البابور الموقع العربي

عسكر السودان ينقلبون على شركائهم المدنيين ويستولون على الحكم والمظاهرات تجتاح الخرطوم

835

نفد الجيش السوداني انقلابا عسكريا في السودان استهدف شركائهم المدنيين في الحكم، وشهدت العاصمة الخرطوم، وفي وقت مبكر من الإثنين، سلسلة اعتقالات طالت وزراء في الحكومة الانتقالية وقيادات من قوى “إعلان الحرية والتغيير” (المكون المدني للائتلاف الحاكم)، على رأسهم رئيس الحكومة عبد الله حمدوك.

ودعت هيئات وأحزاب سودانية، الإثنين، المواطنين إلى العصيان المدني والخروج إلى الشوارع، رفضا لما وصفوه بـ”الانقلاب العسكري” والاعتقالات التي طالت قيادات سياسية وتنفيذية بالبلاد،

وقال “تجمع المهنيين السودانيين” (قائد الحراك الاحتجاجي)، في بيان: “نناشد الجماهير للخروج إلى الشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين والعصيان المدني في مواجهتهم”.

فيما أكد حزب الأمة القومي في بيان: “رفضه التام لتقويض الفترة الانتقالية ولإجراءات التحول المدني الديمقراطي والانقلاب على الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية”.

وأضاف: “ندين بأشد العبارات الاعتقالات التي طالت القيادات السياسية والتنفيذية في الدولة (..) ونناشد جماهير حزبنا والشرفاء من أبناء شعبنا استخدام كل الوسائل السلمية المشروعة للتمسك بخيارهم المدني والتصدي لأعمال الانقلاب العسكري وإجراءاته”.

وعبر حسابه في “تويتر”، قال “الحزب الشيوعي السوداني” في تصريح لمتحدثه الرسمي فتحي فضل: “نداء لجماهير الشعب السوداني.. دعوة للإضراب السياسي والعصيان المدني”.

بدوره، قال “حزب المؤتمر السوداني” في بيان: “ندعو ونحثّ جماهير الشعب السوداني قاطبة وفي كافة ربوع السودان للخروج إلى الشوارع فورا”.

وأضاف: “نهيب بقوى الثورة جميعا ولجان المقاومة في كافة أحياء وقرى وأرياف ومحليات ومدن السودان، للاصطفاف صفاً واحداً منيعاً؛ ومقاومة هذا الانقلاب العسكري كيفما تسربل وتحت أي مسمىً كان؛ أو من الذي يقف خلفه”.

يذكر أن رئيس مجلس السيادة بالبلاد عبد الفتاح البرهان يعتزم، الإدلاء ببيان، الإثنين، حول مستجدات الأوضاع في البلاد، وفق مصادر مطلعة للأناضول.

قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، الإثنين، إن “أي انقلاب في البلاد مرفوض وسنقاومه بكافة الوسائل المدنية”.

وأضافت المهدي، في تصريحات متلفزة تابعها مراسل الأناضول، أن “احتجاز رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في جهة غير معلومة أمر خطير جدا وغير مقبول”.

وتابعت: “لا أعتقد أن حمدوك سيقبل الإملاءات لإقالة حكومته”. وحذرت من أن “الشراكة بين المدنيين والعسكريين أصبحت في محك خطير”.

وذكرت أنه “لا توجد أي اتصالات بين وزراء الحكومة بسبب انقطاع وسائل التواصل المباشرة وإغلاق الجسور”. وأشارت إلى أن الإنترنت وجميع الاتصالات مقطوعة في البلاد.

وقالت المهدي، إن وزراء الحكومة غير المعتقلين سيجدون طريقة للتواصل وترتيب الأمور خلال الساعات القادمة، دون تفاصيل أكثر.

وأضافت: “نحذر الجميع من إراقة قطرة واحدة من دماء الشعب”.

اقتحمت قوات عسكرية سودانية، الإثنين، مقر الإذاعة والتلفزيون الرسمي، غربي العاصمة الخرطوم، واحتجزت عددًا من العاملين فيه. وقالت وزارة الثقافة والإعلام السودانية، عبر حسابها الموثق على “فيسبوك”، إن “قوات عسكرية مشتركة تقتحم مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، وتحتجز عددا من العاملين فيه”،

وفي وقت مبكر الإثنين، أعلنت وزارة الثقافة والإعلام السودانية، عبر حسابها الموثق على “فيسبوك”، أن قوة من الجيش اعتقلت، رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بعد رفضه تأييد ما وصفته بـ”الانقلاب”. ولم تذكر الوزارة أي تفاصيل أخرى بهذا الصدد، كما لم يصدر أي تعقيب من الجيش السوداني. إلا أن مصادر سياسية مطلعة أفادت، فجر الإثنين، لوكالة الأناضول، بأن السلطات فرضت الإقامة الجبرية على حمدوك وشددت الحراسة الأمنية عليه.

من جهتها أعربت الولايات المتحدة الأمريكية، الإثنين، عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن “استيلاء عسكري” على الحكومة الانتقالية في السودان، قائلة إن هذا “مخالف للإعلان الدستوري”.

جاء ذلك بحسب ما نقل مكتب الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية عن المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، الإثنين.

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان فيلتمان، عن تفاؤله بوجود مخرج للأزمة الحالية في السودان، وذلك عقب لقائه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان في العاصمة الخرطوم.

وقال فيلتمان إن “الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن استيلاء عسكري على الحكومة الانتقالية”. وأضاف: “هذا مخالف للإعلان الدستوري والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني وغير مقبول بتاتا”. وتابع فيلتمان: “كما قلنا مرارًا، فإن أي تغييرات في الحكومة الانتقالية بالقوة تعرض المساعدة الأمريكية للخطر”

وأعرب الاتحاد الأوروبي، الإثنين، عن قلقه البالغ إزاء التطورات في السودان، داعيا لإعادة العملية الانتقالية إلى مسارها الصحيح. وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في تغريدة على تويتر: “نتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان”. وأضاف: “الاتحاد الأوروبي يدعو جميع المعنيين والشركاء الإقليميين لإعادة العملية الانتقالية إلى مسارها الصحيح”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار