخذها ضرورية للخروج من حالة الشلل السياسي والركود الاقتصادي ومعالجة ضعف إجراءات مكافحة جائحة فيروس كورونا.

ووعد سعيّد بنصرة الحقوق وعدم التحول إلى حاكم مستبد. ويوم الجمعة رفض الاتحاد التونسي للشغل العناصر الرئيسية في قرارات الرئيس وحذر من مخاطر حصر السلطات في يده في الوقت الذي اتسع فيه نطاق المعارضة للقرارات التي يصفها خصومه بأنها انقلاب. وفي الأسبوع الماضي خرج أول احتجاج على قرارات الرئيس منذ أصدرها في 25 يوليو/تموز.

ووصف أكبر الأحزاب السياسية وهو حزب النهضة الإسلامي المعتدل الخطوات التي أخذها سعيد بأنها “انقلاب على الشرعية الديمقراطية” ودعا الناس إلى توحيد الصفوف والدفاع عن الديمقراطية بالوسائل السلمية. وأصدرت أربعة أحزاب أخرى بيانا مشتركا يدين سعيد الأربعاء وندد به حزب كبير آخر هو حزب قلب تونس.

المصدر: الحرة + فرانس 24

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار